تسبب الانسحاب المفاجئ للولايات المتحدة من أفغانستان وانهيار الحكومة الأفغانية في اضطراب العديد من الحلفاء الأمريكيين خاصة في منطقة الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ.
ربما أثار سحب أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من المملكة مؤخرًا مخاوف في المملكة العربية السعودية ودفع الدولة الغنية بالنفط إلى الاقتراب من روسيا.
وقع نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان ونظيره الروسي الشهر الماضي اتفاقية تعاون عسكري مهمة في معرض أسلحة خلال زيارته للعاصمة موسكو.
وأعلن الأمير خالد الاتفاق في تغريدة على تويتر ، مشيرًا إلى أن الصفقة “تهدف إلى تطوير التعاون العسكري المشترك بين البلدين”. وأعلن لقائه بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ، والذي قال إنه يهدف إلى “استكشاف سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي” بين روسيا والمملكة.
واعتُبر توقيع اتفاقية التعاون العسكري بين البلدين ، التي جائت في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تغادر أفغانستان ، على أنه تطور مهم. كانت المملكة العربية السعودية حليفًا للولايات المتحدة منذ عقود ، وقد اعتمدت على البلاد في جميع احتياجاتها الأمنية.
يقول الخبراء إن انسحاب الولايات المتحدة المتسرع من أفغانستان ، والذي تسبب في منح السلطة لطالبان ، ربما كان المسمار الأخير في العلاقات الأمنية السعودية الأمريكية. المملكة التي اعتمدت تقليدياً على حليفتها أمريكا في الشؤون الدفاعية لم تعد تثق في واشنطن في ظل إدارة بايدن الجديدة.
قد تكون صفقة الدفاع الأخيرة مع روسيا بداية تحول جذري في السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية في ضوء الحقائق الجيوسياسية الجديدة التي تتشكل في الشرق الأوسط بعد هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية.
محاولات إدارة بايدن للاتفاق مع إيران من خلال تجديد اتفاق أوباما النووي عقد الأمور وزاد من اضطراب الشراكة الاستراتيجية السعودية الأمريكية.
أثار القرار الأمريكي الأخير بسحب أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة مثل أنظمة “باتريوت” و”ثاد” من المملكة المزيد من غضب السعوديين. ويأتي هذا التطور على خلفية استمرار الضربات الصاروخية الإيرانية والحوثية على منشآت النفط والمطارات السعودية.
ربما يكون سحب الولايات المتحدة لأنظمة دفاعها الجوي قد ترك المملكة عرضة لضربات جديدة من اليمن ، حيث تم تسليح ميليشيات الحوثيين بصواريخ باليستية وطائرات بدون طيار الهجومية إيرانية.
يقول الخبراء إن المملكة ، في هذا المنعطف ، قد تضطر أخيرًا إلى إبرام صفقة نظام الدفاع الجوي إس-400 مع الروس والتي كانت تتفاوض عليها منذ سنوات عديدة (للظغط على الأمريكيين).
النظام قادر على حماية المملكة من الهجمات الصاروخية المتزايدة المدعومة من إيران وسيساعد على تأمين أصولها وسط جوارها غير مستقر.
وتُظهر صور أقمار صناعية حصلت عليها “أسوشيتد برس” في أواخر أغسطس من قاعدة الأمير سلطان الجوية ، 115 كيلومترًا (70 ميلًا) جنوب شرق الرياض ، غياب منصات البطاريات ، مما يشير إلى أن المعدات قد تم نقلها من قبل القوات الأمريكية.
Satellite photos analyzed by The Associated Press show the 🇺🇸 U.S. has removed its most advanced missile defense system and Patriot batteries from 🇸🇦 Saudi Arabia in recent weeks. pic.twitter.com/FgVgaXrdhr
— INTELSky (@Intel_Sky) September 11, 2021