نور الدين
أشارت معلومات استخباراتية أمريكية رفعت عنها السرية مؤخرًا إلى أنه من المتوقع أن تزود إيران روسيا بـ “مئات” الطائرات بدون طيار – بما في ذلك طائرات بدون طيار قادرة على حمل الأسلحة – لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا ، حيث تستعد إيران لبدء تدريب القوات الروسية على كيفية تشغيلها في أواخر يوليو ، وفقًا لمسؤولي البيت الأبيض.
وصرح مستشار الأمن القومي جيك سوليفان للصحفيين في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض يوم الاثنين بأن “المعلومات تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات (من الطائرات بدون طيار) ، بما في ذلك الطائرات بدون طيار المسلحة في إطار زمني سريع”.
وتابع: “تشير معلوماتنا كذلك إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات بدون طيار ، ومن المقرر إجراء جلسة تدريب أولية في أوائل يوليو. ومن غير الواضح ما إذا كانت إيران قد سلمت أيًا من هذه الطائرات بدون طيار إلى روسيا بالفعل”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لشبكة CNN إن المعلومات التي وصفها سوليفان للصحفيين تستند إلى معلومات استخباراتية رفعت عنها السرية مؤخرًا.
وقال سوليفان بأن أنباء إمداد إيران الطائرات بدون طيار دليل على أن هجمات روسيا ضد أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تكلفتها “باهظة” مستنفدة أسلحتها.
جاءت أنباء إمداد إيران روسيا بطائرات مسيرة قبل يوم واحد من أول رحلة يقوم بها الرئيس جو بايدن إلى الشرق الأوسط منذ توليه منصبه ، حيث سيزور إسرائيل والمملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أن تكون تصرفات إيران في المنطقة وبرنامجها النووي موضوعًا رئيسيًا للمناقشة.
لا يزال بايدن يتعرض لضغوط متزايدة من الحلفاء في الشرق الأوسط للتوصل إلى خطة قابلة للتطبيق لتقييد إيران ، حيث تلاشت الآمال في إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بعد تعثر المحادثات في الدوحة ، قطر ، الشهر الماضي.
وتحدث سوليفان يوم الاثنين عن كيفية تقديم إيران طائرات مسيرة مماثلة للمتمردين الحوثيين في اليمن لمهاجمة السعودية قبل وقف إطلاق النار في وقت سابق من هذا العام.
كانت الطائرات بدون طيار عنصرًا رئيسيًا في الحرب في أوكرانيا في كلا الجانبين ، حيث استخدم الجيش الأوكراني طائرات بيرقدار بدون طيار التركية لتدمير مواقع القيادة والدبابات وأنظمة الصواريخ أرض-جو الروسية ، ويستخدم الروس طائرات بدون طيار Orlan-10 محلية الصنع للاستطلاع والحرب الإلكترونية. لكن في ما يقرب من خمسة أشهر من الحرب ، تضاءل عدد الطائرات بدون طيار في كل جانب حيث تم إسقاطها أعداد كبيرة منها في كلا الجانبين.
بدأ حلفاء أوكرانيا ، بما في ذلك ليتوانيا وبولندا ، بحملات تمويل جماعي لشراء طائرات بدون طيار جديدة من طراز بيرقدار تي بي 2 للجيش الأوكراني ، وزودت الولايات المتحدة أوكرانيا بطائرات بدون طيار انتحارية تسمى Switchblades. كما تدرس الولايات المتحدة أيضًا ما إذا كانت ستزود أوكرانيا بطائرات بدون طيار أكبر يمكن تسليحها بصواريخ هيلفاير.
لكن الولايات المتحدة تعتقد الآن أن روسيا قد لجأت على ما يبدو إلى إيران للمساعدة في تجديد مخزوناتها من الطائرات بدون طيار. ومع ذلك ، من غير الواضح مدى تطور أو فعالية تلك الطائرات بدون طيار.
وكشف مسؤولون أمريكيون في مارس / آذار أن روسيا لجأت في السابق إلى الصين للمساعدة في دعم حربها في أوكرانيا. حتى أواخر مايو ، لم تر الولايات المتحدة أي دليل على أن الصين قدمت أي دعم عسكري أو اقتصادي لروسيا للغزو ، حسبما قال سوليفان للصحفيين في ذلك الوقت.
ومع ذلك ، سعت إيران إلى توثيق العلاقات مع روسيا في الأشهر الأخيرة. في يناير ، زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو وأخبره أن الوقت قد حان لروسيا وإيران لمواجهة “قوة الأمريكيين بتآزر متزايد بين بلدينا” ، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
