نور الدين
مما لا شك فيه أن طائرات التزود بالوقود الصينية ستعزز وصول بكين إلى ما بعد سلسلة الجزر الأولى.
سمحت طائرة النقل الكبيرة Y-20 لجيش التحرير الشعبي (PLA) التواجد في الخطوط الأمامية للقضاء على فيروس كورونا مبكرًا. كان ظهور Y-20 رمزًا مهمًا لجهود جيش التحرير الشعبي في إرسال الإطباء والإمدادات ذات الصلة إلى ووهان. وتم رصد هذه الطائرات الجديدة وهي تفرغ الإمدادات والمفارز الطبية في بؤرة الأزمة منذ منتصف فبراير 2020.
أحد الأسباب التي تجعل جيش كل بلد يقدر قدرات الرفع الثقيلة هو أنها يمكن أن تكون حاسمة في العديد من أنواع العمليات العسكرية ، من نقل الإمدادات الحيوية للإغاثة الإنسانية إلى إنقاذ المواطنين في الخارج في مكان حرج (إجلاء غير المقاتلين) إلى إيصال نخبة المظليين إلى ساحات القتال البعيدة. فيما يتعلق بالنقطة الأخيرة ، يبدو أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في اهتمام جيش التحرير الشعبي بالعمليات المحمولة جواً مؤخرًا ، ولكن هنا سنركز على تأثير استراتيجي آخر أكثر دقة قليلاً ، من المحتمل أن يكون أكثر أهمية لظهور عصر Y-20 بالنسبة للطيران الصيني. يتعلق الأمر بتطوير Y-20 كطائرة تزود بالوقود جوًا.
وقال الخبير العسكري “ديفيد بار” بأن بكين من المحتمل أن تطور Y-20 لأغراض التزود بالوقود. وأشار إلى أن التزود بالوقود جوًا كان حاسما للغاية للعمليات العسكرية الأمريكية في المسارح البعيدة ، مثل أفغانستان. وأوضح بار أن 4500 طلعة جوية للتزود بالوقود نفذت في الغالب بواسطة طائرات KC-135 و KC-10 التابعة لسلاح الجو الأمريكي (USAF) لإنجاز ما يقرب من 6500 ضربة في الأشهر القليلة الأولى من تلك الحرب خلال أواخر عام 2001.
وخلص بار إلى أن الصين تعلمت من مراقبة هذا التدخل وغيره من التدخلات الأمريكية حول الدور المحوري للتزود بالوقود جوًا. من خلال ملاحظة التقدم المحرز في تطوير Y-20 ، توقع أنه مع هذا التعديل الجديد للطائرة ، ستكتسب بكين “القدرة على وضع القوات المسلحة الأمريكية والشريكة العاملة خارج سلسلة الجزر الثانية ، مثل ألاسكا وهاواي في خطر.”
قامت Y-20 في أوائل ديسمبر 2018 بأول مهمة للتزود بالوقود جواً بنجاح.
يأتي سعي بكين لتطوير Y-20 نظرًا لأن طائرة التزود بالوقود H-6 الموجودة في مخزون الصين “قديمة جدًا” ، في حين أن طائرات Il-78 المستوردة من روسيا “قليلة جدًا” بالنسبة لمتطلبات الصين. بمقارنة برنامج Y-20 بالبرامج الأخرى حول العالم ، يوضح التحليل الصيني النقطة المهمة وهي أن معظم طائرات التزود بالوقود جوًا الأخرى قد تم تحويلها من طائرات مدنية ناجحة. بينما أصول Y-20 ليست مدنية بل عسكرية منذ البداية.
ويُقال أن الأصول العسكرية لـ Y-20 جعلت تصميمها متفوقًا في إعادة التزود بالوقود في الجو. على سبيل المثال ، صُممت Y-20 للطيران من مدارج صعبة وقصيرة. ويُزعم أن Y-20 يمكنها رفع 110 أطنان من الوقود. وبالتالي ، يمكن لطائرة التزود بالوقود جوًا الجديدة يمكن أن توفر 3-4 أضعاف سعة خزان H-6.
