نور الدين
يبدو أن الهجوم المضاد الأوكراني الذي تم تضخيمه كثيرًا بدأ يتلاشى ، إن لم يكن ميتًا بالفعل ، في ظل القصف الروسي المستمر لمخزونات الأسلحة والذخيرة الأوكرانية ؛ ونقاط انطلاق القوات.
لكي ينجح الهجوم المضاد ، كان ينبغي أن يحدث للقوات الروسية ما يحدث للقوات الأوكرانية.
أظهرت القوات الجوية الروسية حسن التقدير والبراعة في استخدام مواردها – ضرب المنشآت الصناعية المترامية الأطراف بطائرات بدون طيار من طراز Geran-2 الانتحارية مع استخدام صواريخ KH-101 و”كاليبر” Kalibr منخفضة الملاحظة المُطلقة من الجو/البحر لشن هجمات دقيقة.
عندما تكون هناك حاجة إلى الضرب بقوة ، تهاجم القوات الروسية بصواريخ Onyx الأسرع من الصوت أو صواريخ إسكندر-إم شبه الباليستية باستخدام قاذفات أرضية متنقلة. طوال الوقت ، تجبر الطائرات بدون طيار “الخداعية” الروسية أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية على استنفاذ ذخيرتها.
تسهيل الهجوم المضاد بصواريخ “ستورم شادو”
عاقدة العزم على إضعاف روسيا من خلال الهجوم المضاد ، حذرت المملكة المتحدة ، في 11 مايو 2023 ، وأعلنت أنها ستمنح أوكرانيا صواريخ كروز ستورم شادو (حرفيا: ظل العاصفة) ذات النطاق الذي يزيد عن 250 كيلومترًا.
وقال وزير الدفاع بن والاس للبرلمان إن بريطانيا ستتبرع بصواريخ ستورم شادو لأوكرانيا لمساعدتها على استعادة الأراضي التي فقدتها لصالح روسيا منذ بدء غزوها!
مع نقل ستورم شادو ، عبرت المملكة المتحدة بشكل صارخ الخط الأحمر الروسي وأصبحت أول دولة تمنح أوكرانيا أسلحة طويلة المدى قادرة على ضرب أهداف في عمق روسيا.
عندما استخدمت كييف ستورم شادو لأول مرة في 12 مايو 2023 ، بدا الهجوم الأوكراني المضاد وشيكًا.
ونُشر في 12 مايو 2023 تحليل بخصوص التأثير المحتمل لإدخال صواريخ ستورم شادو وخلص إلى أن شبكة الرادارات الروسية المضادة للأهداف الشبحية “فعالة” وستسهل اعتراض العديد من صواريخ ستورم شادو.
ومع ذلك ، مثل صواريخ HIMARS وقنابل JDAM-ER ، ستمر بعض صواريخ ستورم شادو عبر الدفاعات الروسية. بالنظر إلى المدى الكبير بكثير لـ ستورم شادو ، ومناعته ضد الحرب الإلكترونية ، ورؤوسه الحربية الأكثر تدميراً ، فإن كل ستورم شادو يمر سيوجه ضربة مؤلمة”.
العاصفة تتحول إلى ظل
أثبت التحليل أنه صحيح. بعد أسبوعين من إطلاق صواريخ ستورم شادو ، فشلت أوكرانيا في إضعاف قدرة روسيا على إمداد قواتها ، لكن بعض الصواريخ نجحت في المرور وضربت ضربات موجعة ، وفقًا لمصادر أوكرانية.
• في 12 مايو 2023 ، أصاب صاروخان من طراز ستورم شادو مدرسة طيران روسية في لوهانسك ، مما أسفر عن مقتل تسعة طيارين وتدمير عدة طائرات.
• في 14 مايو ، استهدف صاروخان من طراز ستورم شادو مدرسة طيران روسية في لوهانسك يستخدمها الجيش الروسي.
• في 26 مايو 2023 ، ضربت صواريخ ستورم شادو مخزن صواريخ روسي في ماريوبول ، مما تسبب في انفجار وحريق هائلين.
وفي نفس الفترة ، أسقطت قوات الدفاع الجوي الروسي صواريخ ستورم شادو على النحو التالي:
في 15 مايو: صاروخ واحد ، 16 مايو: 7 صواريخ ، 20 مايو: رقم غير محدد ، 22 مايو: رقم غير محدد ، 26 مايو: صاروخين.
من المؤكد أن القوات الروسية لعبت دورًا رئيسيًا في الحد من القدرة التدميرية لصواريخ ستورم شادو.
عادةً ما يتم التصدي لأنظمة الدفاع الجوي من خلال عمليات SEAD (قمع الدفاع الجوي للعدو) ومهام الهجوم أو الإغراق الهجومي. كان هجوم ستورم شادو الأول لأوكرانيا في 12 مايو 2023 في لوهانسك بمثابة مهمة SEAD وهجوم تم تنفيذه بشكل جيد.
كانت الميزة الأكثر بروزًا في هجوم لوهانسك هي التطور التقني والتنسيق الممتاز ، مما يدل على مستوى عالٍ جدًا من التدريب.
أفادت الأنباء أن أوكرانيا استخدمت صاروخين كروز من طراز ستورم شادو. من الواضح أن إطلاق صواريخ ستورم شادو بواسطة طائرة أوكرانية Su-24MR قد سبقه إطلاق صواريخ ADM-160 الخداعية التي زودتها الولايات المتحدة لأوكرانيا ، مما أجبر رادارات الدفاع الجوي الروسية على العمل قبل الأوان والكشف عن مواقعها ، فقط ليتم ضربها من قبل صواريخ AGM-88 HARM تطلقها طائرة أوكرانية من طراز MiG-29.
عندما جاءت ستورم شادو ، اختفت الدفاعات الجوية الروسية!
كان استخدام الصواريخ الخداعية ADM-160 أول ما يتم تسجيله في الصراع. لم تعلن الولايات المتحدة عن إمداد أوكرانيا بهذه الصواريخ الخداعية ، وربما كان هذا هو السبب في سهولة استدارج أنظمة الدفاع الجوي الروسية للإشتباك معها.
