in

ارتفاع الدعوات لإلغاء طلبات شراء مقاتلات إف-35 في أوروبا وكندا،، فرصة للدول العربية؟

إف-35

موقع الدفاع العربي 10 مارس، 2025: منذ أن أعلن الرئيس دونالد ترامب عن موجة من الرسوم الجمركية على السلع المستوردة من كندا والصين والمكسيك، ظهرت دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الدول لمقاطعة مجموعة من المنتجات الأمريكية. وخلال هذا الأسبوع، انتشرت منشورات في كندا وأوروبا تطالب بإلغاء طلبات شراء مقاتلة “إف-35 لايتنينغ 2” (F-35 Lightning II) من شركة لوكهيد مارتن، وهي المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس التي تبنتها معظم دول الناتو.

أصبحت حملات مقاطعة الطائرة على وسائل التواصل الاجتماعي أمرًا شائعًا، حيث تدعو الدول الغربية إلى التراجع عن شراء هذه المقاتلة الباهظة التكلفة.

يوجد بالفعل أكثر من 1,100 مقاتلة إف-35 في الخدمة عالميًا، وقد حصلت شركة لوكهيد مارتن على طلبات لن يتم تنفيذها حتى أوائل الثلاثينيات من القرن الحالي أو بعد ذلك. ومن غير المرجح أن تنسحب الدول الشريكة للولايات المتحدة من الصفقة، على الأقل طالما أن واشنطن تظل ملتزمة بحلف الناتو. ومع ذلك، فإن هذه الحملة الأخيرة تبرز تصاعد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في أوروبا وكندا، والتي تتزايد تأثيراتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

دعوات المقاطعة مدفوعة أيضًا بالمشاعر المناهضة لإسرائيل

طائرة من طراز إف-35. David Ellis

على الرغم من أن رسوم ترامب الجمركية وخلافه العلني مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعهما في المكتب البيضاوي يوم الجمعة الماضي كانا المحفزين الأساسيين لهذه الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الإف-35، إلا أن هذه الدعوات ليست جديدة.

خلال معظم عام 2024، تعرضت المقاتلة إف-35 لانتقادات شديدة بسبب تزويدها لإسرائيل واستخدامها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في ضربات على مواقع حماس في غزة.

وقال المحلل العسكري شميت: “القلق بشأن انتهاكات حقوق الإنسان حقيقي وأنا أتفهمه. لكن تحميل المقاتلة المسؤولية بدلًا من قرارات الحكومة بشأن استخدامها هو أمر في غير محله. فمقاتلة إف-35 أكثر دقة في إصابة الأهداف من أي طائرة أخرى في الخدمة حاليًا.”

وأضاف شميت أن الإف-35 أصبحت هدفًا سهلًا للانتقاد على وسائل التواصل الاجتماعي: “السلاح في حد ذاته ليس هو المشكلة. كما أن السكين الحاد لا يجعل شخصًا أكثر ميلًا للقتل مقارنة بسكين غير حاد. فالأمر يتعلق بالنية وليس بالأداة.”

هل الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي فعالة؟

إف-35

على الرغم من أن هذه الموجة الأخيرة من دعوات المقاطعة ليست مرتبطة مباشرة بالأوضاع الإنسانية – باستثناء إعلان الولايات المتحدة هذا الأسبوع عن تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا – إلا أنها تعكس القلق بشأن دور أمريكا في الناتو، وتفاقمت بفعل الرسوم الجمركية.

بعد إعلان ترامب عن المزيد من الرسوم الجمركية خلال خطابه أمام الكونغرس يوم الثلاثاء، تصدرت إف-35 عناوين وسائل التواصل الاجتماعي لأسباب سلبية، حيث جاء ذلك بعد تحطم إحدى مقاتلات F-35A التابعة لسلاح الجو الأمريكي خلال رحلة تدريبية في ألاسكا قبل شهرين، وهو حادث انتشرت صوره بسرعة على الإنترنت.

وحذر خبراء من أن هذه الحملات عبر الإنترنت، رغم أنها عادة ما تكون صاخبة، إلا أنها نادرًا ما تؤدي إلى تغيير فعلي في قرارات الحكومات. وقال الدكتور كليف لامب، أستاذ المعلومات بجامعة ميشيغان: “ما لم تصبح الدعوات للمقاطعة ساحقة وتتحول إلى إجراءات ملموسة، فمن غير المرجح أن تؤدي إلى تغييرات فعلية.”

ورغم التكلفة المرتفعة والانتقادات المتكررة، لا تزال إف-35 تعتبر برنامجًا ضخمًا لا يمكن التخلي عنه بسهولة، نظرًا لضخامة حجمه وأهميته الاستراتيجية.

وقال شميت: “من المؤكد أن شركة لوكهيد مارتن تراقب حملة إلغاء المبيعات، لكن بالنظر إلى البيئة العالمية وحاجة الدول إلى مواكبة المنافسين بمقاتلة من الجيل الخامس، فإن إف-35 تحتكر السوق. فلا توجد أي طائرة أخرى من الجيل الخامس تمتلك خط إنتاج ومبيعات متكاملًا وناضجًا.”

الدول العربية وجهة محتملة لطائرات إف-35؟

طائرة إف-35. Kongsberg

قد تمثل حملة إلغاء طلبات شراء F-35 في أوروبا فرصة سانحة لبعض الدول العربية للحصول على هذه المقاتلة المتقدمة، وذلك لعدة أسباب استراتيجية واقتصادية وسياسية. إذا قررت بعض الدول الأوروبية إلغاء أو تقليص طلبياتها بسبب الضغوط السياسية أو الرأي العام، فقد تسعى لوكهيد مارتن إلى تعويض هذا النقص من خلال توسيع قاعدة عملائها. وهذا يفتح المجال أمام الدول العربية التي لديها طموحات لتحديث قواتها الجوية. قد تكون دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات من أبرز المرشحين، نظرًا لعلاقاتها الوثيقة مع واشنطن ورغبتها في الحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة. كما يمكن أن تستفيد دول مثل المغرب ومصر من هذه التطورات لتعزيز قدرات الردع وتوازن القوى الإقليمي.

قد تمارس شركات مثل لوكهيد مارتن ضغوطًا على الإدارة الأمريكية لتوسيع قاعدة الدول المؤهلة لشراء إف-35، من أجل الحفاظ على استقرار الإنتاج وعائدات البرنامج. في هذا السياق، قد يتم تخفيف القيود المفروضة بموجب قانون التفوق العسكري الإسرائيلي (QME)، خاصة إذا واجه البرنامج تباطؤًا في المبيعات من الحلفاء التقليديين.

مع تركيز الولايات المتحدة على مواجهة الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، قد تصبح منطقة الشرق الأوسط مسؤولية متزايدة على شركاء محليين. وهذا قد يدفع واشنطن إلى السماح ببيع الإف-35 لدول عربية لردع إيران وحماية المصالح الأمريكية دون تدخل مباشر.

امتلاك الإف-35 يمنح الدول العربية قدرات شبحية متطورة وتفوقًا نوعيًا في العمليات الجوية. كما قد تسعى الدول العربية إلى شراكات صناعية مع لوكهيد مارتن، مما يعزز توطين الصناعات الدفاعية كما فعلت الإمارات مع طائرات الإف-16. بعد توقيع اتفاقيات أبراهام، حصلت الإمارات على الموافقة الأولية لشراء إف-35، مما خلق سابقة قد تستفيد منها دول عربية أخرى في ظل تراجع اهتمام بعض الدول الغربية بالمقاتلة.

إذا استمرت الضغوط الأوروبية ضد الإف-35، فقد تجد لوكهيد مارتن والإدارة الأمريكية مصلحة في فتح باب التصدير بشكل أوسع للدول العربية، خاصة تلك التي تتمتع بعلاقات استراتيجية وثيقة مع واشنطن وتلعب دورًا في الأمن الإقليمي.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

One Comment

Leave a Reply
  1. مستحیل آن یباع سلاح غربی وخاصة طائرات لدول عربیة ینافس ما لدی آسرائل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الولايات المتحدة تسيطر على 43% من صادرات الأسلحة العالمية، وانخفاض صادرات الأسلحة الروسية بنسبة 64%

هل تستطيع الولايات المتحدة منع طائرات F-35 التابعة للجيوش الأوروبية من الإقلاع؟