نور الدين
تطبيقا لسياسة صفر مشاكل التي تتبعها الإمارات في الآونة الأخيرة، أبوظبي تعلن عن رفضها التام الانضمام إلى محور عربي-إسرائيلي ضد طهران. فما السبب الذي يجعلها تتخذ قراراً كهذا؟
رفضت الإمارات الانضمام إلى حلف عربي-سرائيلي يكون موجهًا نحو إيران. وأعلن مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش أن بلاده لن تكون جزءًا من محور ضد إيران.
ويرى محللون أن الحلف العربي الإسرائيلي هو امتداد واضح لحرب ظل بين طهران وتل أبيب ، ستجبر أي منضم للحزب على الخوض فيها وتحمل خسائرها. ولا تريد الإمارات الخوض في حرب ليست طرفًا أساسيًا فيها.
وقد يدفع وجود تحالف صاروخي يضم تل أبيب الإمارات ومعها السعودية لمواجهة مباشرة مع إيران ، وهو ما تحاول أبوظبي تجنبه في الوقت الراهن. حيث تحاول الإمارات مؤخرًا بناء علاقات دبلوماسية مع إيران ، منها المحادثات الثنائية التي أجريت مؤخرًا بين البلدين.
دفاعات ليست كافية؟
لن تكون الدفاعات الجوية الصاروخية المتوقع إنشاؤها بين الدول الأعضاء كافية لحماية الإمارات من الصواريخ الإيرانية. وتقول المخابرات الأمريكية إن إيران تستطيع إطلاق حوالي 70 صاروخًا مرة واحدة ، وإن تحريكها منصات إطلاق الصواريخ يُعقد من عملية مراقبة الغارات المضادة.
ومن المتوقع أن يواجه الحلف مشكلات في توريد الدفاعات والصواريخ المُعترضة خصوصًا إلى السعودية في ظل النقاش الدائر في الكونجرس حول ملف حقوق الإنسان.
ويرى محللون أن الحلف المضاد لإيران قد يتحول لحرب طائفية شرق أوسطية تُشعل ساحات عديدة منها العراق ولبنان واليمن ، الأمر الذي سيتحول لحرب مفتوحة غير معروفة النتائج.
درس الهجمات الحوثية
تعرضت أبوظبي ودبي مطلع عام 2022 لهجمات من الحوثيين في اليمن. مثلث الهجمات نقطة محورية في تغيير السياسة الخارجية. وتخشى أبوظبي تكرار هذه الهدمات بشكل أوسع ومن خصم أقوى وهو إيران.
كما ان غياب واشنطن عن الحلف شكّل مُعضلة أخرى أمام دول الخليج ، على رأسهم الإمارات ، التي لا تريد أي مخاطرة دون قيادة أمريكية. ويى مححلون أن هناك قناعة إماراتية خليجية بأن أمريكا لا تميل لمواجهة إيران.
الاقتصاد محرك كل قرار
تريد أبوظبي التركيز على اقتصادها في مرحلة ما بعد كوفيد 19 وعودة العلاقات مع المحيط الإقليمي. وقد يضر أي توتر عسكري بسمعة الدولة باعتبارها مركزًا ماليًا عالميًا.
ووفقًا لمعهد دول الخليج العربية في أمريكا ، تُعد الإمارات المصدر الأول لواردات إيران بقيمة تزيد عن 10 مليار دولار.
موازنة التحالفات
يتلخص جزء من سياسة أبوظبي الجديدة في مبدأ الاستفادة من جميع الدول مهما كانت علاقاتها ببعضها. منه إسرائيل وإيران العدوان اللدودان. وقال مركز كارينجي للسلام الدولي “إن علاقة الإمارات مع إسرائيل ليست بالضرورة دافعًا للتصعيد مع إيران ، كما أن الحوار مع طهران لا يعني التفريط بالمزايا الإستراتيجية.
