نور الدين
في البداية ، أبرمت الهند اتفاقية مع الفلبين لبيع صاروخ الكروز براهموس BrahMos الأسرع من الصوت. وأوضح وزير الدفاع الفلبيني ديلفين لورنزانا ، في إخطار بمنح العقد في 31 ديسمبر لشركة براهموس إيروسبيس برايفت ليمتد ، قبول الفلبين للصفقة مقابل 374 مليون دولار. إذا نجحت ، فستكون أول عملية بيع دفاعية هندية كبرى للمعدات المنتجة محليًا.
على الرغم من أن الهند لديها قاعدة تصنيع دفاعية محلية كبيرة بالإضافة إلى كيان كبير للبحوث الدفاعية ، منظمة البحث والتطوير الدفاعي (DRDO) ، إلا أن نيودلهي لم تنجح في اقتحام سوق الدفاع العالمي كمورد. في الواقع ، فإن صناعة الدفاع المحلية الهندية ليست قادرة حتى على إمداد قواتها. لا تزال تعتمد بشكل كبير على الأسلحة المستوردة وكانت لعقود واحدة من أكبر مستوردي الأسلحة في العالم. هذا على الرغم من تصنيع الهند لأول مقاتلة نفاثة محلية في آسيا في الستينيات ، وعلى الرغم من الالتزام السياسي بأبحاث وتطوير الدفاع المحلي منذ الخمسينيات.
تم تطوير BrahMos بالتعاون مع روسيا وهو يعتمد على صاروخ كروز P800 Onyx / Yakhont الروسي. يبلغ مدى الإصدارات الحالية حوالي 500 كيلومتر ، لكن مدى النسخة التصديرية للصاروخ تبلغ 290 كيلومترًا فقط من أجل إبقائها تحت قيود نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ (MTCR) البالغ 300 كيلومتر. بعد اختباره لأول مرة في عام 2004 ، تم إدخال الصاروخ في الخدمة الهندية ، بداية من عام 2007. تعمل إصدارات مختلفة من الصاروخ لدى الجيش ، والقوات الجوية ، والبحرية الهندية.
النسخة التي سيتم بيعها للفلبين هي نسخة بحرية حيث قال وزير الدفاع الفلبيني إن “كتيبة الدفاع الساحلي لمشاة البحرية الفلبينية هي التي ستشغل هذه القدرة الدفاعية الاستراتيجية الحديثة للقوات المسلحة الفلبينية”. وقال لورنزانا ، في معرض شرحه للاتفاق على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ، “بصفتي رئيس جهة الشراء (HOPE) ، وقعت مؤخرًا على إخطار منح العقد لمشروع اقتناء الصواريخ المضادة للسفن للبحرية الفلبينية … يتضمن تسليم ثلاث بطاريات ، وتدريب المشغلين والقائمين على الصيانة بالإضافة إلى حزمة الدعم اللوجستي المتكامل (ILS) الضرورية”.
بخلاف مصالح الهند في صادرات الأسلحة ، تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الهند تزود جنوب شرق آسيا بالصواريخ ، وتحديداً لدولة في نزاع إقليمي مع الصين حاليًا. قدمت الهند المساعدة الأمنية لعدد من البلدان في المنطقة. تهتم دول أخرى بما في ذلك فيتنام وإندونيسيا وتايلاند بشراء صواريخ BrahMos أيضًا. يقال إن المناقشات مع إندونيسيا وصلت إلى مرحلة متقدمة حيث كانت “على رأس جدول الأعمال” خلال زيارة وزير الدفاع الإندونيسي إلى الهند في يوليو 2020. وقد مدت الهند المساعدة الدفاعية والأمنية لفيتنام ، ودربت قواتها البحرية على تشغيل غواصات من طراز “كيلو”. بالإضافة إلى ذلك ، قدمت الهند أيضًا خطوط ائتمان لفيتنام لشراء معدات دفاعية هندية. تقوم الهند أيضًا ببناء 12 قاربًا للحراسة عالي السرعة بموجب خط الائتمان هذا ، خمسة منها يتم بناؤها بواسطة الشركة الهندية ، Larsen & Toubro في الهند ، بينما يتم بناء السبعة المتبقية بواسطة شركة Hong Ha Shipyard في فيتنام. تم إطلاق أولى هذه السفن في ديسمبر 2020 خلال اجتماع القمة بين رئيسي وزراء الهند وفيتنام.
لا ينبغي التقليل من الجوانب الاستراتيجية لبيع براهموس ومساعدة الهند لدول جنوب شرق آسيا. بالنظر إلى أن هذه الدول تواجه تهديدًا من الصين ولديها نزاعات نشطة مستمرة مع العملاق الآسيوي ، فإن مساعدتها يزيد العبء الذي تواجهه الصين في بحر الصين الجنوبي. من مصلحة الهند بالطبع التأكد من أن الصين لديها ما يكفي من المشاكل في حديقتها الخلفية لتحويل انتباهها وتقليل الضغط الذي يمكن أن تمارسه على الهند والمحيط الهندي. إن النزاع الإقليمي المستمر بين الهند والصين يجعل هذا الأمر أكثر أهمية ، وكذلك الأمر بالنسبة للقدرات البحرية الصينية المتنامية.
إن تسليم صواريخ مثل BrahMos هي إحدى الطرق التي تطبق استراتيجية الصين الخاصة ضد نفسها. على مدى العقدين الماضيين ، شددت الصين على منع الوصول / الحرمان من الدخول (A2AD) مع الولايات المتحدة ، وبناء القدرات التي تهدد قوة البحرية الأمريكية في بحر الصين الجنوبي. يساعد توريد الصواريخ المضادة للسفن مثل BrahMos على ضمان أن الدول الأصغر يمكنها أيضًا استخدام استراتيجياتها الخاصة بخصوص A2AD ضد الصين.
