أنت الآن عزيزي القارئ تجلس أمام شاشة عمليات تدريب Atlantic Trident 21 في فرنسا غرضه بالأساس هو التدريب على الدمج ما بين مقاتلات الصف الأول من الجيل الرابع والخامس للناتو للقيام بمهام قتالية مشتركة ضد سلاح الجو الروسي.
بمراجعة الـ 3 شاشات التالية ستجد أن السيناريو التكتيكي التدريبي يمثل نزاع على مسرح عمليات بري وبحري وبحدود مشتركة وقريبة بين المقاتلات وتضمن وجود منظومات الإنذار المبكر الجوية والأرضية حيث أن الحلفاء من المفترض أن يصدوا هجوم شرس جدًا من المقاتلات الروسية ويقومون بعكس الهجوم.
ملاحظات هامة جدًا لتنسيق التشكيلات الجوية للناتو في هذه الحالة
تشكيلات التايفون في المقدمة: لاستغلال القوة الصاروخية وقدرات الطيران القوية فهي أسرع الطائرات للحضور في مسرح العمليات بفضل قدرات المحرك القوية وللاشتباك من ارتفاع عالى وخلف مدى الرؤية بالصواريخ.
تشكيلات الرفال في الوسط: لاستغلال منظومة الردار من نوع إيسا بجانب منظومة الاسبيكترا لاكتشاف المُقاتلات المعادية والتشويش عليها ومن ثم مساعدة التايفون ودعمها في الهجوم.
تشكيل صغير جدًا بنسبة من الإف 35 يعمل كوحدة إنذار مبكر متقدمة بفضل منظومات الرصد الإلكتروني والاشاراتي المتقدمة جدًا لتحليل مسرح العمليات ومن ثم تأكيد الأهداف ومساعدة طائرة الإنذار المُبكر من الخلف لرسم صورة واقعية كاملة عن ميدان المعركة.
ملاحظات لتشكيل المقاتلات الروسية التي يفترض الناتو موجهاتها وهي من الدروس المستفادة من المواجهات مع الروس فوق سوريا ، حيث أن الروس سيكثفون وجوده منظومات الرصد السلبي والإيجابي والرداري والإلكتروني في ميدان المعركة لمحاولة دعم مقاتلاته في المعركة الحديثة ويلاحظ:
– مدي طيران طائرات الإنذار المبكر الروسية أقل من الخاصة بالحلفاء
– دائرة كشف وتغطية منظومات الردار الروسية أكبر من الخاصة بالحلفاء
اعتمد الفرنسيين لمحاكاة التشكيلات الروسية على الدفع بطائرات الرفال التي تمثل وجود السو 35 في المقدمة وبجانبها مقاتلات الميراج المطورة لتقوم بمحاكاة مقاتلات السوخوي 30/27 والألفاجيت لتمثل تواجد الميج 29 وتتواجد على أطراف التشكيل الروسي.
التكتيك القتالي للحلفاء تمثل بجمع المعلومات المطلوبة عن الأهداف كم تم شرحه بالأعلى ومن ثم مُهاجمتها بهجوم دقيق ومكثف لاجبارها على الانسحاب بالاعتماد على مبدأ الهجوم الأول الخاطف.
التكتيك القتالي للروس اعتمد على تفادي الضربة الأولى لاكتشاف طائرات للحلفاء ومن ثم عكس الهجوم وتمثل بتقسيم التشكيلات حيث أن السوخوي 35 ستهاجم الأهداف عالية القيمة آخر خط المتمثل في الاف 35 ومقاتلات الميج والسو 32/27 والميج ستحاول تطويق التشكيلات الحلفاء من الأجناب.
وقد نجحت التشكيلات الروسية الممثلة في المقاتلات الفرنسية من دفع تشكيلات الناتو للخلف بالفعل وبالانسحاب التكتيكي مُقاتلات الحلفاء ظهر الدعم بعدما انجرت المقاتلات الروسية لكمين قاتل بواسطة مقاتلات الرفال والإف 35 للدعم
واجب ذكر الآتي:
يفترض الحلفاء قوة وجودة منظومات الحرب الإلكترونية والدفاع الجوي الروسية والطائرات أيضًا ومن ثم يعرفون بأن المعركة ليست سهلة على الإطلاق وتطلب المرونة التكتيكية والدمج المثالي بين المقاتلات الأوروبية والأمريكي لتدارك المعركه في أسوأ الظروف وأصعب السيناريوهات وهو ما يتدرب عليه الناتو بعد سنين طويله من العمل فوق الأجواء السورية.
المصدر: الباحث في علوم الطيران د/مينا عادل