نور الدين
مع استمرار أوكرانيا في تكثيف هجومها ضد روسيا باستخدام أسلحة بعيدة المدى مثل هيمارس HIMARS ، بدأت روسيا في نشر تدابير مضادة مثل عاكسات الرادار لإرباك الخصم.
شن الأوكرانيون ضربات مُركَّزة على البنية التحتية وخطوط الإمداد الحيوية في الأراضي التي تحتلها روسيا لشل القوة الغازية. وضربت جسرين بالقرب من منطقة خيرسون في أواخر يوليو – جسر أنتونيفسكي وجسر سكة حديد – فوق نهر دنيبرو (دنيبر).
وأفادت وسائل إعلام أوكرانية محلية أن جسري أنتونيفكا وداريفكا ، بالإضافة إلى طريق بجوار سد محطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية ، ضربت مؤخرًا من قبل القوات العسكرية الأوكرانية. تستخدم روسيا هذه الجسور والطرق لنقل المعدات الثقيلة والأسلحة.
تحاول روسيا ، من جانبها ، التهرب من نيران العدو خلال نشر إجراءات مضادة. نشر الروس مجموعة من عاكسات الرادار الهرمية في المياه غرب جسر أنتونيفسكي وبالقرب من جسر السكك الحديدية. يقع جسر أنتونيفسكي في أعلى منبع خيرسون.
في وقت سابق ، كانت هناك تكهنات بأن روسيا كانت تبني جسرًا عائمًا بعد أن نشر يوري سوبوليفسكي ، النائب الأول لرئيس مجلس خيرسون الإقليمي ، بعض الأدلة الفوتوغرافية.
بعد تسليحها بأسلحة بعيدة المدى مثل هيمارس ، صعدت أوكرانيا من رهانها ضد روسيا بهجومها المضاد. كما اتهمت روسيا أوكرانيا بشن هجوم بطائرة بدون طيار على مقر أسطولها في البحر الأسود.
من المحتمل أن يكون هذا هو سبب لجوء الروس إلى عاكسات الرادار. كانت خيرسون أول مدينة سقطت في أيدي الروس في الأيام الأولى للغزو.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها روسيا إلى هذه الإجراءات المضادة للدفاع ضد الهجمات الأوكرانية. في أوائل يوليو ، نشرت صنادل خادعة مغطاة بعاكسات الرادار وستارة من الدخان لحماية جسر كيرتش المهم الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم.
في الوقت الحالي ، السبيل الوحيد لموسكو للاحتفاظ بهذه المنطقة هو الحفاظ على خطوط إمدادها فوق نهر دنيبرو.
عاكسات رادار
إلى جانب صور الأقمار الصناعية ، ظهرت أيضًا لقطات لعمليات عبّارة بجوار جسر أنتونيفسكي الخارج من الخدمة. في الفيديو أدناه ، يمكن رؤية عاكسات الرادار الهرمية المتباعدة على طول المسافة بين الجسرين المدمرين جزئيًا.
أصبح من الواضح أن روسيا قامت بتركيب عاكسات رادار رُكنية هذه في كلا الموقعين ، بهدف إنشاء جسر “شبح” يمكن رؤيته بجوار الجسور الفعلية على الرادارات الساتلية. يجب أن يمنح هذا أيضًا وقتًا للقوات الروسية لإصلاح الجسور الحقيقية بدون مخاطر من تعرضها للهجمات.
هذه الجسور هي الأهداف الإستراتيجية الرئيسية للقوات الأوكرانية الآن بعد امتلاكها لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة M31 (GMLRS) التي تطلقها قاذفات HIMARS و M270 في ترسانتها طويلة المدى الموجهة. صواريخ هيمارس ليس لديها المدى الكافي للوصول وضرب جسر كيرتش الذي تدافع عنه روسيا بدقة ، لكن يمكنها الوصول بسهولة إلى خيرسون.
خداع الصواريخ العدوة
الغرض من عواكس الرادار أو الأجسام المعدنية الخام ، التي تُعرف أحيانًا باسم عاكسات رُكنية ، هو خداع الصواريخ الموجهة بالرادار التي تقترب من ضرب الجسر. يمكن أن يتم ذلك من خلال تقديم هدف أكثر إغراء أو جعل من الصعب استهداف المنطقة نفسها.
ومع ذلك ، فإن هيمارس ليست أنظمة موجهة بالرادار. السلاح الوحيد بعيد المدى الموجه بالرادار في أوكرانيا هو العاربون Harpoons ، وهو غير مصمم لمهاجمة الأهداف الأرضية.
وأوضح خبير الدفاع جيريش لينجانا أن “GMLRS يستخدم إحداثيات GPS للهدف ونظام الملاحة بالقصور الذاتي الخاص به. يتم توفير إحداثيات GPS باستخدام معلومات من مصادر أخرى مثل الأقمار الصناعية. يتم استخدام الرادار بواسطة الأقمار الصناعية لاختيار إحداثيات GPS. في حالة هيمارس ، كما هو مستخدم في أوكرانيا ، لا يحتوي الصاروخ على رادار ، ولكن الأنظمة التي تغذي GPS إلى GMLRS تستخدم الرادار للعثور على إحداثيات الهدف”.
بينما يشكك العديد من الآخرين في فعالية مثل هذا النظام البسيط ضد الأسلحة المتطورة مثل هيمارس ، يبدو أن الخطوة الروسية تستند إلى فكرة مدروسة. في الوقت الراهن ، عاكسات الرادار هي سلاح روسيا المفضل عندما يتعلق الأمر بحماية الجسور.
