نور الدين
موقع الدفاع العربي 2/24/2024 — لا يزال مشروع الطائرات القتالية المتوسطة المتقدمة الهندية (AMCA) الذي يهدف إلى بناء المقاتلة الشبح المطلوبة بشدة في البلاد متأخرًا عن الجدول الزمني. لا يوجد سوى خيارين أمام الهند إذا كانت راغبة في أن تكون قادرة بالقدر الكافي على مواجهة جارتيها العدوتين، الصين وباكستان.
ارتفعت صناعة الطيران التركية مؤخرًا إلى آفاق جديدة مع الرحلة التاريخية الأولى لطائرتها المقاتلة الشبح محلية الصنع، KAAN.
وقد أثار هذا الإنجاز التاريخي موجات من الإعجاب في جميع أنحاء العالم حيث عززت تركيا مكانتها كقوة لا يستهان بها في مجال التكنولوجيا العسكرية المتطورة.
ووسط الإشادة العالمية، ظهرت آراء متشائمة من الهند. ومع تركيز أنظار العالم على انتصار تركيا، بدأ العديد من مستخدمي الإنترنت الهنود في التفكير في التقدم المحرز في المسعى الطموح للدولة: مشروع الطائرة القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA).
تم تصميم برنامج AMCA لتصنيع المقاتلة الشبح الهندية، ويواجه الآن تدقيقًا شديدًا من مستخدمي الإنترنت الهنود. هناك ما يبرر التدقيق والاستجواب الموجه نحو مشروع AMCA.
وينبع هذا من حقيقة أنه على الرغم من أن المشروع بدأ منذ أكثر من عقد من الزمن، إلا أن تقدمه البطيء يعيق بشكل كبير الجدول الزمني للتطوير الشامل.
تم بالفعل الانتهاء من مرحلة تصميم الطائرة، وفي أبريل 2023، تواصلت منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) مع اللجنة الوزارية للأمن (CCS)، برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، لتأمين الأموال.
تبلغ التكلفة الأولية المتوقعة للتطوير حوالي 15 ألف كرور روبية. ومع ذلك، فإن التأخير في تأمين الأموال اللازمة أصبح يشكل عائقًا رئيسيًا، مما أدى إلى تباطؤ وتيرة المشروع بشكل عام.
ووفقًا لرئيس DRDO الدكتور سمير كامات، من المتوقع أن يتم طرح أول نموذج أولي لـ AMCA بعد سبع سنوات من الحصول على موافقة CCS، مع احتمال دخولها للخدمة لدى القوات الجوية الهندية (IAF) بعد حوالي عشر سنوات. ونتيجة لذلك، من المرجح أن يبدأ سلاح الجو الهندي في استلام AMCA حوالي عام 2035.
وفي الوقت نفسه، خلال مقابلة أجريت مؤخرًا مع موقع IndiaToday، ألمح قائد القوات الجوية الهندية السابق راكيش كومار سينغ بهادوريا إلى أن الرحلة الافتتاحية لـ AMCA يمكن أن تتم في غضون أربع سنوات ونصف، مع احتمال أن يستغرق الحصول على التصريح التشغيلي الأولي (IOC) عقدًا من الزمن لتحقيقه.
تمثل هذه الجداول الزمنية انحرافًا كبيرًا عن التوقعات السابقة التي قدمتها منظمة DRDO في عام 2022. في ذلك الوقت، قيل أنه عند الموافقة على المشروع، يمكن إكمال النموذج الأولي في غضون ثلاث سنوات، مع توقع الرحلة الأولى في غضون عام إلى عام ونصف بعد ذلك.
في تلك المرحلة، أشارت هذه الجداول الزمنية إلى احتمال حدوث أول رحلة للطائرة القتالية المتوسطة المتقدمة (AMCA) في 2025-2026. ومع ذلك، يبدو أن تحقيق هذه التوقعات السابقة أصبح غير ممكن الآن.
تثير هذه التأخيرات أيضًا مخاوف من أن مشروع AMCA قد يواجه مصيرًا يذكرنا بمشروع تيجاس.
وشهدت طائرات تيجاس، التي فرضت عليها العقوبات في عام 1983 لتحل محل أسطول طائرات ميج 21 ذات الأصل السوفييتي، تأخيرات كبيرة، مع عدم تسليم أول طائرة للقوات الجوية حتى عام 2015.
خصوم الهند يركزون على الطائرات الشبح
بينما تتصارع الهند مع تحديات تطوير طائرة مقاتلة من الجيل الخامس، يعمل خصماها الرئيسيان، الصين وباكستان، على تعزيز ترساناتهما من القوات الجوية.
ويُعتقد أن الصين لديها بالفعل أسطول يضم حوالي 200 طائرة مقاتلة من الجيل الخامس من طراز J-20 قيد التشغيل. وفي الوقت نفسه، كشفت باكستان عن نيتها الحصول على مقاتلة شنيانغ FC-31/J-31 الشبحية من الصين.
ومع ذلك، لم تقدم باكستان أي تفاصيل بشأن أعداد الطائرات التي سيتم الحصول عليها أو الجدول الزمني للتسليم. ويعتقد الخبراء أن الرقم قد يصل إلى 100 طائرة أو مشابه لما حصلت عليه الهند من مقاتلات رافال (36 طائرة فرنسية).
وقد أثار هذا التطور مخاوف عميقة داخل دوائر الدفاع الهندية، لا سيما وسط معاناة البلاد المستمر في موازنة الانخفاض الحاد في قوة أسرابها الجوية. ومع وصول عدد الأسراب الحالي إلى 32 فقط، فإن ذلك يتناقض بشكل صارخ مع الحد المطلوب وهو 42.
في عام 2016، بدأ نائب رئيس القوات الجوية الهندية آنذاك، المارشال الجوي بي إس دانوا، نقاشًا بالقول إن القوات الجوية الهندية تفتقر إلى عدد “كافي” من الطائرات المقاتلة لحماية الحدود الغربية والشمالية الشرقية بشكل فعال في وقت واحد.
وأشار الخبراء إلى أنه مع وجود حوالي 15 سربًا من المقاتلات الحالية من المقرر تقاعدها بحلول منتصف ثلاثينيات القرن الحالي، فإن السيناريو المتفائل المتمثل في إدخال طائرات جديدة لن يؤدي إلا إلى رفع أرقام الأسراب المقاتلة بمقدار سبعة، ليصل إجماليها إلى 39 سربًا.
ويسلط هذا التفاوت الضوء على الحاجة الملحة للهند لتعزيز قدراتها الجوية، وخاصة في مواجهة الخصوم المجاورين الذين يعززون ترساناتهم من القوات الجوية بطائرات مقاتلة متطورة من الجيل الخامس.
على العكس من ذلك، مع وتيرة التحديث السريعة التي لوحظت داخل القوات الجوية الصينية، تشير التوقعات إلى أنها تسير على الطريق الصحيح لنشر ما يصل إلى 500 طائرة مقاتلة شبحية من طراز J-20 بحلول عام 2025-2026.
وبينما امتنعت باكستان، وسط تحدياتها الاقتصادية، عن الكشف عن عدد الطائرات المقاتلة الصينية من الجيل الخامس التي تخطط لشرائها، فإن مشاركتها في مشروع تطوير المقاتلة الشبح التركية تشير أيضًا إلى احتمال الحصول على عدد محدود على الأقل من طائرات KAAN المقاتلة.
