تثير العلاقة بين المغرب وإسرائيل مخاوف بين العسكريين والدبلوماسيين والمحللين الإسبان. ووفقًا لهم سيؤدي التعزيز العسكري للرباط إلى زعزعة “الوضع الراهن” في غرب البحر الأبيض المتوسط.
صرح مصدر عسكري رسمي لصحيفة “إل كونفيدينسيال” (El Confidencial) الإسبانية أن حصول المغرب على التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية يُهدد المصالح الاستراتيجية الإسبانية.
يتشاطر الدبلوماسيون والمحللون الإسبان شعور بعدم الارتياح ، لكنه امتد إلى الرأي العام الوطني. ووفقًا للصحيفة فهذه العلاقة المغربية الإسرائيلية يمكن أن تزعزع التوازن في غرب البحر الأبيض المتوسط.
وقالت أن اتفاقيات أبراهام مهدت الطريق بين الحكومتين لتسريع علاقاتهما التجارية والسياسية من خلال توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات متعددة ، من الثقافة إلى السياحة ، بما في ذلك الصناعات الاستراتيجية مثل الزراعة أو الطاقة المتجددة أو إدارة المياه. بالإضافة إلى تعزيز العلاقات العسكرية.
زار قائد الجيش الإسرائيلي ، الجنرال أفيف كوخافي ، المغرب في يوليو 2021 لمناقشة “تبادل المعرفة ، والتدريب ، والتدريبات المشتركة ، وتطوير المعدات العسكرية ، ونقل الخبرة ، وربما الأسلحة أيضًا”. بعد بضعة أشهر ، في نوفمبر ، وقع وزيرا الدفاع بيني غانتس وعبد اللطيف لوديي اتفاقية تاريخية في الرباط بشأن الأمن والاستخبارات ومبيعات المعدات العسكرية. وقال جانتس للصحفيين “إنه مهم للغاية وسيسمح لنا بتبادل الأفكار وتنفيذ مشاريع مشتركة وتصدير مواد عسكرية إسرائيلية للمغرب.”
إن العنصر العسكري لهذا التحالف مهم للغاية لأنه يتجاوز الأسلحة ، وهناك استعداد لتبادل الخبرات والتزام أعمق بالتعاون العسكري. إن وصول المغرب إلى التكنولوجيا الإسرائيلية ، لا سيما الطائرات بدون طيار ، يسمح للجيش الذي يسعى بنشاط إلى تحسين قدراته لاتخاذ قفزة نوعية”، وفق ما قالته انتصار فقير ، المتخصصة في شؤون شمال إفريقيا ومنطقة الساحل والشرق الأوسط لصحيفة El Confidencial.
وقالت: “إسرائيل تسمح للمغرب بتحديث ترسانته العسكرية بشكل أسرع و أقوى, لا أفهم لماذا لا تقوم الحكومة بفعل أي شيء , دخول إسرائيل المجال العسكري المغربي هو مؤشر مقلق بالنسبة لنا , كما ان المغرب يستغل هذه العلاقات العسكرية لتقوية الضغط على اسبانيا”.
مضيفة: “لقد عبّر جنود آخرون تمت استشارتهم عن نفس العبارات ، خوفًا من أن تؤدي الحرب في أوكرانيا إلى جعل أوروبا وحلف شمال الأطلسي يتجاهلان الجناح الجنوبي (المغرب) . إنهم يُصرون (العسكريين الإسبان) على أن الأمر لا يتعلق فقط بالقوة النارية ، ولكن بقوة الردع كبيرة وكيف يؤثر ذلك على الحسابات السياسية إذا وجدنا أنفسنا في حالة صراع محتمل (مع المغرب)”.

يذكر أن المغرب عقد مجموعة من الصفقات النوعية مع إسرائيل لتعزيز قدرات الردع المغربية بعد التهديدات التي يتعرض لها البلاد من أطراف في المنطقة. ولعل أبرز ما أسفرت عنه تلك الصفقات هو نقل تقنية بعض الأسلحة المهمة التي كان لها دور كبير في ترجيح كفة من يمتلكها في الحروب، خاصة في كاراباخ ، مثل الطائرات المسيرة الانتحارية هاروب IAI Harop ذات المدى الكبير جدًا (يصل إلى 1000 كم).
GIPHY App Key not set. Please check settings