نور الدين
وفقًا للخبراء ، لا يمثل نظام الدفاع الجوي الصاروخي باتريوت الأمريكي لأوكرانيا تهديدًا حقيقيًا للجيش الروسي.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرًا حول صواريخ باتريوت ووصفها بأنها “عفا عليها الزمن” ، وقال بأن الجيش الروسي يمكن أن يجد لها “ترياقًا” و “تدميرها”.
تم الإعلان عن نقل صواريخ باتريوت إلى أوكرانيا كجزء من برنامج المساعدة العسكرية الجديد بقيمة 1.84 مليار دولار. جاء ذلك على خلفية زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن – وهي أول رحلة له خارج البلاد منذ بدء الحرب.
ألقى زيلينسكي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي يوم الجمعة.
ولم تظهر على الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر أي بوادر للانتهاء وستُكمل العام بحلول فبراير شباط المقبل. لطالما طلبت أوكرانيا صواريخ باتريوت وسط تردد إدارة الدفاع الأمريكية.
يعتقد الخبراء أن العدد المكلف والضخم والمحدود من الصواريخ لن يكون الدواء الشافي ضد صواريخ كروز الروسية وضربات الطائرات بدون طيار ولا يمكنه تغيير الوضع في ساحة المعركة.
لا يعتقد الخبراء أن أنظمة باتريوت ستغير قواعد اللعبة. النظام هو أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا وتكلفته عالية ومن الصعب دمجه في شبكة الدفاع الجوي الأوكرانية. سيستغرق التدريب وحده عدة أشهر إلى عام لأن أنظمة الدفاع الجوي أكثر تعقيدًا بكثير من أنظمة المدفعية.
صواريخ كروز والطائرات بدون طيار ميزت إلى حد كبير الحرب الجوية في هذه الحرب وليس الطائرات المقاتلة. وليس من المعروف كيف ستكون صواريخ باتريوت مفيدة في مثل هذه الحالة.
يتألف النظام الأساسي بالكامل ، الذي يديره طاقم مكون من حوالي 80 شخصًا ، من أجهزة كمبيوتر ضخمة ورادار ذي مصفوفة مرحلية ونظام للتحكم في الحرائق وقاذفة ، وبالتالي فهي ليست منظومة متحركة.
يقول مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) إن المقرر التعليمي للشخص المكلف بإصلاح نظام باتريوت ، ومشغل التحكم في الحرائق ، ومشغل أنظمة الإطلاق تستغرق 53 و 20 و 13 أسبوعًا على التوالي. لكن التقارير التي تشير إلى وصول وحدة باتريوت بحلول فبراير تعني أن الدورات التدريبية كانت مضغوطة للغاية.
ويمكن لأوكرانيا إرسال أطقم من ذوي الخبرة مع أنظمة الدفاع الجوي إس-300 أو بوك Buk للتدريب على صواريخ باتريوت.
كما أنه لا يعرف نسخة الباتريوت التي ستحصل عليها أوكرانيا. الدعامة الأساسية لأنظمة باتريوت الأمريكية هي النسخة PAC-3 ، والإصدار الأكثر تقدمًا هو صاروخ PAC-3 MSE ، والذي كان في الخدمة منذ عام 2016.
PAC-3 أكثر قدرة على المناورة ، مع نطاق ودقة ممتازين ، ولديه رادار خاص به لتوجيه نفسه إلى الهدف دون الاعتماد كثيرًا على رادار البطارية.
وأجمعت التقارير على أن أوكرانيا ستحصل على بطارية باتريوت واحدة. تحتوي بطارية باتريوت على أربعة إلى ثمانية قاذفات ، كل منها بها أربعة صواريخ PAC-2 ، أو ستة عشر صاروخًا من طراز PAC-3 ، أو اثني عشر صاروخًا من نوع MSE. يمكن للقاذفة أيضًا استيعاب مزيج من صواريخ باتريوت المختلفة.
يقول CSIS إن الجيش الأمريكي لم يشتري قاذفات جديدة ولكنه اشترى صواريخ جديدة ، وتحديداً النسخة MSE. تلبي خطوط إنتاج باتريوت النشطة التي تنتج النظام الكامل المزيد من برامج المبيعات العسكرية الخارجية الأمريكية (FMS).
كما يستخدم حلفاء الولايات المتحدة مثل اليابان وألمانيا صواريخ باتريوت. وبالتالي هناك احتمال أن يتم تدريب الأطقم الأوكرانية في ألمانيا أو أن يكون قد بدأ البرنامج بالفعل.
صاروخ بتكلفة ثلاثة ملايين لإسقاط طائرة بدون طيار تبلغ قيمتها 20 ألف دولار؟
ضربت روسيا بالفعل أهدافها المقصودة في المدن الأوكرانية كخطوط توزيع الكهرباء والمصانع العسكرية في وقت سابق من الحرب.
خاضت أوكرانيا عمليًا حربًا دفاعية طوال الأشهر الخمسة الماضية ، حيث تلقت أسلحة غربية على وجه السرعة بعد توقف مصانع البلاد العسكرية ، مما يثبت أن روسيا قد حققت أهدافها العسكرية.
اعترف بوتين بأن روسيا تواجه نقصًا في الذخيرة بعد عشرة أشهر من الحرب ، لكنه أشار إلى أن روسيا لديها صناعة دفاعية نشطة ، والتي تم تحفيزها لتصبح أكثر اعتمادًا على نفسها.
وإذا استأنفت روسيا الجولة الثالثة من الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار على أوكرانيا ، فهل ستطلق الأخيرة صواريخ بقيمة 3-4 ملايين دولار على كل طائرة بدون طيار قيمتها 20 ألف دولار وعلى صاروخ كروز أو صاروخ باليستي بتكلفة 100 ألف دولار؟
وبالتالي ، فإن ما يمكن أن يفعله باتريوت هو التركيز على التعامل مع المقاتلات الروسية الأكبر حجمًا بينما ستهتم منصات الدفاع الجوي الأخرى بإسقاط الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار الأصغر حجمًا.
