الطائر الذي ينقض بسرعة 400 كلم في الساعة، حيّر العلماء بقدرته على تحمل هذا الضغط قبل اكتشاف السر.
طائر ليس الأكبر بين الجوارح نظرته مريبة أكثر من كونها مرعبة، طائر الشاهين الذي يملك أسرع انقضاض لكائن حي على الإطلاق فبينما يحلق عالياً يرى فريسته بنظره الفائق الدقة فيتحول من وضعية الطيران إلى وضعية الهجوم بسرعة تصل إلى 400 كم في الساعة كالبرق يضرب صيده ضربة خاطفة وقاتلة مع استحالة كشفه في الأجواء مهما كانت الفريسة حريصة، هذا الطائر أثار اهتمام الباحثين ليس في علوم الأحياء فحسب بل في هندسة تصميم الطائرات المدنية والحربية والذين يجهدون لإيجاد طريقة ترفع من أداء المحركات وتزيد من السرعة.
طائر الشاهين صغير الحجم وبسرعة 400 كم في الساعة يتعرض لضغط هواء كبير وهائل ما سيؤدي حتما إلى انفجار رئتين وتهشم جهازه التنفسي برمته ، إذا ما هو السر الذي يجعل منه صاروخ أيرو ديناميكياً عالي الكفائة ؟
تصميم فتحة أنفه يحمل عظمة صغيرة جدا، وبالتشريح والبحث وجدوا أن هذه العظمات التي تسمى الدَّرَنَات تعمل على إبطاء دخول الهواء إلى الرئة وبالتالي تخفيف الضغط وهو ما يجعل الطائر يتوازن فوراً في لحظة تغير سرعته والانتقال من قوة 9G إلى 1G دون أن يتأثر، ولك أن تدرك هذا الأثر على الطيارين مثلا عند وصولهم إلى سرعات تزيد عن 8G وانخفاض السرعة بشكل مفاجئ.
هذا التصميم المبدع لأنف طائر الشاهين ألهم مهندسي الطيران محاكاته وتقليده في صناعة محرك الطائرة الأمر الذي رفع من سرعة الطائرات إلى أضعاف سرعة الصوت مع البقاء على حالة من التوازن وعدم الاهتزاز أو انفجار المحركات.
وفي الطيران المدني أصبحت الطائرات أكثر ديناميكية وقدرة على المناورة في مختلف ظروف الضغط الجوي وسرعة الرياح ، ومن المعروف أن تصميم الطائرات بشكل عام كان محاكاة لأشكال الطيور وآلية تحليقها وخاصة ما يتعلق بالانسيابية فأغلى طائرات العالم على الإطلاق وأكثرها هندسة وعبقرية وهي القاذفة الأمريكية B-2 تم تصميمها بشكل مطابق لشكل طائر الشاهين أثناء عملية الهجوم والانقضاض ، وهذه الطائرة بالمناسبة سعر الواحدة منها يبلغ مليار دولار ولولا عظمة بنصف سنتيمتر في أنف طائر الشاهين ربما لم نكن لنشاهد هذا التطور الهائل في قطاع الطيران وسرعته.
المصدر: سكاي نيوز عربية