نور الدين
زعم المجلس العسكري الذي سيطر على دولة النيجر في غرب إفريقيا أن فرنسا تستعد لشن غارات جوية في جميع أنحاء البلاد للمساعدة في إعادة رئيس النيجر المخلوع حديثًا ، محمد بازوم.
كما هددت دول غرب إفريقيا بالعمل العسكري ما لم يتم إلغاء انقلاب النيجر.
وهدد زعماء غرب إفريقيا يوم أمس الأحد بعمل عسكري ضد النيجر ، حيث استولى جنود على السلطة في انقلاب يوم الأربعاء ، ما لم تتم إعادة رئيس البلاد المنتخب ديمقراطيا إلى منصبه في غضون أسبوع.
وصدر الطلب عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس” ، وهي تكتل إقليمي من 15 عضوًا ، بعد قمة أزمة في نيجيريا. ورددت دعوات في وقت سابق من الولايات المتحدة وفرنسا ، الحليفين الأمنيين الرئيسيين للنيجر ، اللتين حذرتا من أنهما ستقطعان المساعدات والعلاقات العسكرية التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات ما لم تتم إعادة الزعيم المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.
بعد أن احتشد أنصار الانقلاب يوم الأحد خارج السفارة الفرنسية في العاصمة نيامي وأحرقوا الأعلام الفرنسية ودعوا إلى انسحاب القوات الفرنسية ، أصدر الرئيس إيمانويل ماكرون تحذيرًا شديد اللهجة. وقال ماكرون في بيان إن أي هجوم على مواطني فرنسا أو مصالحها في النيجر سيقابل برد فعل “فوري لا هوادة فيه”.
وتعهدت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ، في بيان لها ، باتخاذ “جميع الإجراءات الضرورية” لاستعادة الحكم الديمقراطي في النيجر وقالت إن ذلك “قد يشمل استخدام القوة”. وفرضت عقوبات مالية على الانقلابيين ، بقيادة الزعيم الجديد المعلن من جانب واحد ، الجنرال عبد الرحمن تشياني.
ومع ذلك ، أصر المجلس العسكري الجديد على أنه لن يذهب إلى أي مكان. وحذر في بيان قبل القمة بقوة من أي تدخل عسكري أجنبي.
وقال متحدث باسم المجلس العسكري مساء السبت في بيان متلفز: “نريد أن نذكر مرة أخرى المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا أو أي مغامر آخر بتصميمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا.”
فاجأ الانقلاب الكثيرين ، بما في ذلك الدول الغربية التي تسعى الآن لعكس مساره.
لدى فرنسا حوالي 1500 جندي في النيجر ، التي حكمتها كمستعمرة حتى عام 1960 ، ويوجد حوالي 1100 جندي أمريكي ، يتمركز العديد منهم في قواعد لطائرات بدون طيار تستخدم لشن غارات جوية ضد المسلحين في النيجر والدول المجاورة.
يوم السبت ، علقت فرنسا والاتحاد الأوروبي بعض المساعدات للنيجر ، وقال وزير الخارجية الأمريكي ، أنتوني بلينكين ، إن العلاقات الأمنية الأمريكية ، التي تبلغ قيمتها حوالي 500 مليون دولار منذ عام 2012 ، معرضة للخطر أيضًا.
كما هو الحال دائمًا في المنطقة هذه الأيام ، حلت روسيا في الخلفية.
لوح أنصار الانقلاب بالأعلام الروسية في نيامي يوم الأحد وعلقوا إحداها على جدار السفارة الفرنسية – في صدى لمشاهد مماثلة في بوركينا فاسو ومالي ، حيث ظهرت الأعلام الروسية أيضًا بين الأشخاص الذين احتفلوا بالانقلاب في 2021 و 2022.
يقول الخبراء إنه لا يوجد دليل على أن روسيا تقف وراء الانقلاب في النيجر ، حيث تعتبر العوامل الشخصية الدافع الأكثر احتمالا. كانت التوترات تتصاعد باطراد بين بازوم ورئيس الحرس الرئاسي الجنرال تشياني.
ومع ذلك ، يقول الخبراء إنها علامة أخرى على كيفية وضع روسيا لنفسها كرمز للمشاعر المعادية للغرب ، وخاصة المعادية للفرنسيين ، في مناطق واسعة من إفريقيا. وهذا يساعد على خلق فرص أخرى للكرملين.
وفي مالي المجاورة ، حل حوالي 1000 فرد من شركة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة محل حوالي 5000 جندي فرنسي انسحبوا العام الماضي. ويمثل فاجنر أيضًا حضورًا كبيرًا في جمهورية إفريقيا الوسطى ، حيث يحمي الرئيس فوستين أرشانج تواديرا ، الذي أجرى استفتاءًا يوم الأحد يهدف إلى إطالة فترة ولايته.
يعني الانقلاب في النيجر أن سلسلة متواصلة من البلدان الممتدة عبر إفريقيا ، من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر ، تخضع للسيطرة العسكرية. العديد منها كانت مستعمرات فرنسية سابقة وتشهد غضبًا شديدًا من الهيمنة والتدخل الفرنسي في شؤون تلك البلدان في فترة ما بعد الاستعمار إلى تعزيز دعم الانقلابيين.
