نور الدين
ثلاث منظومات جوية دفاعية عالية التسليح تنتشر حول سد النهضة الإثيوبي ، عين مصر تحاصر المنظومات وتدرسها وتفندها صاروخا صاروخا وطائرة طائرة وطلقة طلقة.
بعد رد مبهم وبارد من مجلس الأمن جعل مصر تستشيط غضبًا. “لا نستطيع فعل الكثير حيال سد النهضة ، سنجمع مصر والسودان وإثيوبيا ليعبروا عن مخاوفهم ونشجعهم على الحوار”. بهذا الجواب لم تترك المنظمة كثير الخيارات أمام مصر والسودان ، إما انتظار ملء إثيوبيا للمرحلة الثانية من سد النهضة وحرمان مصر والسودان من شريان الحياة المائي لهما على النيل ثم الجلوس على طاولة التفاوض خضوعًا لرغبة أديس أبابا أو عمل عسكري رادع قد يطيح بسد النهضة إلى الأبد لكن مع تبعات عسكرية وسياسية واقتصادية غير محدودة على مستوى الإقليم كله.
وفي ظل تصريحات مصر التي خرجت عن الرِّتم الديبلواسي المحدود نحو التفاوض وتلويحها بضربة عسكرية حال فشل مجلس الأمن بالضغط على إثيوبيا مع استمرار المناورات السودانية المصرية على الحدود واستعراض الأسلحة المتطورة التي قد تدمر كل إثيوبيا إضافة لاستباق حلول تقي مصر من الغرق في حال دمار سد النهضة سواء جراء عمل عسكري أو انهيار بسبب سوء التصميم الذي تحذر منه مصر.
ومن بين الحلول التي تغمز لخانة توجه مصر لعمل عسكري بناء قنطرة حول السد العالي من أجل التصريف وسدود في منخفضات توشكا بتكلفة 20 مليار جنيه.
الحديث يدور كله الآن عن إمكانيات مصر الكبيرة خاصة الجوية والصاروخية لتدمير سد النهضة ربما خلال دقائق خاصة حال انطلقت العمليات من السودان التي لا تبعد عن بناء سد النهضة بإثيوبيا سوى بضع كيلومترات، لكن قليلاً ما يدور الحديث عن العدة التي أعدتها إثيوبيا لرد أي هجوم مصري سوداني.
فماذا تعرف عن أنظمة الدفاع الجوي التي تحمي سد النهضة الإثيوبي ؟
النيل الأزرق
رغم تصنيف الدفاع الجوي الإثيوبي بمتوسط التسليح وأيضًا متوسط الخبرة القتالية إلا أن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي تمكن خلال السنوات الماضية من حماية سد النهضة بثلاث منظومات تعمل بشكل متكامل ويطلق عليها اسم النيل الأزرق ويديرها خبراء أجانب قاموا بدمج تلك المنظومات لتعمل كوحدة واحدة مع أنباء غير مؤكدة عن نشر منظومة إس-300 الروسية قرب السد.
وتتربع على عرش الدفاع الجوي الإثيوبية منظومة سبايدر الإسرائيلية التي تم تركيبها قرب سد النهضة من قبل شركتين الإسرائيليتين “صناعات الفضاء” و”رافائيل” في يوليو من عام 2019 ويتم توجيه النظام بواسطة رادار إلتا ما يجعله فعالا ضد الطائرات التي تحلق على مستوً منخفض ومتوسط وهو نظام يمكنه إطلاق نوعين من الصواريخ أرض-جو هما صاروخ “بايثون” ومداه 5 كم ويملك نظام توجيه بالأشعة تحت الحمراء إضافة إلى صاروخ “ديربي” بمدى 50 كم. كما تتضمن المنظومة رادار رصد ثلاثي الأبعاد يستطيع تعقب 500 هدف في وقت واحد ويعمل في مختلف الظروف الجوية. ولم يخف مصنعوا منظومة سبايدر عن إضافة نظام تعريف العدو من الصديق وأنظمة متعددة لمقاومة التشويش الإلكتروني مع مساندة طائرات بدون طيار وصواريخ كروز وذخائر دقيقة التوجيه ضمن نطاق النظام.
أما المنظومة الثانية في نظام الدفاع الجوي الإثيوبي فهي “بانتسير إس-1” الروسية الصنع والتي تعد من أحدث المنظومات الروسية التي تم تطويرها خلال السنوات الماضية حيث تقوم البانتسير بالسيطرة الجوية المرنة وتقدم حماية للسد من الصواريخ المقتربة. ويصل مدى صواريخ المنظومة إلى 20 كم إضافة إلى مدفعين ذاتتي الحركة عيار 30 ملم فيما يبلغ مدى الرادار الخاص بها 80 كموتستطيع المنظومة إسقاط أهدافًا كصواريخ الكروز والقنابل الموجهة والصواريخ المضادرة للرادارات والدرونات ، كما تستطيع المنظومة أن تشتبك مع 4 أهداف في وقت واحد.
وتشكل منظومة “إس-300 بي أم يو” الحجر الثالث من منظومة الدفاع الجوي للنيل الأزرق وتوفر حماية من الصواريخ الباليستية والمقاتلات وتتضمن الكتيبة الواحدة من رادار بعيد المدى وعربة قيادة تقوم بتحليل البيانات إضافة إلى 6 عربات تعمل كمنصات إطلاق الصواريخ بحيث تحمل كل عربة 6 صواريخ وتتضمن منظومة إس-300 أيضًا رادارًا قصير المدى يقوم بتتبع الأهداف ويمكن لهذه المنظومة أن تتعامل مع 24 مقاتلة أو 16 صاروخ باليستيحتى مسافة 250 كم في وقت واحد بحيث يتم إطلاق صاروخين على كل هدف بفارق زمني أقل من 3 ثوانٍ.
ويبدوا أن إثيوبيا غير مكتفية بنظام النيل الأزرق للدفاع الجوي إذ تمتلك أنظمة أخرى منها “البيتشورا” المعدلة ومنظومات السام لحماية القواعد العسكرية والمطارات.
كما أن هناك أنباء غير مؤكدة أن إثيوبيا تمتلك منظومات “حصار” التركية.
