نور الدين
عادت الأنباء حول فرصة حصول مصر على مقاتلات “الميراج 2000” الإماراتية في ظل اقتراب الإمارات من عقد صفقات تطوير أسطولها الجوي من خلال صفقة الإف-35 الأمريكية وصفقة الرافال الفرنسية حيث يتشكل أسطول مقاتلات القوات الجوية الإماراتية من مقاتلات الإف-16 بلوك 60 صقر الصحراء الأمريكية وهو إصدار خاص بدولة الإمارات العربية المتحدة ومقاتلات الميراج-2000 داش 9 الفرنسية والتي تعتبر الاصدار الأفضل من المقاتلة الفرنسية على الإطلاق.
أسطول مقاتلات الميراج الإماراتية يتشكل من 68 مقاتلة حصلت عليهم من خلال صفقتين منفصلتين، الأولى منهم شملت عدد 36 مقاتلة من المعيار Mirage 2000-5 Mk2 حصلت عليهم نهاية الثمانيات تشمل 22 مقاتلة ميراج 2000 EAD بمقعد واحد متعددة المهام و 8 مقاتلات ميراج 2000 RAD لمهام الاستطلاع الجوى والتجسس و 6 مقاتلات ميراج 2000 DAD بمقعدين للتدريب. والثانية كانت في العام 1998 لعدد 32 مقاتلة بداءت استلامها فى ربيع العام 2003 تشمل 20 مقاتلة ميراج 2000-9 بمقعد واحد و 12 مقاتلة ميراج 2000-9 D بمقعدين للتدريب.
شملت الصفقة أيضاً تطوير 30 مقاتلة من الصفقة الأولى لنفس المستوى الداش 9 مما ليشتمل أسطول الميراج 2000 داش 9 الإماراتي على 62 مقاتلة تم تسليم آخرهم في العام 2009 أي أن المقاتلات لم تصل بعد لمنتصف عمرها التشغيلي.
تتجهز الميراج 2000-9 الإماراتية ببود الاستهداف بالليزر من طراز شهاب وهو نسخة من بود الداموكليس الفرنسي وبود نهار للملاحة ورادار طراز RDY-2 جو-أرض كذلك هي مجهزة بنظام إجراءات مضادة للحرب الإلكترونية طراز IMEWS.
أيضًا الميراج 2000 داش 9 الإماراتية قادرة على حمل أسلحة حديثة مثل القنابل الموجهة من طراز AASM HUMMER وصاروخ الكروز سكالب البلاك شاهين وصواريخ الجو جو الميكا بنوعيه الراداري والحراري أي تحمل نفس تسليح مقاتلات الرافال.
ومنذ العام 2012 تعمل الإمارات على تطوير قواتها الجوية في ضوء رؤية مستقبلية للتهديدات والمخاطر المحيطة من خلال مفاوضات مع شركة داسو لحيازة عدد 60 مقاتلة رافال.
ومن أيام أشارت وسائل الإعلام الفرنسية إلى تقدم كبير في المفاوضات وأنه من الممكن أن يتم الإعلان عن عقد الصفقة نهاية هذا العام خلال زيارة الرئيس الفرنسي إلى أبوظبي يوم 2 ديسمبر.
أيضاً انخرطت في مفاوضات مع روسيا تشمل مقاتلات سوخوي 35 ومقاتلة الجيل الخامس سوخوي 57 لكنها كانت مفاوضات شكلية فقط للتأثير على الحليف الأمريكي بغرض الحصول على مقاتلة الجيل الخامس الأمريكية إف-35 لايتنينج الثانية وهو الأمر الذي بات قريبًا على خلفية اتفاقية التطبيع مع إسرائيل حيث تم منحت الولايات المتحدة موافقتها فعلاً على صفقة حيازة الإمارات عدد 50 مقاتلة إف 35 أمريكية.
لذلك في ضوء كل هذه المتغيرات ونجاح الإمارات في الحصول على 50 مقاتلة إف-35 أمريكية و60 رافال فرنسية أن تقوم الإمارات بالتخلي عن أسطول مقاتلات الميراج 2000 داش 9 بالكامل والعملاء الراغبين فيه كثر حيث تشمل القائمة العراق وليبيا واليونان مرورًا بباكستان لاستبدال مقاتلات الميراج 3 و 5.
وبالطبع مصر ليست ببعيدة فالميراج 2000 الإماراتية محل اهتمام القوات الجوية المصرية لتدعيم أسطولها الجوي وتعويض الجانب الكمي لديها في ضوء خروج مقاتلات الميراج 5 ، فمصر هي أول مشغل خارجي لمقاتلات الميراج 2000 الفرنسية وتمتلك بالفعل قاعدة تشغيلية جاهزة لها من طيارين وفنيين ومنشآت للعمرة والصيانة تجعلها قادرة على استيعاب مقاتلات الميراج الإماراتية داخل القوات الجوية المصرية بشكل سريع وفعال. كذلك القوات الجوية المصرية عميل وفي للصناعات الجوية الفرنسية منذ السبعينيات واستمرار هذا الأمر مؤكد مع خطط مصر المستقبلية بخصوص مقاتلات الرافال من حيث زيادة أعدادها بالخدمة مع اعتماد برامج التطوير والتسليح مستقبلية لها فحتى الآن مصر تشغل 24 مقاتلة رافال فعلا منتظر أن تصل إلى 54 مقاتلة في 2026 مع اكتمال تسليم صفقة 2021 مع خطط لتشغيل 100 مقاتلة.
أيضًا أسطول الميراج 2000 المصري يشهد اهتمام كبير مؤخرًا من حيث الحالة الفنية الممتازة التي ظهر عليها خلال المناورات الأخيرة كذلك ظهور ذخائر الطارق على المقاتلات المصرية كل ذلك أكد على أن استمرار وجود مقاتلات الميراج 2000 بالخدمة لدى القوات الجوية المصرية أمر مرغوب بشدة بسبب الحاجات العملياتية ولتوحيد مفاهيم العمل والصيانة والتسليح مع الرافال وبكل تأكيد حصول مصر علي نصيب من المقاتلات الإماراتية سيحقق هذا الامر بشكل أكثر من مرضي لمصر.
إضافة لكل ذلك العلاقات المتميزة بين مصر والإمارات وفرنسا ستجعل الصفقة تتم بشكل سلس يرضي الدول الثلاث ويجعلهم جميعا رابحين منها.
https://youtu.be/15wU3FFqI74
