نور الدين
بدأ معظم الناس التفكير في نفس سيناريو حاملات الميسترال ، لكن أزمة الغواصات فيها اختلافات قليلة.
أولا وقبل أي شئ لا يملك أحد معلومة أكيدة عن سبب التحركات الأمريكية الفترة الأخيرة ، لكن مؤكد أنه شئ طبيعي في سوق السلاح وحصل كثيرًا ويحصل.
هيمنت أمريكا فعلا أكتر من مرة سوق سلاح من الروس مثل ما حصل مع بعض دول شرق آسيا في سوق المقاتلات.
تعرف على أبرز الغواصات النووية التي تمتلكها فرنسا
في الـ 5 سنوات الأخيرة فتح سوق مبيعات قوي أمام الفرنسيين بعد عقد كامل من الركود وكان بدايته مصر مع صفقة الرافال في 2015 ، حيث عانت قبل ذلك في الوصول لاتفاق مع الإمارات وتفضيل بعض الدول لمقاتلات أخرى على الرافال لاعتبارات اقتصاديه مثل البرازيل واختيارهم “الجريبن” السويدية رغم تفوق الرافال في الأداء.
فرنسا كسبت 5 مستخدمين جدد للرافال في آخر 5 سنوات فقط ! والرافال دائما تكون في منافسة مع أقوي المقاتلات في العالم منهم الـ F-35 الأمريكية – فرنسا في السنوات الأخيرة كانت منافس قوي جدًا في سوق السلاح الأمريكي وكانت بدأت فعلاً تكسب مبيعات على كل المستويات تقريبًا وكان أبرزها البحرية والجوية.
فكان لأمريكا منافسين من الشرق والحلفاء في الغرب أيضًا – لذلك الموضوع يميل لأكتر كونه صراع اقتصادي أكثر ما يكون سياسي “من وجهة نظري”.
أما بخصوص أزمة الغواصات ومصر ، بصراحة فكرة دخول مصر كمستخدم بديل للصفقة الأسترالية أمر صعب جدا لأكتر من سبب:
الصفقة ضخمة جدًا كقيمة عقد تتجاوز الـ 50 مليار دولار ، ولو فكرنا أنه ليس ضروري الحصول على قيمة العقد بالكامل لكن التفكير في عدد محدود ، الجدال هنا سيكون أوسع.
حاليًا مصر فعلاً وبحسب مصادر كثيرة تدرس عروض غواصات إضافية بالإضافة للـ 4 غواصات الألمانية التي استلمتها بالكامل – ومن أبرز الاقتراحات كانت غواصات الـ Type-214 الألمانية ، والكيلو الروسية وغواصات S26T الصينية.
لو فكرنا في الغواصات الفرنسية ، فهي مكلفة جدًا بالمقارنة مع الغواصات التي اشترتها مصر من ألمانيا مؤخرًا – قيمة الغواصة الفرنسية الواحده تتجاوز الـ 3 مليار دولار مقابل 1،6 مليار لعدد 2 غواصة U-209 دفعتهم مصر في الصفقة الاخيرة!
حتى لو منح الفرنسيين تسهيلات من ناحية التكلفة ، هل مصر فعلاً محتاجة هذا النوع من الغواصات التي تعمل بطاقم يتكون من ضعف عدد طاقم الغواصات الموجودة في الخدمة حاليًا؟
الحقيقة الجواب على السؤال صعب ولن يقدر أحد أن يُحدد احتياجات البحرية المصرية وهل هذا النوع من الغواصات دخوله الخدمة ضروري أو البحث عن بديل أرخص هو الأفضل.
لكن هناك نقطة مهمة “من وجهة نظري” ، حصول مصر على غواصات لها قدرات هجومية ، يعني يكون لها قدرات إطلاق صواريخ كروز بمدى يتجاوز الـ 300 كم – فهل فرنسا ممكن تكسر الالتزام باتفاقية الـ MTCR وتصدر هذا النوع من الصواريخ لمصر ؟! – سؤال صعب جدًا.
المصدر الوحيد الذي ممكن أن تحصل منه مصر على هذه القدرات هي الصين كونها من الدول القليلة الغير ملتزمة بمنع تصدير صواريخ تتجاوز مدى 300 كم وهو نفس كلام الصحف الإسرائيلية في وقت تسريب أخبار العرض الصيني على مصر لغواصاتها.
إلا لو امتلكت مصر قدرة محلية لإضافة هذا النوع على غواصتها بنفس أسلوب إسرائيل مع غواصاتهم بعد رفض أمريكا بيعهم التوماهوك في 1999.
الأمور عمومًا لو أمكن استغلالها ، لا أظن أنها متوقفة على الحصول على شئ بعينه – لكن ممكن الاستفادة للحصول على بدائل أخرى.
مقال رأي
