“جسر الصداقة 2020” هي مناورات ستشارك فيها القوات البحرية المصرية مع القوات البحرية الروسية مدعومة بالقوات الجوية وستجري فعالياتها في البحر الأسود والذي تطل عليه تركيا ، وسيتم التدريب في هذه المناورة على الرماية بالذخيرة الحية ، ويتم حالياً التحضير للمناورات من جانب قيادات البحريتين المصرية والروسية وقادة الافرع المشاركة ووضع اللمسات الأخيرة لخطط التدريب تمهيداً لإنطلاقها في القريب العاجل جداً.
ومن الجدير بالذكر أنه لكي تدخل القوات البحرية المصرية إلى البحر الأسود عليها التوجه شمالاً إلى شمال البحر المتوسط ثم إلى بحر إيجة ، وبعد بحر إيجة لازم الدخول إلى مضيق الدردنيل الذي سيدخلها إلى بحر مرمرة وبعد بحر مرمرة هل ستدخل على البحر الأسود على طول؟ لا أبداً ، لازم تمر من محافظة إسطنبول التركية في مضيق البوسفور ثم منه إلى البحر الأسود.
وبموجب معاهدة مونترو في سويسرا في عام 1936 أصبحت تركيا سلطتها محدودة بعض الشيء على هذه المضائق ، يعني ليس لها حق إغلاقها إلا في حالة الحرب أو شعورها بخطر ما ، وكذلك ليس لها حق الاعتراض على عبور أي قطع بحرية تابعة للدول المطلة على البحر الأسود والتي من بينها روسيا ، ولو ستعبر هذه المضائق قطع بحرية تابعة لدولة غير مطلة على البحر الأسود يجب أن لا يتعدى عددها 9 قطع في المجموعة الواحدة ، ولو في غواصات ستمر يجب أن تبقى ظاهرة على السطح ويكون ذلك في وضح النهار وعدم العبور ليلاً أبداً وإلا سيكون ذلك يشكل خطر على الأمن التركي.
مناورات جسر الصداقة ليست استعراض عضلات للبحرية المصرية ولكن ستضيف خبرات ممتازة للبحارة المصريين خاصة إنهم يمكنهم الجمع ما بين الأسلوب القتالي الشرقي (الروسي) والغربي (الأمريكي والأوروبي) خاصة إنها ستتم بالذخيرة الحية ، وكذلك سيتفقذ الطيارين المصريين المقاتلة ميج 35 عن قرب والتي يتوقع انضمامها للقوات الجوية المصرية أو أنه سيتم رفع معيار مقاتلات ميج 29 المصرية للمعيار ميج 35 ، كما أنه من المتوقع أن يقوم الطيارين المصريين بالتدريب على مقاتلات سوخوي 35 المنضمة حديثاً للقوات الجوية أثناء المناورة ، ومن المحتمل أيضاً إجراء عمليات إنزال بحري لعناصر الصاعقة أو الصاعقة البحرية على شواطئ روسيا على البحر الأسود والتي ستضيف خبرات ممتازة لعناصر القوات الخاصة المصرية.
وبالإضافة لمميزات المناورة التي ذكرناها ، يجب الإشارة إلى أنها تحمل في طياتها كذا رسالة مباشرة للنظام التركي ولأي عدو محتمل شمالاً أو جنوباً أو غرباً أو ملاصق للحدود الشرقية المصرية وهي أن القوات المسلحة المصرية ليس لديها القدرة فقط على الدفاع ولكنها أصبحت هجومية ، وليست هجومية إقليمية فقط ولكن لديها القدرة على الهجوم ونقل المعركة خارج حدودها ، وكذلك أن البحرية المصرية أصبحت بحرية مياه عميقة أو مياه زرقاء لديها القدرة على الخروج والعمل خارج الحدود البحرية المصرية لحماية مقدرات مصر أينما كانت.