قال الخبير والمحلل العسكري محمد الكناني أن ما تم خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد من غارات جوية على عناصر الدفاع الجوي والحرب الإلكترونية التركية في قاعدة الوطية الجوية غربي ليبيا، كان بمثابة رسالة مباشرة لأنقره بأن “الخط الأحمر” ليس مجرد تصريحات للاستهلاك الإعلامي بل واقع بحت، ووفقا له فقد كانت بمثابة رسالة مفادها “أصولكم العسكرية تحت رحمة وتأثير نيراننا المباشرة”.
وقال: “ميدانيًا ، نجحت تلك الغارات فى تحييد منظومات الدفاع الجوى متوسطة المدى من طراز هوك Hawk أمريكية الصنع تابعة لسلاح الجو التركى (الدفاع الجوي يتبع سلاح الطيران لدى دول الناتو) ، و 3 رادارات فى الغالب هي من نوع ” كالكان 2 Kalkan” تركية الصنع تعمل مع منظومات هوك، وأخيرًا منظومة التشويش الإلكتروني التركية الصنع من طراز كورال Koral”.
وأضاف: “تركيا تطور بالفعل منظومتي دفاع جوي تحت مسمى “حصار HİSAR” ، وتعني القلعة بالتركية ، إحداها قصيرة المدى تحت مسمى HİSAR-A يصل مداها الى 15 كم، و الثانية HİSAR-O يصل مداها إلى 25 كم، و لكن لم تدخلا الخدمة حتى اللحظة ، و هذا سبب الاعتماد المستمر على منظومة هوك الأمريكية التي مهما كان مستوى تطويرها فإنها في النهاية غير مؤثرة على طائرات القتال الجوي عالية المناورة المنتمية للأجيال الحديثة. وحتى في حال نشر إحدى المنظومتين الحديثتين مستقبلا، فلن تكون بالتأثير المطلوب أمام المقاتلات المتطورة، وربما ستتصدى للصواريخ والذخائر نفسها، ولكن دون أي مساس بالطائرات التي ستقوم باستهدافها من خارج نطاق تأثيرها بمسافات كبيرة، وخصوصا أنها تعمل بشكل منفرد دون أن تكون مدمجة ضمن شبكة دفاع جوي متكاملة ومتعددة الطبقات، وبعيدا عن الأراضي التركية”.
وتابع قائلاً: “رغم وجود منظومة حرب الكترونية متطورة مثل كورال التي يصل مدى الفعال إلى 150 كم ، إلّا أن تحييدها بهذا الشكل يعطي انطباعًا إما بمحدودية فاعليتها بعيداً عن البروباجندا التي أثيرت كثيرًا حولها، أو أن المقاتلات التي نفذت المهام كانت من طرازات حديثة مزودة بحزمة إلكترونية متطورة تمكنها من العمل بفاعلية عالية وسط بيئة مشبعة بالإعاقة والشوشرة الإلكترونية الكثيفة”.
واختتم بالقول: “في حقيقة الأمر، ليس مهما أي مقاتلات نفذت تلك الغارات، فالأهم هو ما خلفته من آثر سياسي وإعلامي مدو، وبعد مضي أقل من يوم على تصريح وزير الدفاع التركي برفض إعلان القاهرة في طرابلس”.