نور الدين
إن “الإجراءات المضادة” الإماراتية ضد الشروط الأمريكية لشراء طائرات F-35 وأسلحة أخرى قد فاجأت الجانب الأمريكي ، وقد خففت بالفعل من موقفها مع العديد من المسؤولين الذين أعربوا عن أملهم في استئناف المفاوضات في المستقبل.
وهددت إدارة بايدن الإمارات بضرورة خفض مستوى تعاونها الاستراتيجي مع الصين وتفكيك أجهزة شبكة Huawei 5G في السنوات الأربع المقبلة كواحد من الشروط الرئيسية للشروع في بيع طائرات F-35 إلى أبو ظبي ، حسبما ذكرت الصحيفة العسكرية الرسمية الصينية Chinamil.com.cn اليوم.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لن تتحمل النفقات المعنية ولن توفر أجهزة بديلة. وقالت بأن هذا يعادل مطالبة الإمارات بإنفاق مبلغ ضخم من المال لسحب نفسها من عصر 5G إلى عصر 4G.
تدرك الولايات المتحدة تمامًا أن شبكة 5G من Huawei هي نظام تجاري ومختلف تمامًا عن نظام الاتصالات العسكرية.
في السنوات الأخيرة ، تمتعت الصين والإمارات بتعاون مثمر في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والطب وغيرها في إطار مبادرة الحزام والطريق. وهو تعاون لا تنظر إليه الولايات المتحدة بعين الرضى.
وقالت الصحيفة أن “التقدم السريع الذي حققته الصين في مجالات مثل شبكة 5G والطاقة الجديدة والذكاء الاصطناعي أدى إلى كسر الاحتكار التكنولوجي لأمريكا. ونظرًا لعدم قدرتها على اللحاق بالركب التكنولوجي ، فقد لجأت واشنطن ، وهي مستاءة للغاية ، إلى إجبار حلفائها على وقف التعاون التكنولوجي مع الصين.”
وأضافت بأن السياسة الأمريكية القائلة بأن صفقات (الأسلحة) ستتم فقط عندما يخدم الحلفاء أهداف الولايات المتحدة الاستراتيجية المناهضة للصين ولروسيا ، قد جاءت بنتائج عكسية في حالة الإمارات العربية المتحدة التي ترى التعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي مع الصين كمحرك رئيسي التنمية المستقبلية للبلاد.
أحد الأسباب المهمة التي تجعل الإمارات تجرؤ على قول لا للولايات المتحدة هو أن أبو ظبي يمكنها أن تضع يديها على أسلحة ومعدات وتقنيات متطورة مماثلة من دول أخرى. قبل أيام فقط ، وقعت عقدًا عسكريًا ضخمًا مع فرنسا لشراء 80 مقاتلة من طراز رافال F-4 و 12 طائرة هليكوبتر هجومية. على الرغم من أن الإمارات العربية المتحدة زعمت أن الاتفاقيتين مستقلتان عن بعضهما البعض ، إلا أنه من الواضح أن وجود الخيارات البديلة قد منحها الجرأة والثقة لمقاومة التنمر الأمريكي.
أعلنت الإمارات في المؤتمر العالمي للجوال لعام 2019 أنها ستستخدم معدات من Huawei لبناء شبكة لاسلكية 5G جديدة ، على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة.
