نور الدين
موقع الدفاع العربي 24 مارس 2024: أصدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، وهو معهد دولي مستقل مشهور يركز على الأبحاث في مجال الصراع والتسلح والحد من الأسلحة ونزع السلاح، طبعته لعام 2023 لعمليات نقل الأسلحة الدولية. ويكشف التقرير عن انخفاض كبير في واردات الأسلحة عبر الدول الأفريقية، حيث لوحظ انخفاض بنسبة 52 بالمائة بين الفترتين 2014-2018 و2019-2023. ويُعزى هذا الانخفاض الكبير في المقام الأول إلى انخفاض حيازة الجزائر والمغرب للأسلحة، حيث شهدت انخفاضًا بنسبة 77 في المائة و46 في المائة على التوالي.
خلال الفترة 2019-2023، برزت روسيا باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة إلى أفريقيا، حيث كانت مسؤولة عن 24% من واردات القارة الرئيسية من الأسلحة. تليها الولايات المتحدة بنسبة 16 في المائة، والصين بنسبة 13 في المائة، وفرنسا بنسبة 10 في المائة. وشكلت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، على وجه الخصوص، مجرد 2.2 في المائة من واردات الأسلحة العالمية، مع انخفاض بنسبة 9.0 في المائة مقارنة بفترة الخمس سنوات السابقة. كانت نيجيريا وأنغولا والسنغال أكبر ثلاثة مستوردين للأسلحة في هذه المنطقة.
يتميز مشهد تجارة الأسلحة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بوجود مجموعة متنوعة من الموردين الذين يتنافسون على النفوذ. وتجاوزت الصين، بحصة تبلغ 19%، حصة روسيا البالغة 17% لتصبح أكبر مورد للأسلحة إلى المنطقة خلال الفترة نفسها. ومع ذلك، شهدت كلا الدولتين انخفاضات ملحوظة في صادراتهما من الأسلحة إلى المنطقة، حيث انخفضت صادرات الصين بنسبة 23% وروسيا بنسبة 44% مقارنة بالفترة 2014-2018.
وحافظت فرنسا على مكانتها كثالث أكبر مورد إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بحصة تبلغ 11% من واردات الأسلحة. واحتلت تركيا المرتبة الرابعة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى توفيرها طائرات هليكوبتر قتالية لنيجيريا والعديد من الطائرات والمركبات الجوية بدون طيار (UAVs) لدول أخرى.
وتحتل مصر، التي كانت ذات يوم ثالث أكبر مستورد للأسلحة على مستوى العالم، المرتبة السابعة الآن، حيث انخفضت وارداتها من الأسلحة بنسبة 26 في المائة من 2014-2018 إلى 2019-2023. وتعد ألمانيا المورد الرئيسي للأسلحة لمصر، تليها إيطاليا وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة. وفي خضم التوترات الإقليمية والجهود المبذولة لتعزيز قدراتها العسكرية، تشمل مقتنيات مصر الأخيرة فرقاطات وغواصات وطائرات مقاتلة وصواريخ طويلة المدى من هذه البلدان.
على المستوى العالمي، كانت الهند والمملكة العربية السعودية وقطر وأوكرانيا وباكستان هي أكبر خمسة مستوردين للأسلحة في الفترة من 2019 إلى 2023، في حين كان المصدرون الرئيسيون هم الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا. وشهد الحجم الإجمالي لعمليات نقل الأسلحة الدولية في هذه الفترة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 3.3% عن السنوات الخمس السابقة ولكنه شهد زيادة بنسبة 3.3% بين عامي 2009 و2013.
وكانت آسيا وأوقيانوسيا أكبر المستوردين الإقليميين للأسلحة، حيث استحوذتا على 37 في المائة من الإجمالي، يليهما الشرق الأوسط (30 في المائة)، وأوروبا (21 في المائة)، والأمريكتان (5.7 في المائة)، وأفريقيا (4.3 في المائة). وبرزت أوكرانيا كأكبر مستورد للأسلحة في أوروبا، حيث حصلت على 23% من إجمالي واردات المنطقة.
يسلط هذا التقرير الضوء على الديناميكيات المتغيرة لتجارة الأسلحة العالمية ويسلط الضوء على الأولويات الاستراتيجية المتغيرة والقيود الاقتصادية التي تؤثر على قرارات شراء الأسلحة في جميع أنحاء أفريقيا وخارجها.
وفي الوقت نفسه، في تقرير مختلف، وفقًا لتقرير المروحيات العسكرية الدولية لعام 2023 الصادر عن Defense IQ، من المتوقع أن يمثل السوق الأفريقي للطائرات المروحية العسكرية إنفاقًا تراكميًا قدره 2.2 مليار دولار أمريكي حتى 2023-2028، مما يجعلها واحدة من أسرع الأسواق نموًا في العالم.
ويحدد التقرير أربعة أسواق رئيسية في المنطقة: مصر ونيجيريا والجزائر وكينيا، والتي تمثل مجتمعة أكثر من 90% من إجمالي الإنفاق.
