نور الدين
من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تزويد أوكرانيا بسلاح هجومي طويل المدى يصل مداه إلى حوالي 100 ميل 150 كيلومترًا.
يجمع السلاح الذي يطلق عليه اسم “القنبلة ذات القطر الصغير التي تُطلق من الأرض” (GLSDB) بين قنبلة طائرة تزن 250 رطلاً مع باحث GPS وأجنحة ومحرك صاروخي.
سيسمح هذا السلاح للجيش الأوكراني بمهاجمة المواقع الروسية عالية القيمة خارج نطاق الذخائر التي تسلمها من الغرب. في حزمة أسلحة بقيمة 2.6 مليار دولار ، من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة عن نظام الأسلحة و 100 عربة قتال إضافية من طراز سترايكر و 50 مركبة برادلي للمشاة.
ومن المتوقع الإعلان في 20 كانون الثاني (يناير) خلال اجتماع لوزراء الدفاع الغربيين عن تمويل وتسليح وتوجيه الجيش الأوكراني في منشأة رامشتاين الجوية الأمريكية في ألمانيا.
إلى جانب ذلك ، من المتوقع الإعلان عن نشر العديد من دبابات القتال الرئيسية من طراز “تشالنجر 2″ و”ليوبارد 2” والعديد من ناقلات الجند المدرعة الإضافية في المؤتمر من قبل بولندا والولايات المتحدة وألمانيا ، ولكن التفاصيل لا تزال قيد الإعداد.
ومع ذلك ، يمكن اعتبار التقرير الأخير بمثابة تناقض مع تصريحات بايدن السابقة التي مفادها “إننا لا نشجع أوكرانيا أو نمكّنها من الضرب خارج حدودها” و “لن نقدم لأوكرانيا أنظمة صواريخ يمكن أن تضرب روسيا. ”
علاوة على ذلك ، يأتي الإعلان المتوقع عن الأسلحة طويلة المدى الجديدة في الوقت الذي تشير فيه مصادر نيويورك تايمز إلى أن إدارة بايدن تفكر علانية في دعم الجيش الأوكراني للهجوم على شبه جزيرة القرم ، التي احتلتها روسيا منذ عام 2014.
خطت إدارة بايدن خطوة أقرب إلى إعطاء كييف ما كان كبار المسؤولين الأوكرانيين يتوسلون إليه منذ شهور: مساعدة أمريكية مباشرة لأوكرانيا لتعزيز قدراتها الهجومية – بما في ذلك استهداف شبه جزيرة القرم ، حسبما ذكرت التايمز.
وقال بن هودجز ، القائد العام السابق للجيش الأمريكي في أوروبا إن “قنابل GLSDB ستقلل من الملاذ الآمن للروس. ستتعقد الأمور بالنسبة للبحرية والقوات الجوية الروسية ومُحملي الذخيرة في شبه جزيرة القرم ، على طول ‘الجسر البري’ … وقريبًا على الأطقم المكلفة بإصلاح جسر كيرتش”.
هل سيكون GLSDB سلاحًا “مُغيرًا لقواعد اللعبة” لأوكرانيا؟
طورت شركة “بوينغ” الأمريكية و”ساب” السويدية قنبلة القطر الصغير التي يتم إطلاقها من الأرض. كل قذيفة GLSDB عبارة عن مزيج من نظامين: صاروخ المدفعية M26 مزود بمحرك صاروخي وقذيفة GBU-39 / B SDB زنة 250 رطل مع جناحها المنبثق.
M26 هو أحد الصواريخ التي يمكن إطلاقها من نظام راجمة الصواريخ M270 ومشتقاتها ، بالإضافة إلى نظام صواريخ المدفعية عالية الحركة M142 (هيمارس HIMARS).
تم الإبلاغ على أن النسخة الأرضية من GLSDB لديها القوة النارية لقتل أهداف مختلفة ، بدءًا من المركبات خفيفة التدريع إلى المخابئ المحصنة. وهذا يعني أن توظيفها في أوكرانيا سيكون مصدر قلق كبير للجنود الروس ، الذين يواجهون بالفعل غضب HIMARS.
وأوضح الخبير العسكري بنيامين بيتيت لماذا قد يكون السلاح “مُغيرًا لقواعد اللعبة” بالنسبة للقوات الأوكرانية ، وأشار إلى بعض المواقع الروسية عالية القيمة التي يمكن لـ GLSDB تدميرها.
يمكن لنظام الأسلحة ، الذي يبلغ مداه الأقصى 150 كيلومترًا ، أن يغطي بشكل فعال المنطقة الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها منذ فبراير 2022 وبعض مناطق شمال شبه جزيرة القرم من خط المواجهة.
With the current front line, these munitions that have a maximum range of 150km would essentially cover the entire Ukrainian territory occupied since February 2022 and even parts of northern Crimea. pic.twitter.com/3wV5VshCTy
— Benjamin Pittet (@COUPSURE) January 18, 2023
وقال بيتيت إن هذا يجعل العديد من الأهداف المهمة والمعروفة في متناول هذه الأنظمة. وسلط الضوء على مطار دزهانكوي باعتباره هدفًا شديد الأهمية ضمن نطاق نظام الأسلحة.
هذه القاعدة الجوية هي إحدى القواعد الجوية الروسية الرئيسية المستخدمة لمهاجمة أوكرانيا. تعمل طائرات Su-25 وطائرات الهليكوبتر في جنوب أوكرانيا من دزهانكوي. كما تستضيف القاعدة بانتظام طائرات نقل ثقيلة”.
في ديسمبر 2022 ، ورد أن المنشأة برزت كمركز لوجستي مركزي للجيش الروسي وقاعدة لطائرات الهليكوبتر الهجومية الروسية.
وأوضحت صور ساتلية لشركة Planet Labs تعود لتاريخ 31 أكتوبر 2022 ، نشر الجيش الروسي لأكثر من 50 طائرة هليكوبتر في المطار في دزهانكوي ، بما في ذلك Ka-52 و Mi-28 و Mi-35 و Mi-8 والعديد من المواقع المجهزة لاستضافة أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات والدفاع الجوي.
وأشار إلى محطة قطار سوكولوهيرن كهدف رئيسي لـ GLSDB. المحطة حاليا خارج نطاق GMLRS الأوكرانية وهي حاليًا منطقة آمنة للجنود الروس.
ثم أشار بيتيت إلى قاعدة جوية روسية أخرى ، مطار بيرديانسك ، ستكون عرضة للأسلحة الأوكرانية بعيدة المدى. وأوضح أن روسيا تشعر بالأمان في مطارات طائرات الهليكوبتر المنشأة حديثًا مثل مطار بيرديانسك نظرًا لقدرات أوكرانيا المحدودة بعيدة المدى.
أخيرًا ، صرح بيتيت أن النظام طويل المدى الجديد سيكون قادرًا على الوصول إلى مدينة لوهانسك، والتي تتضمن العديد من الأهداف بالغة الأهمية ، بما في ذلك المجمعات السكنية للقوات ، ومراكز القيادة ، ومواقف العربات ، ومستودعات الوقود ، ومحطات القطارات ، ومهابط طائرات الهليكوبتر.
ومع ذلك ، حتى إذا وافقت الولايات المتحدة على تسليم GLSDB إلى أوكرانيا ، فإن فعاليتها في ساحة المعركة لا تزال موضع شك.
علينا انتظار كيف ستتعامل أنظمة الدفاع الجوي الروسية مثل بانتسير وتور ، المصممة للقضاء على الأهداف الجوية الصغيرة ، مع هذا السلاح الجديد.
إذا كان بإمكان عدد كبير جدًا من صواريخ GLSDB اختراق الدفاعات الروسية ، فقد تقرر روسيا تصعيد الموقف وربما تبدأ في استخدام صواريخ باليستية إيرانية الصنع.
