in

لماذا تُقلق صواريخ “تاوروس” الألمانية روسيا؟

أوكرانيا قد تتلقى صواريخ كروز السويدية الألمانية TAURUS بمدى يصل إلى 500 كيلومتر

عاد جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم المحتلة إلى صدارة مشهد الحرب مجددًا، كونه هدفًا استراتيجيًا ورمزًا سياسيًا لأوكرانيا. ويمتد الجسر على مسافة 13 ميلاً، وقد تعرّض لعدة محاولات هجوم أوكرانية منذ بداية النزاع.

في الثالث من يونيو، أعلنت كييف أنها نفذت عملية سرية استهدفت إحدى دعامات الجسر، حيث تم تثبيت نحو طن من المتفجرات أسفله. وأشرف على العملية رئيس جهاز الأمن الأوكراني (SBU) الجنرال فاسيل ماليوك، الذي أكد أن الجسر يمثل هدفًا مشروعًا نظرًا لاستخدامه من قبل القوات الروسية كخط إمداد حيوي.

ووصفت البرلمانية الأوكرانية كيرا روديك الجسر بأنه “غير شرعي” ومذكّرة بأن القرم “أرض أوكرانية”، مشددة على أن الهجمات على الجسر تذكير دائم بعدم تخلي كييف عن أراضيها أو عن سكانها تحت الاحتلال.

هذه لم تكن المرة الأولى التي يستهدف فيها الجسر. ففي عام 2022، وقع انفجار ضخم بواسطة شاحنة مفخخة، ما أدى إلى اشتعال حريق في قطار متوقف وتعطيل حركة المرور لأسابيع. أما في 2023، فقد استخدمت أوكرانيا زوارق مسيرة سريعة لضرب دعامات الجسر مرة أخرى، ونجحت في تعطيل أحد المسارات، قبل أن تتمكن روسيا من إصلاحه لاحقًا.

ويُعد الجسر رمزًا بارزًا لنجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ضم شبه جزيرة القرم، إذ افتتحه بنفسه عام 2018، وحرص على الظهور مرارًا وهو يقود عبره مركبات مختلفة، سواء بسيارة أو شاحنة أو حتى على متن قطار.

وفي تطور لافت، أشار المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس مؤخرًا إلى أن جسر كيرتش قد يكون هدفًا مناسبًا للأسلحة الألمانية بعيدة المدى، مثل صواريخ “تاوروس” (Taurus)، التي تتميز بمدى يصل إلى 500 كيلومتر، وقدرات توجيه متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وصور الأقمار الصناعية.

صاروخ Taurus KEPD 350
صاروخ Taurus KEPD 350

وفي مقابلة مثيرة للجدل مع قناة ARD، ألمح ميرتس إلى إمكانية دعم أوكرانيا بهذه الصواريخ. هذا الموقف قوبل برد فعل غاضب من موسكو، حيث حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من “عواقب خطيرة”.

وقد تسرب تسجيل صوتي لمكالمة سرية بين كبار قادة سلاح الجو الألماني، ناقشوا فيها إمكانية تسليم صواريخ “تاوروس” لأوكرانيا وتفاصيل استخدامها لضرب جسر كيرتش. وأشارت التسريبات إلى أن وزير الدفاع بوريس بيستوريوس أبدى دعمه للفكرة، في حين عارضها المستشار آنذاك أولاف شولتس، الذي كان يخشى التصعيد الروسي.

ونُشرت هذه المكالمة عبر قنوات روسية بعد أن تمكنت الاستخبارات الروسية من التنصت عليها.

ودافعت برلين من جهتها، عن موقفها الرسمي بأن تسليح أوكرانيا هدفه الوحيد هو تمكينها من الدفاع عن أراضيها، مؤكدة أن موسكو هي الطرف المعتدي.

في المقابل، تؤكد كييف على شرعية عملياتها وعدم استهداف المدنيين الروس، مشددة على أنها ليست “منظمة إرهابية”، بل تسعى فقط للدفاع عن سيادتها.

وفي ظل التصعيد، وعد وزير الدفاع الألماني بزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا بقيمة تتجاوز 2.2 مليار دولار، لكنه أوضح أن بلاده لا تخطط حاليًا لتسليم صواريخ “تاوروس”.

أما ميرتس، الذي اضطر للتراجع علنًا عن موقفه السابق، فقد أشار إلى أن ألمانيا ستبقي قراراتها المستقبلية المتعلقة بالمساعدات العسكرية سرية.

Taurus KEPD 350

“تاوروس KEPD-350” هو صاروخ كروز يُطلق من الجو، تم تطويره في إطار شراكة ألمانية-سويدية، ويُنتج من قبل شركة Taurus Systems GmbH، وهي مشروع مشترك بين MBDA Deutschland GmbH (المعروفة سابقًا باسم LFK) وشركة Saab Bofors Dynamics. يُستخدم هذا الصاروخ حاليًا من قبل كل من ألمانيا، إسبانيا، وكوريا الجنوبية.

يعتمد الصاروخ على تكنولوجيا التخفي، ويبلغ مداه الرسمي أكثر من 500 كيلومتر. ويعمل بمحرك توربيني من نوع turbofan، ما يمكّنه من الطيران بسرعة تصل إلى 0.95 ماخ. ويمكن تحميله على عدد من الطائرات المقاتلة مثل Panavia Tornado IDS، Eurofighter Typhoon EF-2000، Saab JAS-39C Gripen، McDonnell Douglas EF-18A+ Hornet، وF-15K Slam Eagle.

يحمل الصاروخ رأسًا حربيًا ثنائي المرحلة يزن 480 كيلوغرامًا، يُعرف باسم MEPHISTO، وهو مصمم لاختراق الأهداف المحصنة والعميقة تحت الأرض مثل المخابئ المعززة. يتكوّن الرأس من شحنة تمهيدية أولية لتفتيت التربة أو الحواجز، تليها الشحنة الرئيسية التي تنفجر بعد تأخير زمني يمكن التحكم فيه. يبلغ وزن الصاروخ الكامل حوالي 1,400 كيلوغرام، ويصل قطر جسمه إلى متر واحد.

يستهدف الصاروخ منشآت القيادة والسيطرة والاتصالات، والقواعد الجوية والمرافئ، ومخازن الذخيرة، والسفن سواء في الميناء أو في البحر، والأهداف المساحية، والجسور.

يُزوّد بمحرك Williams P8300-15 الذي يولد قوة دفع تبلغ 1,500 رطل. أما نظام التوجيه فيعتمد على مزيج من الملاحة بالقصور الذاتي (INS)، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والملاحة المعتمدة على الصور (IBN)، إلى جانب مقياس الارتفاع الراداري (RADALT). ويستخدم الصاروخ أربع زعانف ذيلية لتوجيهه أثناء الطيران.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أوكرانيا تشن هجومًا جويًا واسعًا.. وروسيا ترد بإيقاف حركة الطيران

صورة حصرية تُظهر مقاتلة “جي إف-17 بلوك 3” باكستانية تحمل صاروخين من طراز CM-400AKG أثناء توجهها نحو قاعدة عسكرية هندية لتدمير منظومة إس-400