الغواصة الروسية “روستوف اون دون” التي أشارت مؤخرًا بعض التقارير الإسرائيلية إلى اختفائها أمام السواحل الفلسطينية واللبنانية مازالت على اتصال بمراكز القيادة الروسية كما ذكر مؤخرًا على لسان مصادر عسكرية روسية.
وكما هو معروف أن هذه الغواصة هي أحدث نسخ مشروع غواصات (كيلو) المعروفة بأسم المشروع (Project 636.3) أي الأصدار الثالث من نسخة غواصات “الكيلو المحسنة” وهو إصدار خاص غير مصرح له بالتصدير ويعمل فقط لدى القوات البحرية الروسية ويتميز بقدرات حصرية في التخفي وتكتيكات وقدرات الاستخبار الألكتروني. وتمتلك البحرية الروسية حاليا عدد 8 قطع من هذا الإصدار مع خطط لدخول 5 غواصات أُخرى حتى عام 2024 خلال عملية الإحلال المنتظمة والتي تم فيها إخراج النسخة الأقدم من غواصات “الكيلو” تباعًا من الخدمة بالقوات البحرية الروسية.
وخلال الأسبوع السابق قامت فرق مكافحة الغواصات لقوات حلف الناتو بالتعاون مع وحدات مماثلة من البحرية الإسرائيلية بالبحث عن الغواصة قبالة السواحل الفلسطينية بعد اختفائها المفاجئ إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل بالرغم من استخدام أفضل الطائرات من طراز “Poseidon P-8” المتخصصة في مثل هذه المهام بالتعاون مع أحدث أنظمة ووسائل الكشف والتعقب وحروب الغواصات.
وتعد هذا الحادثة هي الثانية خلال شهر لنفس الغواصة الروسية حيث حيرت البحرية البريطانية أيضًا خلال رحلتها قرب السواحل الإنجليزية قبل أن تعبر مضيق جبل طارق وتدخل مياه البحر المتوسط. لتقوم البحرية الإيطالية والأسطول السادس الأمريكي بتولي مهمة تعقبها إلى أن اختفت فجأة أمام السواحل الفلسطينية.
وبعد صمت مريب من المؤسسة العسكرية الروسية، صرحت مصادر عسكرية روسية منذ ساعات أنه “وبينما يستعرض حلف الناتو قدراته البحرية الضخمة في حوض البحر المتوسط نجحت الغواصة الروسية (روستوف اون دون) في اختراق جميع أنظمتهم ومحققة نجاحًا فاق جميع التوقعات وسببت إحباط كبير بين قوات التحالف الغربي. حيث قاموا باستخدام قوات ضخمة مزودة بأحدث الأنظمة والتجهيزات ومع ذلك باءت جميع محاولتهم بالفشل”. وأضاف المصدر “أن معنى ذلك هو في حالة حدوث صراعات حقيقية سيكونون في مأزق كبير وهذا ما يضايقهم بشدة”.
وفي وقت سابق أعلن قائد أسطول البحر الأسود الروسي الأدميرال (إيجور أوسيبوف) : “أن جميع الغواصات الست العاملة بالأسطول في حالة نشاط عملياتي مُستمر بأعالي البحار” إلا أنه لم يكشف في حديثه عن مواقع نشاطها الفعلي.
يبدو أنه بعد التصريحات العجيبة للرئيس الأمريكي بايدن ووصفة للرئيس الروسي بوتين بالقاتل في سقطة سياسية غير مفهوم غرضها وتبعاتها حتى الآن يقوم الروس حاليًا برد الصاع عمليًا عن طريق استعراض قوتهم بإرسال أفضل غواصاتهم تكنولوجيًا وأقواهم من حيث التخفي للتحرش بحليف العم سام المدلل في الشرق الأوسط ونتائج هذه المواجهات والحروب الإعلامية ستظهر بشائرها في القريب العاجل.