نور الدين
في خطوة تعكس التزامها بالأمن والاستقرار البحري في المنطقة، تولت المملكة العربية السعودية قيادة قوتين بحريتين دوليتين في الخليج، بعد أشهر من تحسن العلاقات مع إيران. وتشمل القوتان البحريتان قوة المهام المشتركة 152 (CTF 152)، التي تعمل تحت قيادة القوات البحرية المشتركة (CMF)، والتي تضم 38 دولة بقيادة الولايات المتحدة، وقوة المهام التحالفية سنتينيل (CTF Sentinel)، التي تضم 11 دولة، والتي تهدف إلى حماية التجارة البحرية في وحول مضيق هرمز. وقد نقلت القيادة من البحرية الملكية البريطانية والبحرية الملكية البحرينية إلى ضباط من البحرية الملكية السعودية في حفل أقيم في البحرين يوم 27 أغسطس 2023.
وتأتي هذه الخطوة بعد خمسة أشهر من إعلان الرياض وطهران عن استئناف العلاقات الدبلوماسية، والتي شهدت تبادلاً للزيارات والاتصالات بين المسؤولين في البلدين. وقد أثار هذا التقارب قلق الولايات المتحدة، التي اتهمت إيران بالعدوان البحري في مضيق هرمز، وهو ممر مائي حيوي يمر من خلاله نحو خُمس إنتاج النفط في العالم. وفي وقت سابق من هذا العام، ادعت إيران أنها أنشأت تحالفًا بحريًا مع السعودية، لكن مسؤولًا عسكريًا أميركيًا نفى هذا الادعاء.
وفي كلماته خلال حفل تسلُّم القيادة، أشاد نائب قائد قوات سنت كوم (NAVCENT)، والقائد المشارك للقوات البحرية المشتركة (CMF)، والأسطول الخامس للولايات المتحدة، الأدميرال تشارلز كوبر، بدور قوة المهام المشتركة 152 في حفظ السلام وضمان الأمن البحري في المنطقة. كما أثنى على إنجازات البحرية الملكية السعودية في مختلف العمليات الدولية. وأكَّد الكولونيل عاصم عُمَري من البحرية الملكية السعودية، أن قواتهم البحرية مستعدة تمامًا للقيام بالمهام الموكلة إليهم.
وتهدف القوات البحرية المشتركة إلى الإشراف على سيطرة طرق التجارة البحرية، وتوفير الحماية للسفن التجارية المنتسبة، والعمل كقوة ردع ضد الأنشطة التي تهدد الأمن البحري. وتركز قوة المهام المشتركة 152 على الأمن البحري في الخليج، وحماية البنية التحتية الدولية في المياه، ومكافحة الأنشطة غير القانونية والتهديدات الإرهابية. وتعتبر هذه المهام ذات أهمية استراتيجية للسعودية، التي تسعى إلى تعزيز دورها كقوة إقليمية وشريك دولي في المنطقة.
