نور الدين
إن مشاهد جر أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية EW / EA إلى الحظائر بواسطة جرارات زراعية أوكرانية ، هو أبلغ دليل على فشلت روسيا الكارثي في نطاق المجال الكهرومغناطيسي EMS في ساحة معركة. حسبما أفاد به جيفري فيشر وهو ضابط حرب إلكترونية في سلاح الجو الأمريكي لمدة 30 عامًا ، وأمضى جزءًا كبيرًا من حياته المهنية في تعلم وفهم كيفية القتال في مجال الطيف الكهرومغناطيسي (EMS) ، بما في ذلك أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية / الهجوم الإلكتروني (EW / EA).
دون الخوض في التفاصيل السرية ، قال فيشر أن الأنظمة الروسية كانت هائلة ، وجيدة الصنع ، وتضم التكنولوجيا الحديثة. لعقود من الزمان ، كان يُعتقد أن أي حرب بين الولايات المتحدة وروسيا ستكون بمثابة حرب ضروس ، أغلبها ستدور حول منع عمل أنظمة EMS، حسب قوله.
خلال بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة ضد أوكرانيا في 24 شباط (فبراير) ، أوردت وسائل الإعلام أن روسيا نشرت أنظمة الحرب الإلكترونية وبدأت الهجمات الإلكترونية.
وقال فيشر أن أنظمة EW / EA ، مثل المركبات وأجهزة التشويش والهوائيات ، كانت منتشرة في أوكرانيا ، ولكن بعد ستة أسابيع من الحرب ، من الواضح أن تلك الأنظمة الروسية كانت غير فعالة إلى حد كبير.
كان هذا الفشل ممتازًا بالنسبة لأوكرانيا ولكنه يثير سؤالاً مُهمًا: لماذا فشلت أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية ؟ هل أخطأت التقييمات الاستخباراتية؟
ربما جزئيًا ، ولكن بعد إلقاء نظرة فاحصة ، هناك أدلة مهمة على أن فشل EW / EA الروسية لم يكن متعلقًا بالأجهزة – بل كان متعلقًا بالعامل البشري.
وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون جون كيربي للصحفيين في 22 مارس: “لا يزال الأوكرانيون يتمتعون بالقيادة والسيطرة الجيدة على قواتهم في الميدان بطرق لا يمتلكها الروس في الواقع”.
لم يكن هذا ما توقعه العديد من الخبراء ، نظرًا لقيام روسيا بتحشيد عدد كبير من منصات الحرب الإلكترونية المتقدمة واستخدامها المؤكد في غزو عام 2014 لمنطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
وقال بريان كلارك ، الزميل البارز في معهد هدسون ، إن أحد أسباب عدم تمكن الروس من استخدام النطاق الكامل لقدرات الحرب الإلكترونية هو أن الأوكرانيين يخوضون حربًا “غير نظامية” أكثر مما صُممت أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية لتحديه. إنهم مشتتون ، ويعملون في وحدات أصغر بكثير ويستخدمون مجموعة من أجهزة الراديو المزودة من الغرب والتي لا يستطيع الروس بالضرورة اكتشافها بسهولة.”
وأضاف أن الانبعاثات الصادرة عن القوات الأوكرانية التي تستخدم هواتفها المحمولة يتم التقاط مثلها أيضًا من انبعاثات مدنية أخرى ، مما يجعل من الصعب على القوات الروسية العثور على الأوكرانيين في غابة من انبعاثات الطيف الكهرومغناطيسي.
وأخبر لوري بوكهوت ، العقيد المتقاعد بالجيش المتخصص في الحرب الإلكترونية ، موقع بريكينع ديفنس أن ساحة المعركة غير المتجاورة يمكن أن تؤثر على صنع القرار الروسي بشأن قدرات الحرب الإلكترونية. على سبيل المثال ، في عام 2014 ، كان لساحة المعركة خط أمامي واضح للقوات التي سمحت للجيش الروسي بالتشويش دون التأثير على اتصالاتهم. وقد أصبح ذلك أكثر صعوبة بدون طرف أمامي واضح ومحاولة القوات الروسية محاصرة مدن متعددة.
وقال بوكهوت: “عندما يحاول [الجيش الروسي] الدخول إلى كييف ويحاول محاصرة المدينة وهناك أشخاص من حولك … عليك أن تكون أكثر حرصًا. لذلك لن ترى الأشياء العريضة وعالية النطاق … لأن لديك الآن قواتك الخاصة في تلك المنطقة.”
توقف التقدم العسكري الروسي في أوكرانيا إلى حد كبير وسط المقاومة الأوكرانية الشرسة والمشاكل اللوجستية الكبيرة ، بما في ذلك نقص الوقود أو الوقوع في الوحل. على سبيل المثال ، قال بوكهوت إن نظام الحرب الإلكترونية الروسية المحمول جواً ، مثل مروحية تحمل أجهزة حرب إلكترونية ، يكون ذا قيمة فقط إذا كان هناك هجوم بري كفؤ.
قال بكهوت: “إذا أردت أن تعمي عدوك وتصم آذانه عندما كنت على وشك ملاحقته بدروع ثقيلة ، يجب أن تكون لديك طائرة هليكوبتر تحمل أجهزة حرب إلكترونية في تلك اللحظة. ولكن إذا غرقت مدرعاتك في الوحل أو استسلم الجنود أو تخلوا عن مركباتهم بسبب نفاد الوقود ، فلن تضع طائرات الهليكوبتر لدعم تلك القوات ، لأنه لن يكون هناك هجوم بالدروع الثقيلة. لماذا تضع الأصول الخاصة بك هناك ليتم إسقاطها إذا لم تكن هناك عملية على الأرض؟”
