في خطوة جديدة غير مسبوقة ، يقوم الجيش اليابانى ، الذى ركز لعشرات السنين فقط على تطوير الأسلحة الدفاعية ، بصناعة نوع جديد من الأسلحة للقصف بحمولة متفجرة explosive payload بسرعات أسرع من الصوت supersonic ، وفقا للصحيفة اليابانية The Mainichi Shimbun.
تم تصميم هذه التقنية غير التقليدية ، من أجل خلخلة الدفاعات العدوة بضربات دقيقة جدا ، قبل أن يبدأ المارينز اليابانى ضرب الشاطئ ، و ذلك فى محاولة لمساعدة البلاد على استرداد الأراضى التى يحتلها أى أعداء محتملين فى المستقبل.
تكمن أهمية الصاروخ الإنزلاقي الجديد ، والذى يتميز بقدرات الطيران بسرعة فائقة ، فى أنه يسد الفجوة فى شن هجوم دقيق بعيد المدى فى القدرات الدفاعية اليابانية.
ويتم إطلاق الصاروخ على مرحلتين ، مرحلة booster rocket الأولى التي تشمل اطلاق الصاروخ بسرعة تدريجية و يزداد اندفاعها الى ما يفوق سرعة الصوت supersonic speeds ، بينما المرحلة الثانية فتشهد انفصال الرأس الحربى الايرو ديناميكي aerodynamic warhead عن صاروخ الاطلاق ، ليبدأ التّحليق بقية المسار باتجاه هدفه.
وفقا للموقع فإنه لا يوجد مثيل للصاروخ HSGM فى الخدمة الفعلية لدى أى قوات عسكرية فى العالم. ورغم أن عدة من الدول تُشغل صواريخ بالستية تكتيكية، بما فى ذلك الصاروخ البالستى الروسى الشهير إسكندر 9K720 Iskander و الصاروخ البالستي Hyunmoo 2A الكورى الجنوبى ، إلا أن كليهما يُطلقان رؤوسهما الحربية باستخدام مسارات بالستية عالية الإرتفاع، و يتفوق عليهما الصاروخ اليابانى بقدارته على الإنزلاق نحو هدفه على ارتفاع منخفض. في الواقع ، يبدو HSGM يشبه إلى حدٍ كبير نظام سلاح إنزلاقي فرط صوتي hypersonic ، والذي يحلق في وضع مماثل (ولكن عند سرعات تفوق 5 ماخ).
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، تجنّب الجيش الياباني ، الذي كان يركز على الدفاع ، أي شيء يشبه القدرات العسكرية الهجومية. صواريخ بعيدة المدى ، قاذفات القنابل ، حاملات الطائرات ، ومشاة البحرية كلها صنفت أسلحة هجومية وبالتالي كانت محظورة.
لكن الزمن قد تغير. فقد دفعت النزاعات الإقليمية الجديدة مع الصين، وضخامة الجيش الصيني ، اليابان الى تطوير انواع معينة من هذه الاسلحة و القوات، بما فى ذلك لواء من المارينز البرمائى ، بهدف استرجاع الأراضي اليابانية التي ربما يتم الإستيلاء عليها في زمن الحرب.
بالنسبة لمعظم البلدان ، ولا سيما الولايات المتحدة ، يتم معالجة مهام الهجوم الدقيق لدعم القوات البرية بواسطة صواريخ توماهوك كروز Tomahawk أو الطائرات التي تستخدم أسلحة مثل Stormbreaker ، وهي قنبلة تطلق من الطائرات المقاتلة مثل F / A-18E / F Super Hornet وتنزلق بسرعة تصل إلى 40 ميلاً للوصول إلى الهدف. غير أن هيكل قوات الدفاع الذاتي الجوية اليابانية مصممة على أساس أنها تجري في الأساس حروب جو – جو. في حال وقوع حرب مع الصين ، سوف تكون القوات الجوية منهمكة في التخلص من الأعداد المتفوقة من الطائرات الصينية. لذلك سيوفر الصاروخ الباليستي HSGM الجديد للجيش الياباني القدرة على ضرب الأهداف بدون الحاجة الى تحويل مسار أى طائرات تكتيكية و تشتيتها بعيداً عن المعارك الجوية.
تطور اليابان نسختين من الصاروخ البالستي HSGM و هو سلاح أكثر تقليدية مع قدرات إنزلاق منخفضة low glide capability ، حيث ستكون جاهزة بحلول العام 2026، إضافة إلى سلاح “على شكل مخلب talon ذو قدرات إنزلاقية عالية high gliding capacity” بحلول العام 2028. ومن المتوقع أن يتراوح مدى هذا الصاروخ بين 217 و 310 كيلو متر، لكن مسؤولي الدفاع اليابانيين اعترفوا أنه بمجرد بدأ العمل بالسلاح الجديد سيمكن تحقيق مديات أكبر.
GIPHY App Key not set. Please check settings