كان الإعلان عن خطط روسيا لإنشاء مركز بحري لوجستي في السودان هو أحدث خطوة من جانب روسيا في عودتها القوية إلى إفريقيا.
أكرم خريِّف، الخبير في قضايا الدفاع والأمن ومدير منصة “مينا ديفنس” تحدث إلى مجلة “New Defence Order. Strategy” الروسية عن إنشاء المركز اللوجستي البحري الروسي في السودان.
ظهور صورة حديثة لمقاتلة Su-35 تابعة للقوات الجوية المصرية في روسيا قبل تسليمها
تعود روسيا إلى البحر الأحمر بالإعلان عن خطتها لإنشاء قاعدة دعم لوجستي بحري في السودان. بعد ثلاثين عاما من إغلاق القواعد السوفيتية في عدن وسقطرى، تعتزم روسيا إعادة تأكيد قوتها في المنطقة جنبا إلى جنب مع اللاعبين التقليديين والوافدين الجدد إلى المنطقة، يقول خريّف.
الموقع الذي اختاره الروس استراتيجي. سوف يستضيف بورتسودان 300 من أفراد الدعم وما يصل إلى أربع سفن في الخطوط الأمامية، بما في ذلك سفن النووية والغواصات. وسيكون الموقع في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان حسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في الوثيقة المكونة من ثلاثين صفحة. وتنص الوثيقة أيضا على أن لروسيا الحق في نقل “الأسلحة والذخائر والمعدات” اللازمة لتشغيل هذه القاعدة البحرية عبر موانئ ومطارات السودان، يضيف أكرم خريّف.
تنص اتفاقية التعاون العسكري الموقعة في مايو 2019 بين روسيا والسودان والتي مدتها سبع سنوات على أن هذا المركز اللوجستي “دفاعي ولا يشكل تهديدًا لأي دولة أخرى في المنطقة” وأن هدفه “الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة”.
يُعلِن افتتاح هذه القاعدة العودة الجيوسياسية لروسيا التي بدأت منذ حوالي عشر سنوات مع تعزيز العلاقات العسكرية وزيادة حجم مبيعات الأسلحة لأهم الزبائن في إفريقيا مثل الجزائر ومصر وأنغولا. كان الدخول القوي روسيا الاتحادية إلى وسط إفريقيا من خلال تأمين برنامج التدريب وإعادة البناء لجيشهم تحت رعاية الأمم المتحدة علامة فارقة في إعلان عودة موسكو النهائية إلى اللعبة الإفريقية. ويضيف خريّف أنه إذا أضفنا أخيرًا الاتفاقيات النووية مع مصر والسودان والجزائر، فلدينا تأكيد لما كُتب سابقًا.
ويختتم خريف بالقول: إن افتتاح القاعدة البحرية على البحر الأحمر إضافة إلى إنشاء العديد من القواعد الأخرى حول مضيق باب المندب الذي يفصل المحيط الهندي عن هذا البحر. أقامت الولايات المتحدة وفرنسا والصين وجودًا دائمًا في جيبوتي، وأنشأت الإمارات العربية المتحدة قاعدة عملاقة في إريتريا، وخصمها التركي راسخ في الصومال. إسرائيل ومصر مدرجان أيضًا على قائمة الدول التي تريد إرسال قوات إلى شمال وجنوب السودان.