نور الدين
يمكن لمصر والجزائر والمغرب أن تكون جميعها مرشحة كأقوى قوة جوية في إفريقيا ، على الأقل في عام 2020.
تمتلك دول شمال إفريقيا الثلاثة معدات مميزة في قواتها الجوية. على سبيل المثال ، أبرز ما يمتلكه المغرب هو المقاتلة “إف-16” الأمريكية الصنع ، والجزائر “سوخوي 30” روسية الصنع ، ومصر “رافال” الفرنسية الصنع و”سو-35″ الروسية الصنع.
ومع ذلك ، لم تتوقف الدول الثلاث عن الاستمرار في تحديث ترساناتها الجوية. واصل المغرب شراء 24 مقاتلة من طراز “إف-16 بلوك 70” من الولايات المتحدة ، ووسعت الجزائر أسطولها الخاص من مقاتلات “سوخوي” – يقال إنها قد تعاقدت على Su-57E الشبح. وبالمثل ، لم تبطئ مصر وتيرة توسيع قوتها الجوية. في مايو 2021 ، تعاقد سلاح الجو المصري على 30 مقاتلة أخرى من طراز رافال من فرنسا بسعر إجمالي قدره 3.95 مليار يورو.
قد يستغرق تسليم طائرات رافال المقاتلة الحديثة بعض الوقت ، لكن ترسانة القوات الجوية المصرية بدأت بإضافة معدات جديدة ، بما في ذلك طائرات سو-35 المقاتلة من روسيا. وبحسب مصادر مصرية ، ستمتلك مصر 17 مقاتلة من طراز سو-35 هذا العام ، تم تسليم 5 منها العام الماضي ، ويتم تصنيع 12 حاليًا وسيتم تسليمها قريبًا إلى القوات الجوية المصرية. بالإضافة إلى ذلك ، من المتوقع إنتاج ما يصل إلى 10 طائرات سو-35 في روسيا. تم توقيع عقد هذه الصفقة من المقاتلات في عام 2018. ووفقًا لتقارير من وسائل الإعلام الرئيسية في ذلك الوقت ، استوردت مصر 24 (أو 26) مقاتلة من طراز سو-35 من روسيا بسعر إجمالي قدره 3 مليارات دولار أمريكي. لكن ، وفقًا للوضع الحالي ، كان من المفترض أن توقع مصر وروسيا أكثر من 24 طائرة (26 طائرة).
علاوة على ذلك ، في عام 2020 ، تشوه وسائل الإعلام الغربية باستمرار القدرة الإنتاجية لروسيا. وفقًا للعقد الموقع بين مصر وروسيا ، سيتم تسليم طائرتين سو-35 في عام 2020 ، وسيتم الانتهاء من تسليم جميع المقاتلات بحلول عام 2022. ومع ذلك ، منذ أول طائرة مقاتلة سو-35 (رقم 06411) تم إنتاجها لمصر في مايو 2020 ، اعتبرت العديد من وسائل الإعلام أن روسيا تأخرت بشكل كبير في إنتاج سو-35 لمصر. ومن المتوقع أن يتم تسليم مقاتلة واحدة على الأكثر من طراز سو-35 إلى مصر في عام 2020 ، وسيتم الانتهاء من تسليم جميع المقاتلات في عام 2023 أو حتى عام 2024. لقد استخدمت صناعة الطيران الروسية الحقائق لإثبات خطأ تكهنات وسائل الإعلام الغربية. حيث إنه ليس من الصعب إتمام تسليم 24 مقاتلة أو أكثر من سو-35 في عام 2022.
مصر ستمتلك 60 مقاتلة من الجيل الرابع والنصف
يمكن القول أنه من المؤكد أنه إذا حصلت مصر على أكثر من 20 مقاتلة من طراز سو-35 ، بالإضافة إلى مقاتلات “رافال” الجديدة التي ستصل الواحدة تلو الأخرى ، سيكون لدى مصر ما يقرب من 60 طائرة مقاتلة من الجيل الرابع والنصف في المستقبل القريب.
إسرائيل وحدها ، التي تمتلك مقاتلات F-35A الشبح الأمريكية الصنع ، قوة جوية أقوى من مصر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها.
وعلى الرغم من أن مقاتلات الجيل الرابع ونصف أقل قليلاً من مقاتلة الجيل الخامس في القدرات القتالية الشاملة ، إلا أنها لا تزال تتمتع بمزايا لا تُضاهى مقارنة بالعديد من مقاتلات الجيل الرابع. حتى لو وصلت 24 مقاتلة من طراز إف-16 بلوك 70 التي اشتراها المغرب ، فإنها لا تمثل سوى ثلث عدد مقاتلات الجيل الرابع ونصف في سلاح الجو المصري.
بالطبع ، إذا اشترت الجزائر بالفعل Su-57E الشبح ، فستكون لها ميزة معينة على القوات الجوية المصرية. ومع ذلك ، وفقًا للقدرة الإنتاجية الحالية لمقاتلات سو-57 الروسية ، تشير التقديرات إلى أن الأمر سيستغرق عدة سنوات لبدء تصدير مقاتلات Su-57E. بحلول ذلك الوقت ، قد تدخل القوات الجوية المصرية أيضًا نادي طائرات الجيل الخامس.
اشترت مصر الطائرة المقاتلة سو-35 تحت ضغط هائل من الولايات المتحدة. ووفقًا لـ “قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA) الذي سنته الولايات المتحدة ، إذا اشترت مصر أسلحة من روسيا ، فإنها ستواجه عقوبات من الولايات المتحدة. لذلك ، فإن شراء السلاح بين مصر وروسيا يجعل العلاقة بين الجانبين أكثر عمقًا. وقد تفتح روسيا كل أبوابها لمصر وتبيع لها بعد ذلك مقاتلات Su-57E في المستقبل. بالطبع ، إذا لم يرغب الأمريكيون في استمرار ترسانة مصر في توسيع شراء أسلحة ومعدات من روسيا ومنعها من شراء Su-57E ، فيجب عليهم بيع أسلحة أمريكية أكثر تقدمًا لمصر. اليوم ، تشير التقديرات إلى أن مقاتلات F-35A الأمريكية فقط هي التي يمكنها جذب اهتمام المصريين.
بغض النظر عما إذا كانت مصر ستشتري Su-57E الروسية في المستقبل أو ستحصل على F-35A من الولايات المتحدة ، فإن القوات الجوية المصرية مع مقاتلات سو-35 ورافال ستكون أقوى قوة جوية في المنطقة الأفريقية بأكملها.
