نور الدين
في مايو 2022 ، شهدت صناعة الدفاع التركية ومشروع دبابة القتال “ألتاي” لحظة فاصلة حيث تم أخيرًا دمج المحركات الكورية الجنوبية على الدبابة المنتجة محليًا التي شابتها التأخيرات والحواجز السياسية.
ستوفر شركة كورية جنوبية ناقل الحركة لمحركات دبابة ألتاي Altay في تطور جديد يأخذ التعاون إلى أبعد من ذلك. أعلنت شركة S&T للصناعات الثقيلة في كوريا الجنوبية أنها ستزود BMC ، وهي شركة دبابات تركية ، بناقل حركة أوتوماتيكي بقوة 1500 حصان حتى عام 2030 كجزء من صفقة بقيمة 217.9 مليون دولار.
ووفقًا للشركة ، تتضمن اتفاقية التصدير التزام توريد بقيمة 74.9 مليون دولار حتى عام 2027 وخيارًا للحصول على مصادر إضافية بقيمة 141 مليون دولار بين عامي 2028 و 2030.
تريد تركيا على المدى الطويل إنتاج محركاتها وناقلات الحركة. ومع ذلك ، إلى أن تتمكن صناعة الدفاع لديها من إنتاج هذه الأجزاء محليًا ، فإن الإمدادات الكورية الجنوبية ستكون بمثابة حل مؤقت.
ستقوم تركيا بإنتاج ألف دبابة من طراز ألتاي في إطار المشروع. يُعتقد أن الدبابة التركية تشبه إلى حد بعيد الدبابة الكورية الجنوبية K-2.
تم تصميم دبابة ألتاي في البداية عبر دمج تقنيات من لاعبين متعددين ، حيث نقلت ألمانيا تكنولوجيا المدفع Rh-120 كاليبر 55 ، ومحرك MTU833 ، وناقل الحركة RENK ، ووفرت Hyundai-Rotem الكورية الجنوبية تصميم برج دبابة K2 Black Panther مقابل 424 مليون دولار.
ومع ذلك ، بسبب حظر الأسلحة المفروض على تركيا ، لم يتم تنفيذ الاتفاقية مع ألمانيا. في هذا الوقت تقريبًا ، بدأت تركيا في البحث عن محركات جديدة لتشغيل مشروعها الطموح والأول من نوعه لدبابات القتال الرئيسية.
بالنسبة لصناعة الدفاع المزدهرة في كوريا الجنوبية ، فإن توقيع صفقة مع تركيا لتزويد أجزاء الدبابات المهمة هو مجرد واحد من العديد من الإنجازات العديدة التي حققتها. في الآونة الأخيرة ، كانت هذه الصناعة المزدهرة تشق طريقها في الأسواق التي يهيمن عليها تقليديًا عمالقة الدفاع الأوروبيون والأمريكيون.
كوريا الجنوبية تجتاح أوروبا
قدم الغزو الروسي لأوكرانيا والحرب التي استمرت لمدة عام تقريبًا فرصة فريدة لقطاع الدفاع في كوريا الجنوبية ، حيث يوجد طلب متزايد باطراد على الأسلحة بين الدول الأوروبية.
ازدادت شعبية كوريا الجنوبية كمورد فعال من حيث التكلفة للدول التي تتطلع إلى تجديد مخزوناتها من الأسلحة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية ، وخاصة الدبابات ومدافع الهاوتزر.
نظرًا لأن العديد من الدول الأوروبية لا تزال تشغل دبابات القتال من الحقبة السوفيتية التي تتطلع إلى استبدالها ، فهناك سوق ضخم يمكن أن تجتاحه كوريا الجنوبية.
في العام الماضي ، وقعت شركات الدفاع الكورية الجنوبية صفقة ضخمة مع بولندا لتزويدها بدبابات القتال الرئيسية K2 ومدافع الهاوتزر K9. وصلت الشحنة الأولى إلى بولندا في ديسمبر 2022 ، مما أظهر السرعة التي يمكن أن تتحرك بها سيول للوفاء بالتزاماتها.
في الآونة الأخيرة ، أشار الخبير العسكري بليك هيرزنجر الذي يكتب لمجلة فورين بوليسي ، إلى أن تردد ألمانيا في إرسال دباباتها من طراز “ليوبارد 2” إلى أوكرانيا ، والذي كان بمثابة حلقة لعدة أسابيع ، سيكون له تداعيات في جميع أنحاء أوروبا.
وقال هيرزنجر قائلاً: “في حين أن ألمانيا كانت منذ فترة طويلة شريكًا في الاستحواذ الدفاعي لجيرانها الأوروبيين ، فقد زعزعت هذه الحلقة ثقة عملائها ، وخلقت انطباعًا بأن سياسة برلين الدفاعية المرتبكة والقيادة الضعيفة هي مسؤوليات استراتيجية وشجعتهم على استكشاف خيارات أخرى لأجهزة الدفاع”.
وهنا يأتي دور صناعة الدفاع في كوريا الجنوبية ، كما حدث عندما أدار الألمان ظهورهم لتركيا. كانت دبابة K-2 بديلاً للدبابات الألمانية.
علاوة على ذلك ، تقدم كوريا الجنوبية العديد من الحوافز للدول الأوروبية التي تتطلع إلى شراء الدبابات والمدفعية لتلبية متطلبات أمنية أساسية تركها الغزو الروسي لأوكرانيا.
المغرب يتفاوض مع كوريا الجنوبية للحصول على دبابات K2 Black Panther
على سبيل المثال ، حقق العقد الكوري هدف بولندا في نقل التكنولوجيا لتطوير قطاعها العسكري المحلي مع تمكين وارسو أيضًا من الحصول على دبابات بسعر تنافسي وأسرع بكثير مما يمكن لشركة راينميتال Rheinmetall الألمانية.
اتصلت دول مثل سلوفاكيا بكوريا الجنوبية لدراسة خيارات استبدال دباباتها القديمة T-72. في وقت سابق ، قامت النرويج أيضًا بتقييم دبابات القتال K2 ضد البديل الألماني Leopard 2A7.
على الرغم من عدم حدوث أي تقدم ، انضمت النرويج إلى صفوف الدول الأوروبية الأخرى مثل فنلندا وإستونيا من خلال طلب 28 مدفع هاوتزر ذاتية الدفع من طراز K9 من Hanwha Defense.
لا يزال هناك العديد من الحواجز التي تحول دون تحول الدول الأوروبية إلى مورد مختلف بعيدًا عن القارة. ومع ذلك ، فإن قدرة كوريا الجنوبية على الإنتاج بكميات كبيرة في وقت قياسي ورغبتها في توطين الإنتاج يمكن أن تكون حافزًا كبيرًا.
ليس فقط أوروبا ، فقد وجدت الدبابات ومدافع الهاوتزر طريقها إلى جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا. تستخدم الهند بالفعل مدافع الهاوتزر K-9 وهي على استعداد لشراء المزيد. كما يتم إحراز تقدم سريع في الشرق الأوسط ، كما ورد سابقًا ، كانت هناك تقارير تفيد بأن البلاد كانت تجري محادثات مع مصر للمشاركة في إنتاج دبابة قتال K-2.
بالإضافة إلى ذلك ، أفيد في ديسمبر 2021 أن شركة Hanwha ستقوم ببناء 30 مدفع هاوتزر ذاتية الدفع و 15 عربة إعادة إمداد بالذخيرة المدرعة لأستراليا.
في حين أن العديد من الصناعات الدفاعية في الدول المتقدمة ، لا سيما الولايات المتحدة ودول مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا ، تعاني من أوجه قصور كبيرة في الإنتاج في قواعدها الصناعية الدفاعية ، فإن صناعة الدفاع في كوريا الجنوبية تسير بقوة.
