في السنوات الأخيرة عززت المدفعية الملكية من قدراتها القتالية بشكل كبير. وقد كانت القيادة دائمًا حريصة على جعل تشكيلات المدفعية مجهزة بأحدث التجهيزات حتى تساير تطورات مسارح القتال الحديثة والمستقبلية.
وفي السنوات الأخيرة انضافت أبعاد جديدة لعمل المدفعية، عبر إضافة المسيرات لتحديد الأهداف والرصد والمراقبة وتأكيد الإصابة، وإضافة التجهيزات المضادة للدرون لبطاريات المدفعية حتى لا يتسنى للعدو القيام بعمليات رصد لمواقعها، وكذا إضافة تجهيزات الحرب الإلكترونية والتشويش لتعزيز دفاعاتها الإلكترونية لتفادي عمليات الرصد والتشويش سواء بالرادارات الجوية والبرية، خاصة الرادارات المضادة للمدفعية.
وعلى مستوى المدفعية أرض-جو، فقد حرصت القيادة إضافة لما سبق ذكره، على تعزيز الدفاعات الجوية للمملكة عبر بناء دفاعات متعددة الطبقات ومندمجة. واليوم تستعد المدفعية الملكية لاستقبال أولى وحداتها من أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى والمضادة للصواريخ الباليستية، ونعني هنا نظام BARAK MX الإسرائيلي، الذي سيشكل إضافة نوعية لقدرات الردع المغربية، إضافة لمجموعة المسيرات القتالية والخاصة بالحرب الإلكترونية التي بدأ بالفعل تكوين مستخدميها من رجال القوات المسلحة الملكية والقوات الملكية الجوية.
الدروس المستخلصة من الحروب الأخيرة أثبتت فاعلية الثلاثي “قوة المدفعية” و”الدرون” و”وسائل الحرب الإلكترونية” في تغيير واقع المعارك وتعزيز فاعلية الوحدات الأخرى لتحقيق الانتصارات، وليس الظفر بأطول فرقاطة أو أبعد صاروخ أو أسرع عربة أو أكبر طائرة!