“الديبلوماسية الإثيوبية تنتصر من جديد في مجلس الأمن” ، هكذا عنونت مواقع وصحف إثيوبية تقاريرها بخصوص مناقشة الملء الثاني لسد النهضة في مجلس الأمن الذي دعت إليه كل من مصر والسودان.
وطالبت مصر والسودان بتدويل القضية لكن على ما يبدو أن الدول الكبرى روسيا، والصين، وفرنسا والولايات المتحدة أحالت الخلاف إلى الاتحاد الأفريقي وأكدت أن الأخير هو المكان الأنسب لحل الخلاف رغم تحيزه الكبير في صالح إثيوبيا.
وأوضحت العديد من الدول الأعضاء بالمجلس أنهم على قناعة بأن مجلس الأمن ليس المكان المناسب لمناقشة النزاعات بين الدول حول أنهار المياه العابرة للحدود.
الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن لم تؤيد الطلبات المصرية ،وكلمات ممثليها كانت بين تحذير مصر من التهديد باستخدام القوة ، وبين دعوة الأطراف إلى استمرار التفاوض.
وقال أحد المتابعين المصريين للموضوع بأن فرصة مصر في استخدام القوة كانت أفضل بكثير قبل لجوء مصر إلى مجلس الأمن ،و”إثيوبيا انتصرت في المعركة الدبلوماسية”.
أخيرًا اتضحت أسباب التعنت الإثيوبي
قال مراقبون بأن إثيوبيا مدعومة من قوى خارجية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في مشروع بناء سد النهضة المثير للجدل بالرغم من أنه يُعرض حياة أكثر من 100 مليون مصري لخطر كبير. ولم تدن القوى الغربية تصرفات إثيوبيا الأحادية رغم أن هناك اتفاقيات موقعة بين الدول الثلاث لضمان جريان المياه لدول المصب.
إن قضية بناء سد على نهر النيل ليست بفكرة جديدة وهي ليست حتى فكرة إثيوبية، بل كانت حلمًا قديمًا للصليبين في العهود الوسطى لمعاقبة مصر وشعبها بسبب الهزائم التي تكبدوها في ذلك الوقت على الأراضي المصرية التي كانت حائلاً بينهم وبين المسجد الأقصى.
تلك الخطط والمآمرات لم تتحقق حينها ، لكن تم إحياء المشروع منذ ستينيات القرن الماضي وتم تأجيله لعدم توفر الأموال اللازمة لبناء السد العملاق لغاية عام 2011.
الحل العسكري
أعلن وزير الدفاع المصري محمد زكي أن “الجيش قادر على ردع كل من تُسول له نفسه المَساس بأمن مصر ومُقدرات شعبها”.
كما ألمح وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى أن مجلس الأمن هو آخر فرصة لحل أزمة سد النهضة سلميًا.
وحذر المجتمع الدولي أنه “إذا أصرت إثيوبيا على موقفها ورفضت كل الحلول، فليس أمامنا سوى الدفاع عن حق الشعب المصري في البقاء.” مضيفًا أن مصر تواجه تهديدًا وجوديًا بسبب سد النهضة الإثيوبي.
سلاح الجو المصري قادر على الوصول للسد
يمتلك الجيش المصري كل القدرات التي تخول له بالقيام بضربة عسكرية خاطفة على سد النهضة عبر يده الطولى المتمثلة في سلاحه الجوي.
وقال الخبير العسكرى و الاستراتيجى اللواء فايز الدويري أن القُدرات العسكرية المصرية وخياراتها فيما يتعلق بسد النهضة تنحصر فى استخدام سلاح الجو، و قد استعدت مصر لهذا عبر شراء طائرات رافال الفرنسية و طائرات سوخوى سو-35 الروسية، والتى تستطيع حمل 9 أطنان ونصف من الذخائر ، و تستطيع الطيران لمسافة تصل إلى 3700 كيلو متر بدون التزود بالوقود.
اللواء فايز الدويري الخبير العسكري والاستراتيجي يتحدث عن مدى قدرة الطيران المصري على تنفيذ عمل عسكري ضد #سد_النهضة في حال قررت #مصر ذلك pic.twitter.com/zQCljY8JXw
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) March 31, 2021
وأكد الخبير أن مصر تستطيع ضرب سد النهضة بمفردها من دون استخدام القدرات العسكرية السودانية، و ذلك عبر استخدام قاعدة برنيس العسكرية، التى تبعد مسافة 1800 كيلو متر عن السد.
وقال بأن مدى الطائرة العملياتى الذي يبلغ 1600 كيلو متر، يسمح للطائرات المصرية بلوغ سد النهضه و قصفه إذا خفَّفت من حُمولتها لصالح زيادة خزانات وقود خارجية. وقال بأن طائرات رافال وسو 35 ستكون فى حماية مقاتلات الميج-29 التى ستقوم بدور الاعتراض.