نور الدين
يتضح من الصورة البصمة الحرارية شديدة الإنخفاض الخاصة بالمقاتلة الفرنسية رافال والتي تتفوق بها على مقاتلات مثل التايفون الأوروبية وذلك بفضل قناتي التبريد المزدوجة على محرك الرافال والتي تساهم بشكل كبير في خفض الانبعاثات الحرارية الصادرة منه.
ويتضح من الصورة أيضاً أحد عيوب المقاتلة الأمريكية إف-35 وهي البصمة الحرارية المرتفعة للمقاتلة مما يسهل عملية رصدها من قبل منظومات الرصد الكهروبصري من مسافات آمنة و ذلك بسبب أن الإف-35 مقاتلة ثقيلة والمحرك الخاص بها ينتج قوة دفع كبيرة تصل إلى 43 ألف رطل مما يزيد من البصمة الحرارية بشكل ملحوظ كأنها مقاتلة ذات محركين و هو ظاهر بكل وضوح فى الصورة ذلك بالإضافة إلى طلاء الـ RAM و الذى يقوم بإمتصاص جزء كبير من الموجات الرادارية التى تصطدم بجسد المقاتلة.
هذه ستكون النقطة التي ستعتمد عليها قوات الدفاع الجوي في رصد المقاتلة الإسرائيلية F-35I وهي عن طريق منظومات الرصد الكهروبصري إلى جانب الرادارات السلبية والرادارات العاملة على التردد VHF ، ستعتمد مقاتلات القوات الجوية المصرية على هذا العيب لرصد الإف-35 والتعامل معها سواء كان ذلك باستخدام منظومات الـ IRST مثل الـ OSF العاملة على الرافال أو الـ OLS العاملة على متن الميج أو بإستخدام بودات التهديف مثل الـ AN/AAQ-33 Sniper العامل على متن مقاتلات الإف-16
لكن ، هل هذا يعني أن الإف-35 مقاتلة فاشلة ؟
بالطبع لا ، فالإف-35 وخاصة النسخة الإسرائيلية المسماة بـ Adir مقاتلة رهيبة تبرع بشدة في مهام التسلل على ارتفاع منخفض جدًا وفتح الثغرات في الدفاع الجوى عن طريق تدمير مواقع الردارات – تدمير مواقع القيادة – تدمير مراكز الاتصالات الثابتة والمتحركة ، وتلك ستكون المهمة الرئيسية لها في سلاح الجو الإسرائيلي ذلك بالإضافة إلى التعديلات الإسرائيلية عليها والتي تشمل دمج تسليح إسرائيلي كامل للمقاتلة ونجحت بالفعل في دمج قنابل Spice-1000 على المقاتلة وفي الطريق حاليًا لدمج قنابل Spice-2000 و Spice-250 وصواريخ Python-5.
وتعمل إسرائيل أيضاً على تطوير بود تشويش خاص بالمقاتلة ذلك بالإضافة إلى نظام السيطرة والقيادة والاتصالات C4 الإسرائيلي الصنع والذي تم البدء في تصنيعه بالفعل وذلك بالإضافة إلى رغبة الإسرائيليين لإضافة خزانات وقود كتفية CFT Conformal Fuel Tank والتي سيتم تصميمها وتصنيعها في إسرائيل حتى لا تزيد البصمة الردارية للمقاتلة.
وبذلك يتضح أن الإسرائيليين بتعديلاتهم يريدون مقاتلة قاصفة من الطراز الأول لأعمال فتح الثغرات في الدفاعات الجوية المعادية وأنهم اختاروا النسخة صاحبة أعلى تحمل للجهد في المناورات وهي النسخة A وأن الإف-35 ليست مقاتلة “فاشلة” كما يطلق عليها البعض ولكنها في نفس الوقت ليست منيعة وليست كاملة فالكمال لله وحده.
