in

هل تستطيع المقاتلات المصرية التعامل مع سد النهضة في حالة ما وصلت الأمور إلى الحل العسكري؟

هل تستطيع المقاتلات المصرية التعامل مع سد النهضة في حالة ما وصلت الأمور إلى الحل العسكري؟

هذا الموضوع سيكون رد بشكل مختصر على الجنرال الإثيوبي الذي صرح قبل يومين على قناة “روسيا اليوم” الروسية بأنه ليس في مقدرة مصر التوجه إلى حل عسكري لأنه بكل بساطة السد منيع والمقاتلات المصرية لن تستطيع أن تدمره.

 

أولاً لو افترضنا أن الحل سيكون ضربة جوية مركزة: فبالنظر للمقاتلات التي تمتلكها القوات الجوية المصرية والتي من المُمكن أن يوكل لها تلك النوعية من المهام هي كل من الرافال والميغ-29ام والسو-35.

 

فلو تكلمنا من حيث أنها تقدر أن تصل للسد فسيكون من السهل على المقاتلات لأن مدياتها كبيرة ولها القدرة على التزود بالوقود من بعضها البعض فممكن تعمل بعضها كتانكر لتزويد باقي المقاتلات أو أنها ببساطة قبل رحلة العودة تهبط تتزود بالوقود من المطارات السودانية وكل الدعم اللوجيستي اللازم.

 

أما من ناحية طبيعة الذخائر التي تمتلكها تلك المقاتلات فهي كالأتي:

 

الرافال

تمتلك الذخائر الذكية AASM Hammer وتوجد منها عدة أوزان (125 و 250 و 500 و 1000 كلغم) وتمتلك محركات مُعزّزة للدفع بجانب جنيحات التوجيه لضمان زيادة المدى والحفاظ على مسارها أثناء الطيران ويصل مداها إلى +60 كلم وتستطيع مثل هذه القنابل التعامل مع التحصينات الثقيلة كالسدود.

 

كذلك الصاروخ الشبحي الجوال SCALP EG ويبلغ مداه 300 كلم ويتميز برأس حربي ثقيل زنة 560 كج مزدوج الشحنة لاختراق التحصينات ثم الانفجار داخل الهدف.

 

مقاتلات الميج29أم وسو-35

 

تمتلك قنابل KAB-1500 وقنابل KAB-500 صاحبة الرؤس الحربية شديدة الانفجار والخارقة للتحصينات وهذا النوع من أقوى القنابل التي تم تصميمها خصيصًا لمجابهة التحصينات الشديدة.

 

قنابل حُرة خارقة للتحصينات من طراز BETAB-500 قادرة على اختراق 1 متر من الخرسانة المسلحة أو 3 أمتار من التراب ويتم إطلاقها من ارتفاع 30 – 5000 متر وعلى سرعة 600 – 1200 كم في الساعة.

 

السد خرساني وليس ركامي كالسد العالي (وهو ما يحتاج إلى قنبلة نووية للتعامل معه) وتلك القنابل قادرة على التعامل مع السد بضربات مُركزة ومدورسة ، فتصريحات الجنرال الإثيوبي أصلاً إما هي مُكابرة وعنترية واستفزاز وهو يعرف أن الطرف الآخر له قدرة على ذلك أو هو جهل بقدرات الخصم أصلاً.

 

ثانيًا ، يمكن أن يكون هناك سناريو تاني تمامًا للتعامل مع السد (وجة نظر):

 

وهو أن القوات السودانية ستتقدم للسيطرة على المنطقة التي تم بناء السد عليها (بني شقول) ثم إعطاء الدعم اللوجيستي والفني والاستخباراتي للجيش السوداني عن طريق مصر ومن ثم يطالب السودان في حقه باسترداد أرضه. طبعًا ستتدخل دول في المشكلة وما سيتم من تقديم الدعم للإثيوبين وقتها ستهدد مصر بدخولها الحرب مع السودان ضد إثيوبيا ، وإما ستكون حروب مُباشرة أو حرب بالوكالة أو أن تبدأ عملية سلمية واتفاقيات سلام وتفاوض على أرض بني شقول وما يتبعه من إدارة السد والحصص المائية وهكذا.

 

في النهاية لا أحد يعرف حقًا ما ستفعله مصر وقواتها المسلحة ، فمصر من الدول التي لها ثقل سياسي ولديها عقليات قيادية شديدة الذكاء ولها نظرات بعيدة دائمة للأمور.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هل ستخرج مصر مقاتلات الإف-16 بلوك-42 من الخدمة بسبب تفوق MiG-29M عليها في تدريب ؟

الفلبين تشتري 12 طائرة من طراز F-16 وصواريخ بقيمة 2.6 مليار دولار

أهم الفروقات بين السوخوي-35 والسوخوي-30 أم ك النسخة الأحدث ؟

سامح شكري: لو لم تلتزم أثيوبيا بما سيصدُر عن مجلس الأمن سنكون استنفذنا كُل الوسائل السِّياسية