نور الدين
ذكرت الولايات المتحدة أنها ستعيد الطائرة المقاتلة الشبح إف-35 التي اشترتها تركيا داعية أنقرة للعودة إلى برنامج مقاتلة الهجوم المشترك Joint Strike Fighter (JSF) مع الشرط الرئيسي، وهو أولاً التخلص من نظام الدفاع الجوي إس-400 “تريومف” (S-400 Triumf) الذي اشترته تركيا من روسيا.
وكما هو معروف، فقد طردت الولايات المتحدة تركيا من برنامج JSF F-35 بعد أن مواصلة تركيا شراء نظام إس-400 من روسيا. وحذرت الولايات المتحدة من أن نظام إس-400 يشكل خطراً على أنظمة الناتو ويشكل تهديداً لسلامة طائرات إف-35.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأمريكي بالإنابة، فيكتوريا نولاند، إن أمريكا ستكون سعيدة بالترحيب بعودة تركيا إلى برنامج طائرات إف-35 طالما تم حل مشكلة إس-400 أولاً.
وأعربت نولاند عن أسفها لتصرفات أنقرة، التي اشترت في ذلك الوقت على الفور نظام إس-400 من روسيا على الرغم من أن المفاوضات بشأن بيع الولايات المتحدة لصواريخ باتريوت كانت مستمرة.
ونقلت شبكة سي إن إن تورك عن نولاند قولها: “كنا بصدد التفاوض على بيع باتريوت، وبينما كانت تلك المفاوضات مستمرة، اتخذت تركيا اتجاهًا آخر… بصراحة، إذا تمكنا من حل مشكلة إس-400، وهو ما نريد أن نفعله، فسيكون من دواعي سرور أمريكا أن ترحب بعودة تركيا إلى عائلة طائرات إف-35”.
وتابعت: “لكن علينا أن نحل هذه المشكلة أولا، وإلى جانب حلها، علينا أيضا التأكد من أن تركيا لديها دفاعات جوية قوية”.
جاءت تصريحات نولاند خلال مقابلة على هامش زيارتها لتركيا الأحد، بهدف “إحياء” العلاقات بين البلدين.
الولايات المتحدة تخشى أن يتم الكشف عن أسرار الطائرة إف-35
وفي الوقت نفسه، أعلنت تركيا في يونيو 2022 أنها لن تنضم بعد الآن إلى برنامج إف-35 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن بعد أن طردتها الولايات المتحدة من البرنامج لأنها اشترت نظام الدفاع الجوي إس-400 تريومف من روسيا.
صرح بذلك رئيس لجنة القوات المسلحة في البرلمان الأمريكي، آدم سميث، لوسائل الإعلام.
وشدد سميث على أن تركيا لن تقبل أيضًا طلبي السويد وفنلندا اللتين تقدمتا بطلب الانضمام إلى عضوية الناتو ما لم يتخذ البلدان خطوات ملموسة للالتقاء وإعلان معارضتهما للمنظمات الإرهابية.
انضمت تركيا إلى برنامج الطائرة المقاتلة متعددة الجنسيات إف-35 لايتنينغ 2 في عام 1999 باستثمار قدره 1.4 مليار دولار أمريكي. ومع ذلك، قامت واشنطن بإزالة أنقرة من برنامج إف-35 في عام 2019.
وفي السابق، كانت أنقرة تنوي شراء أكثر من 100 طائرة من طراز إف-35. وتشارك صناعة الدفاع التركية أيضًا في تصنيع مكونات هذه الطائرة المقاتلة الرائدة.
وتقول واشنطن إن أنظمة الصواريخ الجوية إس-400 التي حصلت عليها تركيا يمكن أن تستخدمها روسيا للحصول سراً على تفاصيل سرية حول طائرات إف-35.
وهناك اعتبار آخر، وهو أن نظام إس-400 غير متوافق مع أنظمة الناتو. وتركيا نفسها عضو في حلف شمال الأطلسي. ومع ذلك، فإن تركيا لا تمتثل دائمًا لقرارات الناتو أو الولايات المتحدة.
وقال سميث في ذلك الوقت: “الأمر لا يتعلق…، كما تعلمون، بمعاقبة تركيا على شراء أنظمة أسلحة من روسيا. يتعلق الأمر بوجود نظام إس-400 في نفس المكان الذي توجد فيه طائرة إف-35 واحتمال فقدان المعلومات الحيوية هناك للروس”.
