in

موقع استخباراتي يكشف ضغوطًا تمارس على فرنسا لعرقلة حصول مصر على غواصات سكوربيون Scorpene 2000

موقع استخباراتي يكشف ضغوطًا تمارس على فرنسا لعرقلة حصول مصر على غواصات سكوربيون Scorpene 2000

تاريخيًا ، حافظت القوات البحرية المصرية على سلاح غواصات متقدم للغاية بلغ 12 غواصة على الأقل حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي وشارك سلاح الغواصات المصري في القيام بأدوار مجيدة شكلت ضغطًا هائلاً على قدرات العدو وقت الحرب وأصابت اقتصاده بالعجز والشلل وهددت بتجويع سكانه إذا استمر حصار الغواصات المصرية له حيث تمركزت الغواصات المصرية في حرب أكتوبر في منطقة باب المندب قبل بدء حرب أكتوبر 73. ومع بداية الحرب فرضت الغواصات المصرية حصارًا خانقًا عليه ومنعت تدفق إمدادات النفط والتجارة وبكل أنواعها ومنعت أي سفن متوجهة إليه من المرور وكأن ذلك درس قاسي وقيمة كبيرة لسلاح الغواصات المصرية عند بناء استراتيجية استخدامه على حصار العدو وشل اقتصاده وإمدادته الأساسية سواء العسكرية أو التجارة واللوجستية وكان هذا الحصار أحد أكثر عوامل الضغط لانهاء الحرب والبدء في المفاوضات وفق ما يحقق الإرادة المصرية.

 

كما كانت مصر متقدمة كذلك في امتلاك قدرات مكافحة الغواصات وظهر ذلك واضحًا في عملية إغراق الغواصة داكار الإسرائيلية البريطانية الصنع في يوم 6 مارس 1968 بينما كانت الغواصة قادمة من إنجلترا وإسرائيل تتهيئ لاستقبال الغواصة في حفل دعائي ضخم في ميناء حيفا. صدرت الأوامر لطاقم الغواصة بقيادة يكوف رعنان بالتوجه إلى الشواطئ المصرية للقيام بأول عملية تجسس وجمع معلومات وعندما اقتربت الغواصة من الشواطئ والمياه الاقتصادية المصرية تم التعامل مع الغواصة بواسطة قذائف الأعماق المضادة للغواصات ما أدى إلى إغراقها وهو ما أعلنه موشي ديان أمام الكنيست الإسرائيلي.

 

ومن هذه التجارب خلصت إسرائيل وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أنه يجب تقليص قدرات الغواصات المصرية لخطرها الاستراتيجي وتفعيل رقابة حادة على سلاح الغواصات المصري.

 

مارست الولايات المتحدة ضغوطًا شديدة على مصر لعدم شراء السلاح من مصادر غير أمريكية وقدمت التمويل من المساعدات الأمريكية لإغراء مصر بعدم جدوى ذلك وليسهل عليهم مراقبة خطط التسليح المصرية والتحكم فيها و صياغة التوازن الإقليمي وفق رؤيتهم وأهوائهم.

 

في بداية التسعينات رأت مصر أن الغواصات السوفييتية من نوع ويسكي خطة لتطوير سلاح الغواصات وبالفعل ولم يتبقى سوى 4 غواصات روميو الصينية ، وكانت الخطة المصرية بالحصول على صفقتين لغواصات جديدة على أن تمول من المعونة العسكرية الأمريكية وقت أن كانت أمريكا قد أوقفت انتاج غواصات الديزل وتعتمد في بحرياتها على الغواصات العاملة بالدفع النووي فهو ما تم استغلاله لعرقلة الخطط المصرية وتأخيرها فجمعت مصر 6 عروض لغواصات تعمل بالديزل ليتم بنائها في الولايات المتحدة وفق ما ذكر موقع دوتش سبمارينز
الغواصة الاولي هي الغواصة الالمانية من نوع Type_209.

 

أما الغواصة الثانية فكانت الغواصة الفرنسية سكوربيون النسخة الأولى وكانت تكلفتها 700 مليون.

 

أما الغواصة الروسية كيلو كلاس وكان هذا عرضًا غريبًا والأغرب هو موافقة روسيا على ذلك وأثار هذا غضب ومعارضة الكونجرس الأمريكي.

 

أما الغواصة الرابعة فكانت الغواصة الهولندية موراي الأضعف كثيرًا من الغواصات الإسرائيلية وتمت الموافقة على إنتاجها في ولاية مسيسبي.

 

قامت مصر بتوقيع صفقة غواصات مع ألمانيا من نوع تايب_209 ولكنها جائت منقوصة المواصفات وأقل من نظيراتها في المنطقة حيث لم يتم تجهيزها بنظام الدفع الهوائي المستقل AIP الذي يساعد على بقاء الغواصات في صمت أكبر ولفترات أطول تحت الماء كما أنها غير مجهزة بصواريخ الهجوم البري وغير مجهزة بمنظومات الدفاع الجوي عمق جو كالذي تتجهز به الغواصات التركية والإسرائيلية ولكنها مميزة ضد الغواصات بسوناراتها وطوربيداتها المتقدمة وضد السفن بصواريخ عمق سطح المكبسلة من نوع هاربون.

 

لذلك سعت مصر مؤخرًا للتعاقد على الغواصات الفرنسية المتقدمة من نوع سكوربيون 2000 النسخة الجديدة التي تم الإعلان عنها في معرض يورو نافال 2016 والتي تتميز بأنها مجهزة بجميع التجهيزات التي كانت تنقص الغواصات الألمانية من نظام دفع هوائي مستقل AIP وصواريخ كروز للهجوم البري من نوع MDCN التي تعتبر نسخة تصديرية من الصاروخ الفرنسي سكالب نافال بمدى يتوافق مع اتفاقية تحديد مدى المقذوفات للهجوم البري وصواريخ إكزوسيت بلوك 3 المكبسلة المضادة للسفن وبالطوربيد المتقدم الثقيل من نوع F-21 ومنظومة للدفاع الجوي عمق جو متوسطة المدى بصواريخ ميكا الجيل الجديد بمدى من 40 الى 50 كم بالإضافة إلى منظومة في غاية التقدم للحماية الذاتية وحزمة مستشعرات وسونارات تجسس ومراقبة من فئة المستخدمة على غواصات الدول العظمى في الغواصات النووية محشورة في غواصة ديزل ببدن من الفولاز لا تتجاوز إزاحتها 2200 طن واشترطت مصر تصنيع الغواصة سكوربيون محليًا في مصر في أحواض بناء السفن المصرية وعقب لقاء الرئيس السيسي رئيس شركة نافال جروب الفرنسية المصنعة للغواصة زارت وفود فرنسية أحواض بناء السفن المصرية خصوصًا حوض بناء تمت الإشارة إليه في قاعدة 3 يوليو جروجوب البحرية الجوية ولكن وفقًا لموقع تكتيكال ريبورت هناك معارضة شديدة تعرضت لها فرنسا من إحدى الدول في المنطقة لهذه الخطوة وهذه الصفقة دون أن يشير موقع تكتيكال ريبورت إلى الدولة.

 

فهل ستقبل فرنسا تلك الاعتراضات الإسرائيلية لتصنيع الغواصات في مصر أم أنها ستمضي قدمًا في الصفقة كما حدث في حصول مصر صواريخ ميتيور والسكالب؟

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

باكستان توقع مذكرة تفاهم مع تركيا للإنتاج المشترك للطائرة بدون طيار أنكا ANKA

باكستان توقع مذكرة تفاهم مع تركيا للإنتاج المشترك للطائرة بدون طيار أنكا ANKA

إثيوبيا تستعرض مقاتلاتها من طراز سو-27 مسلحة بصواريخ جو-جو

إثيوبيا تستعرض مقاتلاتها من طراز سو-27 مسلحة بصواريخ جو-جو