قبل أن نتحدث عن الاستراتيجية المثلى لمواجهة إسرائيل يجب أن نتكلم عن الاستراتيجية والفلسفة العسكرية الإسرائيلية حتى نستطيع وضع الخطط المناسبة لواجهتها.
تعتمد إسرائيل بشكل كبير على عملية التعبئة الشاملة حتى يكون جيشها جاهزا، فأستاذ الجامعة والمهندس والطبيب وغيرهم هم اللبنة الأساسية للجيش الإسرائيلي وقت الحرب، وما يجب أن نعلمه أن هذه العملية الصعبة تعودت عليها إسرائيل وأصبحت لا تتجاوز 48 ساعة ليكون كل فرد من أفراد التعبئة على جبهة القتال.
إذن كيف تسد إسرائيل هذه الثغرة (48 ساعة) قبل أن تكون وحداتها جاهزة للقتال وفي ظل غياب المدفعية على الأرض التي تعد أمرا مهما لصد الهجوم البري المصري؟
إسرائيل تعتمد في هذا كليا على قواتها الجوية وقد قامت بإسناد مهمتين أساسيتين لطيرانها المتفوق في المنطقة.
المهمة الأولى هي مواجهة الطيران المصري والتفوق عليه وإخراجه من المعركة وقد قامت بذلك سابقا حين ضربت جميع الطائرات المصرية على الأرض في حرب 67.
والمهمة الثانية أن يعمل طيرانها كمدفعية جوية ويقوم بقصف الفرق المدرعة لتعويض المدفعية على الأرض حتى اكتمال عمليات التعبئة وتصبح الوحدات البرية للجيش الإسرائيلي جاهزة خصوصا المدفعية، عندها تستطيع القوات الجوية الإسرائيلية أن تتفرغ كليا للقتال الجوي أو لمواجهة القوات البحرية المصرية.
إسرائيل أصبحت تعلم جيدا أنها تحمل طيرانها الحربي عبء ثقيلا، فمصر أصبحت تحمي جيدًا طائراتها على الأرض وأصبحت تملك دفاعًا جويًا طبقيًا متناسق وقوي إلى حد ما يمكنه من تكبيد خسائر كبيرة في صفوف قواتها الجوية، ومهمة إخراج بطاريات الدفاع الجوي وطائرات مصر من المعركة للتفرغ للوحدات المدرعة لم تعد في متناول إسرائيل وقد يستغرق الطيران الإسرائيلي أسابيع ولن ينتهي من مهمته الأولى ناهيك عن الخسائر التي سيتعرض لها وستكون الأرض ممهدة للفرق المدرعة المصرية في هجومها قبل أن تنظم إسرائيل صفوف قواتها البرية.
إذن فماذا عمدت إسرائيل لسد هذه الثغرة؟ قامت إسرائيل بدمج صواريخ مضادة للدبابات وهي أشبه براجمات صواريخ على آليات مشاتها ودباباتها يصل مداها حتى 25 كلم للقيام بدورين في وقت واحد فهي دبابات قتال ومدفعية ذاتية الحركة في نفس الوقت لضرب الدبابات على مسافات بعيدة لا تستطيع حتى بعض قطع المدفعية الوصول إليها وما ساعدها على اعتماد هذه الإستراتيجية هو أن إسرائيل تعلم جيدا أن أرض سيناء الصحراوية تناسب كثيرا هذا النوع من السلاح.
الحل أصبح واضحًا للجيوش العربية، يجب عليها أن لا تهتم كثيرًا باقتناء الدبابات أو القطع البحرية وغيرها وأن تركز في تسليحها على مايلي:
• تحديث أسطولها الجوي واقتناء طائرات حديثة مثل Su-35 والتايفون والدرونات.
• اقتناء أكبر عدد من وسائل الدفاع الجوي القصير والمتوسط والبعيد المدى خصوصا.
• إقتناء منظومات الحرب الإلكترونية الصينية والروسية.
• التنويع في اقتناء سلاح المدفعية خصوصا الصاروخية منها والراجمات بأنواعها.
• اقتناء الغواصات الروسية المسلحة بصواريخ كاليبر الجوالة.