نور الدين
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير ، أثيرت أسئلة على نطاق واسع فيما يتعلق بغياب الدبابات الروسية عالية الجودة من ساحة المعركة ، مع تكهنات بأن هذا يشير إما إلى أنها لم تكن جاهزة للخدمة أو أنه تم الحفاظ عليها لمواجهة دول الناتو الأقوى على جبهات أخرى.
ظهرت النسخة الأكثر قدرة من T-90 من طراز T-90M ، والتي دخلت الخدمة في أبريل 2020 ، لأول مرة في أوكرانيا في أبريل 2022 بعد أن تعرضت الفئات الأخرى لخسائر كبيرة. تم تدمير T-90M واحدة على الأقل في القتال ، على الرغم من أن أدائها وقدرتها على البقاء لا تزال متفوقة بشكل كبير على دبابات T-72 و T-80 و T-90 الأقدم التي اعتمد عليها الجيش الروسي سابقًا. فُقدت T-90M ثانية في سبتمبر ، وإن كان ذلك من خلال الاستيلاء عليها من قبل القوات الأوكرانية بعد انسحاب الوحدات الروسية ، مما يمثل ضربة كبيرة للبرنامج حيث أن تقنياته سوف تتعرض للخطر حتماً من خلال دراسة مكثفة من قبل الناتو.
في حين أن T-90M تمثل ثاني أقوى دبابة في روسيا ، إلا أن غياب T-14 Armata هو الذي أثار معظم التكهنات ، حيث واجهت تأخيرات كبيرة للدخول للخدمة في الخطوط الأمامية بسبب أوجه القصور المختلفة في قطاع الدفاع الروسي.
وبحسب ما ورد شوهدت دبابة T-14 واحدة في 8 أكتوبر بالقرب من قرية ميدجينسكايا في لوهانسك التي تم ضمها مؤخرًا للاتحاد الروسي. يأتي نشر الدبابة وسط مؤشرات متزايدة على أن روسيا مستعدة لتصعيد جهودها الحربية بما في ذلك من خلال التعبئة الجماعية والتكليف السريع لمزيد من دبابات T-90 وربما فتح جبهة برية ثانية عبر بيلاروسيا.
على الرغم من أن الدبابات الروسية الأقدم مثل T-72B3 تتباهى بمزايا كبيرة جدًا مقارنة بالوحدات المدرعة الأوكرانية التي تعود لحقبة السبعينيات ، إلا أن قدرة T-14 على البقاء عالية جدًا ، وأجهزة استشعارها القوية وقدرتها على الحركة الأعلى بكثير ستجعلها قوة فعالة في ساحة المعركة حتى لو تم نشرها بأعداد محدودة. خاصة إذا تم نشرها لتكون بمثابة دبابة قيادة للوحدات المدرعة الروسية الأخرى ، كما اقترح سابقًا عدد من المحللين ، مستفيدة من وعيها الظرفي الكبير وأنظمة حمايتها النشطة لدعم T-90 أو T-72.
قد يكون التأثير النفسي لوجود الدبابة ، سواء بالنسبة للحلفاء أو معنويات العدو ، هامًا أيضًا كمؤشر لنقطة تحول محتملة في المجهود الحربي بعد أسابيع من الخسائر.
