نور الدين
سيكون هدف B-21 Raider ، وهي قاذفة شبحية تابعة للقوات الجوية الأمريكية سيتم الكشف عنها قريبًا ، هو اختراق قدرات الصين في “منع الولوج/ المنطقة المحرّمة” (A2 / AD) والبدء في الضربات الأرضية لإخراج الأهداف الحساسة في حالة الصراع بين الطرفين.
هذا يؤكد التحليلات السابقة حول المحاولات الأمريكية المنسقة لقلب مساوئها اللوجستية الهائلة أمام خصم يمكن أن يلحق خسائر مروعة بالجيش الأمريكي.
وأشارت تقارير صدرت من وسائل إعلام أمريكية إلى شبكة الدفاع الجوي الصينية الكثيفة والمتنوعة ، وهي قوة جوية متقدمة للغاية مزودة بمقاتلات شبح تعمل بكامل طاقتها ، وصواريخ بعيدة المدى مضادة للأهداف الأرضية ومضادة للسفن يمكنها أن تبقي الأسطول البحري الأمريكي بأكمله في مأزق دون السماح له بالاقتراب.
ناهيك عن أنه إلى جانب الصواريخ ، ستعمل القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي (PLAAF) والبحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي (PLAN) أيضًا كخط دفاع ثانٍ لتدمير وإغراق أي شيء قادم من خلال فقاعة A2 / AD.
لو وصل الأمر لهذا ، فإن الثلاثة (الصواريخ والقوات الجوية والبحرية) ، جنبًا إلى جنب مع الطائرات بدون طيار التي يفترض أنها عابرة للقارات ، يمكن أن تقوم برد فعل جماعي.
لماذا الصين “منيعة”؟
يتمتع الصينيون في بحر الصين الجنوبي “بميزة القرب من أراضيها” وصواريخ تتفوق في المدى على جميع الصواريخ الأمريكية. يتفوق صاروخ كروز YJ-18 المضاد للسفن (المدى 540 كيلومترًا) وصاروخ جو-جو PL-15 خلف مدى الرؤية (300 كيلومتر) على صواريخ هاربون Harpoon الأمريكية ذات المدى 240 كيلومترًا و صواريخ جو-جو AIM 190D الأمريكية بمدى 161 كيلومترًا ، بينما صاروخ DF-21D الباليستي الصيني (لا يوجد نظير له لدى دول العالم) يُهدد حاملات الطائرات الأمريكية.
هذا يُقوض تفوق البحرية الأمريكية. وقال الضابط السابق في البحرية الأمريكية بريان كلارك: “ما الذي يمكن أن تطلقه السفن الأمريكية ردًا على ذلك؟ في المناطق التي نتحدث عنها ، لا شيء”.
حتى الصواريخ الباليستية الأخرى للصين يمكنها بشكل استباقي القضاء على الأصول البحرية الأمريكية والأسترالية في سلاسل الجزر الأولى والثانية. يمكن أن يصل الصاروخ الباليستي قصير المدى (SRBM) من طراز DF-16 إلى 1000 كيلومتر ، أي أنه يغطي سلسلة الجزر الأولى.
يمكن للصاروخ الباليستي DF-26 متوسط المدى (IRBM) أن يصل إلى 3500 كيلومتر ، ويضرب القاعدة البحرية الأمريكية الأكثر أهمية والأبعد في غرب المحيط الهادئ – غوام. كما أن ضعف غوام أمام صواريخ DF-26 الصينية وصواريخ Hwasong-12 الكورية الشمالية هو الذي حفز التفكير في منح أستراليا قاذفات B-21 Raider الشبح.
هل ستمنح B-21 التفوق لصالح الولايات المتحدة؟
وقال التقرير إن طائرة B-21 القاذفة ستُفشل وتَكسِر هذه الإستراتيجية الصينية وستدمر منشآت العدو المهمة والقيادة والسيطرة ومراكز الرادار.
من المتوقع أن تكون الحمولة الكبيرة والمتنوعة من القنابل والصواريخ التي ستحملها B-21 هي صاروخ كروز JASSM-ER ، وقنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات ، والقنبلة الموجهة بالأقمار الصناعية GBU-31 JDAM. يمكنها الإقلاع وإطلاق الذخائر على الأهداف الصينية والعودة.
ومع ذلك ، فمن المحتمل أن يتم تتبعها بواسطة رادار YLC-8E الصيني المضاد للأهداف الشبحية أو مقاتلات J-20 “التنين العظيم Mighty Dragon” الصينية الشبحية ، مع اندماج المستشعرات المتطورة للمقاتلة الشبح ، ومعالجة البيانات ، و “الحرب الذكية”.
يتوخى هذا المفهوم تبادل البيانات بين مقاتلات J-20 ومختلف الأصول الصغيرة والكبيرة المترابطة بين بعضها البعض (الطائرات بدون طيار وطائرات الإنذار المبكر والسفن السطحية) والرادارات المضادة للشبح.
إن امتلاك أقصى قدر من “الوعي الظرفي” يسمح باتخاذ قرارات تكتيكية مثالية. وبالتالي ، فأي إشارة حتى لو كانت خافتة للرايدر يمكن أن يؤدي إلى إسقاطها.
حتى لو نفذت الرايدر الضربة بنجاح ، فهل ستشل بشكل دائم قدرة الصين على التعافي بسرعة ، وربما حتى في أقل من يوم ، ومواصلة الحرب؟
يمكن للصين تحفيز صناعة الدفاع والتكنولوجيا المدنية بالكامل لتجديد كل ما خسرته ومواصلة القتال.
إذا لم يكن من خلال الأسلحة ، يمكن للصين أن تفوز بالعقيدة العسكرية. تؤيد عقيدة الدفاع النشط “توقيت” الضربات الوقائية المفاجئة “لاغتنام اللحظة” من خلال شن هجوم أكثر فتكًا قد لا يتعافى منه العدو.
إذا أدخلت الصين قاذفتها الشبحية من طراز H-20 للخدمة في غضون عامين من ديسمبر هذا العام ، المدة التي من المتوقع أن يتم فيها الكشف عن Raider ، فقد تقوم الأولى بإخراج القواعد التي ستستضيف B-21.
