in

الولايات المتحدة تختبر نظامها الدفاعي الصاروخي القوي إيجيس Aegis ضد الصواريخ الباليستية

الولايات المتحدة تختبر نظامها الدفاعي الصاروخي القوي إيجيس Aegis ضد الصواريخ الباليستية

قالت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية (MDA) إن الجيش الأمريكي أجرى اختبارًا لنظام الدفاع الصاروخي الباليستي إيجيس Aegis ، ونجح في اعتراض هدف واحد على الأقل.

 

أبلغت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية يوم أمس السبت أن “وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية ، بالتعاون مع البحرية الأمريكية ، أجرت اختبار الطيران لنظام سلاح Aegis 33 في منطقة المحيط الواسعة شمال غرب هاواي ، في 24 يوليو”.

 

كان الهدف هو اعتراض صاروخين باليستيين قصيري المدى باستخدام أربعة صواريخ من طراز Standard Missile-6 Dual II.

 

وقالت MDA: “بناءً على الملاحظات الأولية ، تم اعتراض هدف واحد بنجاح. في الوقت الحالي ، لا يمكننا تأكيد تدمير الهدف الثاني”.

 

كانت هذه التدريبات الأكثر تعقيدًا من هذا النوع حتى الآن ، وفقًا لـ MDA ، باستخدام هدفين اختباريين والمدمرة USS Ralph Johnson المزودة بنظام الدفاع الصاروخي Aegis. كانت هذه ثالث تجربة طيران لسفينة مجهزة بنظام إيجيس باستخدام صاروخ SM-6 Dual II.

 

في وقت سابق ، ذكرت وكالة الدفاع الصاروخي (MDA) أن التثبيت المؤقت والتكامل لنظام Aegis Ashore الأمريكي مع بطاريات الدفاع الصاروخي في بولندا سمح بسلسلة من الاختبارات قبل النشر الدائم للنظام.

 

وقالت MDA في بيان صحفي: “نظام سلاح إيجيس … تم تفكيكه وإعداده مؤقتًا في منشأة تفعيل الموقع لإنشاء موقع متكامل في بولندا Aegis Ashore للاختبار قبل التثبيت الدائم”.

وقال البيان إن الموقع المتكامل سمح باختبار العديد من السيناريوهات المحاكية التي توضح نجاح الدفاع الصاروخي الباليستي (BMD) ، والانخراط في التهديدات عن بعد والإطلاق على عدة تهديدات بعيدة.

 

بالإضافة إلى ذلك ، سمح التثبيت للمهندسين بتحديث أجهزة وبرامج نظام سلاح Aegis وتصحيح مشكلات المعدات التي كان من الممكن أن تتسبب في تأخير البدء النهائي للعمليات إذا تم اكتشافها أثناء التثبيت الدائم.

 

نظام الدفاع الجوي الأطول في العالم الأمريكي “إيجيس للدفاع ضد الصواريخ الباليستية” Aegis BMD

 

نبذة تاريخية بسيطة

كثيرون يظنون أن “إيجيس” هي نوع من أنواع صواريخ الدفاع الجوي ، في الواقع الأمر أعقد كثيرًا من كونه مجرد نظام للدفاع الجوي.

تعود جذور نظام الإيجيس إلى خمسينيات القرن الماضي حينما بدأ الأمريكان يفطنون إلى أن عهد البوارج الحربية العملاقة المزودة بالمدافع العملاقة ومدافع الدفاع الجوي قد شارف على الإنتهاء وأن هذه البوارج العملاقة (رغم ضخامتها وقوتها النيرانية الرهيبة) تقف عاجزة أمام الأجيال الجديدة (جديدة وقتها طبعا) من الصواريخ المضادة للسفن السوفيتية وأن قدراتها في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الجوية الحديثة (حديثة وقتها طبعًا) محدودة جدًا وأن قدراتها التدميرية الفعالة بدقة محدودة. لذا شرع الأمريكان في إنشاء نظام قتالي متكامل لسفنهم الحديثة وأسموه “إيجيس” ويشمل الدمج بين منظومات الدفاع الجوي القريب والمضاد للصواريخ الجوالة تحديدًا والمدفعية المضادة للطيران الموجهة راداريًا والصواريخ المضادة للسفن ومر بالكثير من التطويرات عبر الـ60 عاما الماضية.

كما نري فالنظام عمره أكثر من 60 عاما حاليا فما هو الجديد؟؟؟

في عهد الرئيس الأمريكي “رونالد ريجان” والمعروف بهوسه بمشورع “حرب النجوم” والذي كان يهدف للقضاء نهائيًا على خطورة الصواريخ الباليستية السوفيتية عبر سلسلة من الأقمار الصناعية المجهزة بالمدافع الكهرو مغناطيسية والتي تستطيع تدمير أي هدف خارج نطاق الغلاف الجوي. كما نرى ففكرة المشروع مجنونة ومكلفة جدًا وكانت هناك الكثير من الصعوبات التكونولوجية التي واجهته في ثمانينيات القرن الماضي لذا قرر البنتاجون التخلي عن تلك الفكرة المجنونة (خصوصًا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي) والإتجاه إلى فكرة أكثر منطقية وهي الـ LEAP.

LEAP اختصار لجملة Lightweight Exo Atmospheric Projectile وطبعًا الجملة توضح الفكرة من المشروع
فالمشروع سيعتمد على سلسلة من الرادارت الرهيبة من سلسلة AN/SPY-1،2،3 (إنتاج لوكهيد مارتن ثم رايثيون) والتي تعتبر مواصفاتها وقدراتها من أسرار الولايات المتحدة ولكن الأقاويل شبه الرسمية تتحدث عن أن الأجيال القديمة من هذه الرادارات تستطيع تعقب كرة جولف (نعم كرة جولف) على بعد 160 كم. الأجيال الحديثة رادارات “إيسا” بقدرات تزيد على ضعف القديمة على الأقل والرادارات سيتم وضعها على سلسلة مدمرات الصواريخ الأمريكية “أرليه بورك” وطرادات الدفاع الجوي “تايكونديروجا”.

كما أنها ستعتمد على صواريخ “رايثيون” الجديدة RIM-166 SM2 وSM3 والتي يبلغ طولها 6.55 متر ووزنها 1500كجم ومداها 2500 كم وأقصى ارتفاع لها 1500 كم أي أنها على عكس كل النظم المضادة للصواريخ الباليستية الحديثة تستطيع اعتراض أي صاروخ خارج نطاق الغلاف الجوي تماما مما يلغي أي خطورة لرؤوس الدمار الشامل التي قد يحملها الصاروخ.

الصاروخ مكون من 4 مراحل تعمل كلها بالوقود الصلب حيث يتم رصد الهدف برادار الـ AN/SPY ثم يتم إطلاق الصاروخ مع توجيهه باستمرار بواسطة الرادار مع مساعدة من الأقمار الصناعية و نظام الجي بي إس لزيادة الدقة وبعد خروجه خارج الغلاف الجوي يتم فصل المرحلة الثالثة ويبدأ الرأس الحربي البحث عن الهدف بمساعدة السفينة الأم طبعا وباستعمال نظام TADCS يصطدم الرأس الحربي بالهدف ويكون اصطدامه بهذه السرعة مكافئ لقوة تفجيرية تبلغ حوالي 31 كجم من التي أن تي فالرأس الحربي لا يحمل أي متفجرات ويعتمد على تقنية Hit to Kill مثل باقي النظم الأمريكية المشابهة.

بدأت التجارب النهائية للمشروع في أواخر التسعينيات وتسارعت في عهد جورج بوش الإبن والذي قرر إدخال النظام للخدمة في 2004 بعد تجربتين ناجحتين فقط.

بدأ إدخال النظام وتزويد السفن الأمريكية من طراز “أرليه بورك” و “تايكونديروجا” بها وسار الرئيس الأمريكي باراك أوباما على نهج سلفه جورج بوش في هذا الأمر وفي 2008 نجح الأمريكان في تدمير قمر صناعي فاشل قبل اصطدامه بالغلاف الجوي على ارتفاع 240 كم باستعمال صاروخ واحد. وبحلول 2012 كان قد تم تزويد 62 سفينة بهذا النظام وهذه الصواريخ طبعًا مع التطوير المستمر.

 

تم إجراء 35 تجربة على هذا النظام منذ دخوله للخدمة في 2004 ونجحت 29 تجربة منهم لكن تبقي المشكلة الرئيسية والتهديد الباليستي الرئيسي الذي لا يغطيه هذا النظام هو الصاروخ البايستي الصيني المضاد للسفن DF-21 والذي يرى الكثير من المحللون العسكريون الأمريكيون أنه مشكلة حقيقية وإن كان المسؤولين في البنتاجون لا يشاطرونهم هذا الرأي ويرون أن نظم CIWS وRAM بمعاونة أنظمة التشويش الرادارية والإلكترونية الموجودة على المدمرات الأمريكية قاردة على التصدي له.

كما أن هذا النظام بهذه الصواريخ قد تم بيعها لليابان للعمل على المدمرات اليابانية من طرز “كوجو” لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية المتزايدة وقتها وأجرت اليابان تجربة ناجحة عليها في 2007. وتقوم شركة “ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة” اليابانية بالتعاون مع رايثيون الأمريكية بتطوير بلوك مخصوص من صواريخ الستاندارد SM-3 حملت اسم SM-3 Block IIA.

كما أن الولايات المتحدة قامت بتطوير نسخة خاصة من صاروخ SM-3 يعمل من خلال قواعد أرضية وكلنا يذكر المشكلة التي حدثت بين روسيا والولايات المتحدة في عهد جورج بوش بسبب الدرع الصاروخية والتي شملت وضع صواريخ مضادة للصواريخ الباليستية في 10 قواعد ببولندا الأمر الذي رفضته روسيا بشدة واعتبرت أن الرد عليه لن يكون دبلوماسيًا بل عسكريًا (كان المقرر وضع صواريخ ذات قدرات أفضل من الستاندارد SM-3) وفي 2009 قرر الرئيس الأميركي باراك اوباما إلغاء المشروع مع الاكتفاء بنشر السفن الأمريكية العاملة بنظام الإيجيس Aegis BMD في البحر المتوسط والبحر الأسود والعمل على نشر النسخ الأرضية من صاروخ الستاندارد SM-3 في بولندا ورومانيا مستقبلاً بحلول 2018.

 

أبدت تركيا اهتمامها الشديد بصواريخ الستاندارد SM-3 لتزويد فرقاطات الدفاع الجوي المستقبلية لها TF-2000 بها ولكن دون استعمال نظام إيجيس بل باستعمال نسخة مطورة من النظام التركي “جينيسيس” والمصمم بواسطة شركة “هافيسلان” التركية والموجود على الفرقاطات التركية “أوليفر بيري” كما أنه يقال أن شركة “أسيلسان” التركية تعمل على محاولة صنع رادار شبيه بالـ AN/SPY لاستعماله بدلاً من الرادار الأمريكي.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لماذا اشترت مصر طائرة MiG-29M الروسية عندما كانت تمتلك بالفعل طائرة F-16C الأمريكية: نظرة على خطط تحديث الأسطول المصري المستقبلية

ميج ضد سوخوي: لماذا تراهن القوات الجوية الهندية على طائرات ميج-29 المقاتلة على حساب سو-30 إم كي آي ضد الصين

تحطم مقاتلة Su-30 كازاخستانية فوق بلخاش

شركة “روس أوبورون إكسبورت” تُعلن عن توقيع عقد لتصدير مقاتﻻت سوخوي Su-30 SME لدولة مجهولة