نور الدين
بعد سنوات طويلة من المفاوضات مع مصر ، تستعد الولايات المتحدة لعقد صفقة أسلحة ضخمة تنص على بيع طائرات مقاتلة من طراز F-15 للقاهرة في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب في أوكرانيا.
ويشير الخبراء إلى أن الصفقة العسكرية تمت في الوقت المناسب ، في ظل ضغوط شركات السلاح وجماعات الضغط وتوازن القوى في المنطقة.
إن إعلان الولايات المتحدة لهذه الاتفاقية في الوقت الذي يشهد فيه العالم حربًا طاحنة في أوكرانيا ربما يمكن قراءته على أنها محاولة لكسب تعاطف مصر ، حليفتها الأهم في المنطقة ، والتي كانت قاب قوسين أو أدنى من الحصول على طائرات حربية روسية من نوع Su-35 مما سيقربها أكثر لموسكو على حساب الغرب.
الظهور الأول للوحش الأمريكي الجديد F-15EX النسخة الأحدث على الإطلاق
الاتفاق الذي جاء بعد سنوات عديدة
وفي هذا السياق ، صرح قائد القوات المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي ، في 15 مارس الجاري ، بعودة بلاده إلى مصر بعد انقطاع طويل. وذكر أنه سيتم توريد طائرات إف-15 لمصر ، لكنه لم يكشف عن عدد الطائرات وموعد التسليم.
تحتاج اتفاقية F-15 ، التي تعود مفاوضاتها إلى عهد الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، إلى موافقة الكونجرس الأمريكي ووزارة الخارجية لدخولها حيز التنفيذ.
في 26 يناير 2022 ، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا أن إدارة بايدن وقعت صفقة تسليحية مهمة مع مصر ، تتكون من 12 طائرة نقل من طراز Lockheed Martin C-130J Super Hercules ، بالإضافة إلى معدات بقيمة 2.2 مليار دولار وأنظمة رادار للدفاع الجوي تبلغ قيمتها حوالي 355 مليون دولار. وأعلنت موافقتها على الصفقة.
ولم تُدْلِ مصر بأي تصريح بخصوص صفقة الإف-15 ، لكن وسائل الإعلام المحلية المصرية نقلت التصريحات الأمريكية دون التعليق عليها.
جاءت أنباء هذه الاتفاقية المحتملة مع مصر بعد حوالي شهر من زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية ماكنزي إلى القاهرة.
التقى ماكنزي بوزير الدفاع المصري محمد زكي ومسؤولين عسكريين في القاهرة التي زارها في 9 فبراير ، وناقشوا سبل تعزيز التعاون العسكري.
ووفقًا لتقرير دولي صدر في 16 مارس 2021 ، زادت واردات مصر من الأسلحة بنسبة 6 بين عامي 2016 و 2020 ، مقارنة بعامي 2011 و 2015.
وقال قائد القوات الجوية المصرية ، الفريق الركن محمد عباس حلمي ، في بيان صدر في 14 أكتوبر / تشرين الأول 2021 ، إن بلاده تمتلك طائرات متطورة يمكنها مواكبة الجيوش الحديثة.
يذكر أن مصر ، التي تمتلك طائرات أمريكية من طراز إف-16 ورافال وميراج 2000 وطائرات ميج-29 الروسية ضمن مخزون قواتها الجوية ، تعمل أيضًا على امتلاك طائرات سو-35 الروسية المتقدمة.
جهود أمريكية لمنع مصر من شراء طائرات روسية
صرحت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا أن تعامل مصر مع روسيا بشأن طائرات سو-35 أمر مرفوض وعارضت توقيع الصفقة. حيث عبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن ذلك في محادثة هاتفية مع نظيره المصري ، سميح شكري ، في فبراير 2021.
في أبريل 2019 ، أعلن وزير الخارجية الأمريكي آنذاك مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على مصر إذا اشترت هذه الطائرات.
وذكرت قناة الحرة الفضائية الأمريكية ، في تقرير إخباري في نوفمبر 2019 ، أن مصر قد تتكبد خسائر تزيد عن مليار دولار إذا قررت شراء الطائرة الروسية.
كما أشار موقع بريكنغ ديفنس الأمريكي في تقرير إخباري منتصف هذا الشهر إلى أن صفقة الإف-15 قد يكون لها بعض الآثار الجانبية على صفقة مصر مع روسيا ، التي تم توقيعها في عام 2018 ، لشراء طائرات سو-35 بقيمة 2 مليار دولار.
الولايات المتحدة تحاول جذب مصر إلى جانبها
وقال مدير المركز الدولي للتنمية والدراسات الإستراتيجية (كندا) مصطفى يوسف ، بغض النظر عن اتفاق روسيا مع مصر ، أنه يعتقد أن الضغوطات التي تمارسها شركات الأسلحة وجماعات الضغط وراء ميل واشنطن لبيع طائرات F-15 لمصر.
وقال يوسف بأن هذه الشركات لديها عقود وواجبات يجب الوفاء بها وأن إعلان الاتفاقية لا علاقة له بالحرب.
صفقة متزامنة مع غزو روسيا لأوكرانيا
وقال يوسف بشأن تزامن الاتفاقية مع اندلاع الحرب في أوكرانيا:
“إن توقيع الولايات المتحدة لهذه الصفقة في مثل هذا الوقت ، فلا شك أن ذلك يظهر أن مصر هي من أهم حلفائها. فهي تريد أن تجذب مصر لصفها وأن تمنعها من التعاطف مع روسيا”.
وقال يوسف أن “الحكومة المصرية مدعومة من الولايات المتحدة ، وتلعب دورًا في المنطقة وفي أوروبا ، وهي حليف موثوق لوزارة الدفاع الأمريكية وإدارة واشنطن ، وتلعب دورًا مهمًا في محاربة الإرهاب”.
كما تطرق يوسف إلى مسألة ما إذا كانت انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ستعيق الاتفاقية ، حيث قال: “ستسود قوة شركات السلاح واللوبيات وشركات الإعلان ، وستأتي كل هذه المصالح قبل حقوق الإنسان”.
