نور الدين
عادت أنباء الصفقة الإيطالية الشهيرة من جديد بعد أن انتشرت بعض التقارير منتصف هذا العام عن صفقة ضخمة مصرية إيطالية بل إن البعض ذكر أنه تم اعتماد الاتفاق من الحكومة الإيطالية وتشمل عدد 24 طائرة تدريب متقدم طراز Aermacchi M346 وعدد 24 مقاتلة طراز تايفون وعدد 4 فرقاطات طراز فريم بيرجاميني بالإضافة إلى قمر صناعي راداري متطور.
لكن بعد الإعلان عن الصفقة المصرية الفرنسية الضخمة للأعداد الإضافية من مقاتلات الرافال هدأت هذه الأنباء إلى أن بدء مؤخرًا عودة الكلام من جديد عن صفقة مصرية تم توقيعها مع شركة “ليوناردو” الإيطالية على عدد 24 طائرة من طراز Aermacchi M346.
وتعد هذه الطائرة بالرغم من ارتفاع سعرها هي أفضل بديل لطائرات التدريب المتقدم والإسناد الأرضي المصرية من طراز “ألفاجيت” لأنها تعد من أحدث طائرات التدريب من الجيل المتقدم القادر على أداء أدوار هجومية تنافس طائرات القتال الخفيف ويعيبها فقط تكلفتها العالية التي لا تتيح اقتناء أعداد ضخمة منها لاحلال باقي الأساطيل المتقادمة في مصر من المقاتلات الخفيفة والدعم والإسناد البري والبحري والذي قد يتطلب أعدادًا ضخمة تصل إلى ما يزيد عن 100 طائرة.
ولو كان هذا العقد يتضمن نقل تكنولوجيا الطائرة وإقامة خط إنتاج لها في مصر سيكون ذلك فرصة في خفض التكلفة مما يتيح الحصول على الأعداد المطلوبة لاحلال أسطول الالفاجيت والإف 7 والميراج حورس وطائرات k-8 E التي قد تكون استنفذت أعمارها الهيكلية. وتعد النسخة القتالية من طائرات M346 أو ما يطلق عليها M-346-FA طائرة قتال خفيفة قادرة على تنفيذ معظم المهام القتالية وبتجهيز وتسليح وإلكترونيات متقدمة مع بصمة رادرية وحرارية ممتازة. وظهرت هذه النسخة المقاتلة أول مرة خلال فعاليات معرض باريس لطيران الدولي عام 2017. وهي مبنية بشكل أساسي على طائرة التدريب M-346. وتتميز هذه المقاتلة الخفيفة برادارها الإيسا الحديث طراز Grifo-346 بمدى يصل إلى 110- 120 كم وهو مدى مميز جدا لهذه الفئة.
مشكلة هذه الطائرة الوحيدة هي إن أول زبون لها كان سلاح الجو الإسرائيلي لذلك تجد أن أهم بودات الاستطلاع الالكترونية حتى الآن المتوفرة لها هي من إنتاج شركة “رافائيل Rafael” الإسرائيلية. لكن من السهل استبدالها ببودات أخرى من إنتاج الشركات الأوروبية على حسب رغبة الزبون.
كما حصلت هذه المقاتلة على حزمة قوية ومتنوعة من الذخائر سواء جو-أرض ومنها قنابل Mk-82/83 حرة التوجيه وقنابل GBU-12/49/38 الموجهة الذكية بالإضافة إلى قنابل Lizard bombs التي تنتجها شركة “Elbit Systems” الإسرائيلية وهي أيضا من الممكن استبدالها بتسليح أوروبي أو من مصادر محلية.
أما تسليح جو- جو فهو عبارة عن صاروخ AIM-9X Sidewinder الأمريكي او صاروخ Iris-T الألماني.
تعد مشكلة التكلفة الاقتصادية والتسليح والتجهيز الغير مرغوب أحد أهم عيوب هذه الصفقة فعلى سبيل المثال تكلفة المقاتلة الواحدة منها سواء على المدى القريب بشراء المقاتلة وتجهيزها بالإلكترونيات والتسليح المناسب أو على المدى الطويل بتكلفتها التشغيلية والصيانة والدعم الفني سنجد أنها أغلى كثيرًا على سبيل المثال من المقاتلة الباكستانية طراز “JF-17 ثاندر” التي يكرهها الكثيرين بالرغم من الفارق في قوة التسليح التي تصب في مصلحة المقاتلة الباكستانية.
