in

هل ستكون أمريكا هي الزبون القادم للتحفة الإيطالية “الفريم برجاميني”

قد يكون هذا العنوان صدمة مفاجئة للبعض وقد لايصدقه أو يكذبه البعض الآخر. لكن عندما تستكمل قراءة هذا التقرير لنهايته ستدرك كم سيكون هذا العنوان المبهر بحلول عام 2022 حقيقة واقعة مؤلمة للكثيرين.

 

ففي 16 فبراير عام 2018 أعلنت البحرية الأمريكية عن أسماء الشركات العالمية الخمس التي تم الموافقة على عروضها للمشاركة في مناقصة “برنامج الفرقاطة المتعددة المهام المستقبلية FFGX” والذي يستهدف بناء 20 فرقاطة صواريخ موجهة لصالح البحرية الامريكية تكون قادرة على أداء كافة مهام الدفاع الجوي والقتال ضد سفن السطح ومكافحة الغواصات والحرب الإلكترونية وذلك لإحلال وتبديل فرقاطات “البيري” الجاري خروجها تباعا من الخدمة بالبحرية الأمريكية.

 

كما اشترطت البحرية الأميركية أيضا أن تكون هذه الفرقاطة الحديثة قادرة على العمل منفردة أو ضمن قوة مهام الحماية التابعة لأساطيل حاملات الطائرات الأمريكية الأقوى في العالم.

 

في 28 مايو عام 2019 وبعد انسحاب شركة (لوكهيد مارتن) الأمريكية العريقة من المنافسة أصبحت المناقصة مقتصرة على 4 شركات فقط. وكان أهم العروض المنافسة في هذه المناقصة الهامة هو مشروع “الفريم برجاميني” المقدم من الشركة الإيطالية العريقة (فينكانتيري) والذي يحظى بحظوظ كبيرة في الفوز بتلك المناقصة من خلال فرع الشركة الإيطالية بالولايات المتحدة الأمريكية. ودخل ضمن المنافسة مع “الفريم برجاميني” العروض الثلاثة التالية:

 

– عرض شركة (جنرال ديناميكس) الأمريكية بالشراكة مع شركة (نفاتنيا) الأسبانية من خلال مشروع الفرقاطة التي يطلق عليها إسم “كريستوفر كولومبوس F-15” وهي مبنية على أساس النسخة الأحدث من الفرقاطة الإسبانية “ألفارو دي باثان F-100”.

– عرض شركة (هنتيجتون إنجالس) الأمريكية تحت اسم “فرقاطة الدورية Patrol Frigate” وهي مبنية في الأساس على سفينة الدورية العاملة لدى خفر السواحل الأمريكي طراز “National Security Cutter” بعد أن يتم تعديلها وزيادة إزاحتها وأبعادها لملائمة بيئة العمليات الحربية البحرية الحديثة.

– عرض شركة (أوستال) الأسترالية من خلال فرعها بالولايات المتحدة الأمريكية المتمثل في مشروع “الفرقاطة أوستال” وهو مبني فى الأساس على سفينة القتال الساحلي “الإستقلال” العاملة حاليا بالبحرية الأمريكية.

وطبقا لمتطلبات البحرية الأمريكية المعلنة ضمن شروط التعاقد على مشروع فرقاطة الصواريخ الموجهة المستقبلية هو أن تحتوي على:

– قدرة الإشتباك المشترك وهي عبارة عن ربط شبكى لإنظمة القتال وإدارة المعارك على السفينة بباقي مستشعرات الرصد والتتبع على مختلف المنصات القتالية الجوية والبحرية الصديقة لتكوين صورة متكاملة عن مسرح العلميات.

– قدرة دفاع جوي معززة في مهام الدفاع الذاتي أو مهام المرافقة والحماية من خلال عدد 32 خلية إطلاق رأسي (VLS) لصواريخ الدفاع الجوي.

– قدرة بقائية عالية وخاصة من خلال التركيز على تقليل نقاط الضعف والحماية المكثفة.

– قدرات حرب إلكترونية متطورة.

– عملية توازن بين القدرات مع التكاليف لتصبح الفرقاطة قادرة على مجابهة التحديات المتزايدة في بيئات العمل المختلفة المستقبلية.

 

ولتقليل عوامل طول المدة الزمنية و التكلفة الزائدة التى قد تواكب عمليات التصميم والإختبار و البناء الخاصة بهذا المشروع الواعد فقد قررت البحرية الأمريكية إستخدام أنظمة أثبتت جدارتها و تعمل بالفعل لدى البحرية الأمريكية وتشمل كافة أنظمة و إلكترونيات القيادة والسيطرة والرصد والإستشعار والتسليح والحرب الألكترونية الموجودة فى أحدث وأقوى القطع البحرية العاملة في البحرية الأمريكية حاليا مثل:

 

– نظام القتال وإدارة المعارك “COMBATSS21” المشتق من نظام “”أيجيس”” القتالي العامل على أقوى الطرادات والمدمرات الأميركية.

– نظام القيادة والسيطرة والإتصالات والإستخبار “C4ISR”.

– رادار البحث والمسح الجوي الإيسا الحديث طراز “إنتربرايز” المشتق من الرادار الأمريكى الشهير طراز “AN/SPY-6V” العامل على أحدث النسخ من المدمرات الأميركية طراز “آرليه بورك”.

– رادار الملاحة والبحث البحري من الجيل الجديد “NGSR” والذى ستكون الفرقاطة الفائزة بالمناقصة هى أول قطعة بحرية يتم تنصيب هذا الرادار الحديث عليها.

– نظام الحرب الإلكترونية المتطور طراز “SLQ-32(V)6”.

– نظام إطلاق التدابير والشراك الخداعية المضللة للصواريخ الرادارية والحرارية طراز “Nulka”.

– نظام الشفرات التكتيكية “TCS”.

– نظام إدارة معارك الأعماق ومكافحة الغواصات طراز “AN/SQQ-89F”.

– نظام المستشعرات الصوتية (السلبي / الإيجابي) المقطور طراز “TB-37”.

– نظام سونار الأعماق المطور طراز “AN/SQS-62”

– نظام التدابير المضادة للطوربيدات طراز “AN/SLQ-61″.

– خلايا إطلاق الصواريخ الرأسية طراز ” Mk41 ” متضمنة كافة حزمة الصواريخ الكروز والدفاع الجوى الأمريكية العاملة عليها.

– منظومة صواريخ دفاع جوى قصير المدى طراز “سى رام” تحوي 11 صاروخ من طراز “RIM-116” قصير المدى المتميزة في القيام بأدوار الدفاع الجوى القريب ضد كافة التهديدات الجوية والصواريخ المضادة للسفن.

– أحدث نسخة من منظومة المدفعية الموجهة الشهيرة طراز “فالنكس”.

– مدفع رئيسي عيار 57 مم متعدد الاستخدامات.

– 8 صواريخ (سطح-سطح) بعيدة المدى مضادة للسفن طراز “نافال سترايك”.

– صواريخ (سطح-سطح) قصيرة المدى طراز “هيل فاير” للتصدي للعائمات السريعة والتهديدات غير النمطية.

– أحدث نسخة من المروحية البحرية سي هوك طراز “MH-60R”.

– المروحية بدون طيار الأمريكية طراز “MQ-8C”.

– عدد 2 قارب قابلين للنفخ (RHIB) لمهام وعمليات قوات المارينز.

– منظومة رصد (حراري/كهروبصري) توفر تغطية دائرية كاملة 360°.

– نظام تعريف العدو والصديق IFF.

– استخدام أنظمة كهربية وميكانيكية مشتركة مع باقي سفن البحرية الأميركية.

 

هذا ، ومن المقرر أن تقوم البحرية الأمريكية باختيار الشركة الفائزة بأفضل تصميم ومنحها عقد البناء بنهاية هذا العام 2020 ومن المتوقع أن تبلغ تكلفة الفرقاطة الواحدة حوالي 950 مليون دولار بمجموع 19 مليار دولار للفرقاطات العشرين. وفي حالة فوز الشركة الإيطالية بالعرض ستصبح “الفريم برجاميني” هي أحدث فرقاطة متعددة مهام في البحرية الأمريكية العظمى خلال القرن الواحد والعشرين. وستنضم حينها الولايات المتحدة الأمريكية لنادي الدول المشغلة لتلك التحفة التكنولوجية الإيطالية خصوصًا عندما تكون نسخة بمواصفات أمريكية خاصة مشغلة للأنظمة والأسلحة الأمريكية كما تنص شروط هذه المناقصة الضخمة.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

الجيش الإثيوبي: لا يمكن حتى لطائر أن يمر بدون إذن منا

هل سيسطر الجيش الأذربيجاني على قاعدة جوية عسكرية روسية في أرمينيا؟