in

المروحية الهجومية الروسية الإسرائيلية “Ka-50-2 أردوغان”

مُغامرة مُشتركة بين شركتي كاموف الروسية والصناعات الجوية الإسرائيلية IAI لتقديم عطاء مشترك فى المناقصة التركية الشهيرة لحيازة 145 مروحية هجومية يتم تصنيعها فى تركيا مع نقل تام للتكنولجيا للمروحية ومحركاتها ونظم تسليحها بما يضمن إمكانية تصديرها بدون إستئذان أحد.

 

المروحية كانت مزيجًا عجيبًا بين مروحية مبتكرة تعتبر قفزة جديدة في هندسة المروحيات فهي بدون مروحة ذيل وتملك دوار رئيسي مزدوج يعملان معا لتوفير التوازن والدفع بما يعطيها ميزات هائلة فهو يقلل الحمل على المحركات فيوفر الوقود ويزيد المدى مع تقليل معدلات الصيانة الدورية إضافة لميزة هائلة تحظي بها المروحية بالتخلي عن مروحية الذيل وهي نقطة ضعف كبيرة للمروحيات الهجومية.

 

فمن المعروف أن مروحية محصنة مثل الأباتشي قد تتحمل بضع طلقات 23 ملم مباشرة في قمرة القيادة أو الدوار الرئيسي لكن لو أصيب الذيل ومروحته الصغيرة برشقة دوشكا 12.7 فستتدمر مؤدية لفقدان المروحية لتوازنها ودوارنها حول نفسها وسقوطها الحتمي.

 

وإضافة للميزات السابقة تمتعها بمناورة عالية رغم تصنيفها ضمن المروحيات الهجومية الثقيلة اللتي لاتملك قدرة مناورة كبيرة عادة.

 

الجزء الآخر من المزيج كان الإضافة الإسرائيلية والتي قام بها قطاع لاهاف التابع لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

 

وقطاع لاهاف لديه الريادة والخبرة في تطوير المروحيات الروسية بإضافة حزم أفيونكس عصرية وأنظمة تسليح متطورة مع غربنتها (تحويلها لمروحيات متوافقة مع نظم القيادة والسيطرة الغربية) وهذا طلب مهم خصوصا لدول أوربا الشرقية المنضمة حديثًا للناتو.

 

كبداية كان هناك أفيونكس جديد يتمتع بالمرونة وبتصميم موديلار قابل للتعديل وإضافة نظم تسليح مستقبلية متضمنًا كل السمات المتعارف عليها للمروحيات الحديثة من قمرات زُجاجية وشاشات متعددة الوظائف تعمل من خلال وحدات التحكم اللتي يديرها كمبيوتر المهام وتضمنت أيضا أنظمة ملاحة متطورة إضافة لحاوية تهديف كهروبصرية حرارية موازنة وقدرات الطيران الليلية الكاملة مع نظارات الكشف الليلية الثنائية جوجل.

 

وأنظمة الكشف والتصويب تعمل بسلاسة مع نظم التسليح الحديثة التي تضمنت صاروخ سبايك نلوس الرائع بقدرات أطلق وأنسى مع إمكانية تعديل وجهة الصاروخ لضرب هدف آخر من خلال الألياف الضوئية وإمكانية استعمال صاروخ نمرود الثقيل لضرب الأهداف البعيدة وهو صاروخ هجومي موجه ليزريًا بعيد المدى.

 

المروحية كان عليها أن تنافس عرض فرنسي من يوروكوبتر للمروحية تايجر وعرض أمريكي من بيل/تكسترون للمروحية فايبر AH-1Z وعرض إيطالي من أجوستا للمروحية الهجومية الإيطالية A-129.

 

في النهاية فاز العرض الأمريكي وأدى ذلك لغضب فرنسي فقطع حينها جاك شيراك زيارته لتركيا.

 

ثم حدثت خلافات بين وزارة الدفاع التركية وتحالف بيل/تكسترون (حاليًا جزء من رايثيون) لتعنت أمريكا في بضعة بنود لنقل التكنولوجيا وطلبها تقييد تصديرها وعدم بيعها لدول معينة إلاّ برُخصة من الولايات المتحدة وأدى ذلك في النهاية لإبطال نتيجة المناقصة وإعادة ترسيتها على مانجوستا لتصبح المروحية الجديدة T-129 آتاك والمسلحة بأفيونكس وتسليح تركي خالص (صواريخ ميزراك وسيريت).

 

ملحوظة: المناقصة تمت في عهد رئيس الوزراء التركي بولنت أجاويد وتسمية المروحية لا علاقة لها بإسم رئيس تركيا الحالي.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اليونان تتفاوض مع روسيا لتطوير أنظمة إس-300 من PMU-1 إلى معيار PMU-2

جميع القواعد العسكرية الروسية في القرم معرضة لهجوم بصواريخ تكتيكية أمريكية من رومانيا