نور الدين
موقع الدفاع العربي 22 أبريل 2024: سلطت التسريبات الأخيرة الضوء على التقدم المحرز في عمليات إنتاج طائرات شاهد-136 الانتحارية بدون طيار في روسيا، وكشفت تفاصيل عن تحسين قدرات حمولتها المتفجرة وتعديلاتها التي تهدف إلى توسيع نطاقها العملياتي. تؤكد هذه الأفكار، القادمة من مصادر في موقع ألابوغا في روسيا والتي تسربت في 21 أبريل 2024، على تحول في قدرات الطائرات الحربية بدون طيار شاهد-136.
شاهد-136 هي طائرة بدون طيار انتحارية تم تصنيعها في الأصل في إيران. وهي مصممة للسفر لمسافات طويلة قبل الغوص في هدفها والهجوم بعبوة ناسفة على متنها، وبالتالي تدمير نفسها في هذه العملية. يُستخدم هذا النوع من الطائرات بدون طيار بشكل خاص في المهام التي تهدف إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية أو المعدات العسكرية أو مجموعات قوات العدو، بتكلفة إنتاج منخفضة نسبيًا مقارنة بالأسلحة الأخرى. إن الطائرة شاهد-136 قادرة على العمل بشكل شبه مستقل، مع القدرة على اتباع مسارات محددة مسبقًا مع تجنب أنواع معينة من الدفاعات الجوية، مما يجعلها فعالة في بيئات الحرب غير المتماثلة حيث يمكنها إغراق دفاعات العدو من خلال نشر عدد كبير منها.
وتكشف الوثائق أن طائرات شاهد-136 المصنعة في روسيا، خضعت لتحسينات مقارنة بنظيرتها الإيرانية، وهو ما سنشرحه.
تم تجهيز شاهد-136 في البداية بعبوة ناسفة بوزن 50 كجم، وقد تضاعفت سعة حمولتها تقريبًا مع طراز جديد يبلغ 90 كجم. لا تعمل هذه الزيادة الكبيرة على تعزيز القوة التدميرية لكل طائرة بدون طيار فحسب، بل تتوافق أيضًا مع تطوير حمولات أكثر تخصصًا. تشتمل أحدث الإصدارات على عبوات متفجرة متشظية وحارقة وحتى حرارية، لتلبية الاحتياجات التكتيكية المختلفة في ساحة المعركة.
بالإضافة إلى تحسينات الحمولة، تكشف الوثائق المسربة عن تعديلات على تصميم الطائرة بدون طيار لتحسين توزيع الوزن وتعزيز الخصائص الديناميكية الهوائية. كما سمح تصحيح تموضع مجموعة الحرب الإلكترونية وإلكترونيات الطيران من قسم الشحنة المتفجرة إلى أجزاء أخرى من الطائرة بدون طيار سمح بتحكم أكثر مركزية، وهو أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار والقدرة على المناورة أثناء الطيران.
هناك تحسن آخر في النطاق التشغيلي لـ شاهد-136. ومن خلال تعديل معايير تخزين الوقود واستهلاكه، تمكن المهندسون في ألابوغا من إضافة حوالي 140 كيلومترًا إلى نطاق طيرانها. يتم تسهيل هذا التعديل من خلال الاستخدام الأكثر كفاءة للمساحة والموارد، مما يضمن قدرة الطائرة بدون طيار على تغطية مسافات أكبر، وهو أمر بالغ الأهمية للعمليات العميقة خلف خطوط العدو.
يشير تحديث الطائرات بدون طيار شاهد-136 إلى تعزيز استراتيجي لقدرات روسيا الهجومية بدون طيار. ومن خلال زيادة الحمولة والمدى، يمكن لهذه الطائرات بدون طيار حمل شحنات أكثر قوة لمسافات أطول، مما قد يغير الحسابات التكتيكية للأعداء. تشير إضافة أنواع الحمولات المتنوعة أيضًا إلى تحول نحو استخدام الطائرات بدون طيار لمجموعة واسعة من الأهداف.
لا يكشف هذا التسريب التقدم التقني في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على سباق تطوير الأسلحة المستمر. وبما أن هذه الأنظمة غير المأهولة أصبحت أكثر قدرة وتنوعا، فإن دورها في الحرب الحديثة مستمر في التطور، مما يؤدي إلى إعادة المعايرة العسكرية والاستراتيجية. ويبقى أن نرى الآن القدرات الأرضية لطائرات شاهد-136 الروسية الجديدة وتأثيرها الحقيقي على ساحة المعركة.
