in

ماهو دور المدفعية الاستراتيجية (صواريخ أرض-أرض) المصرية في حرب أكتوبر ؟

ماهو دور المدفعية الاستراتيجية (صواريخ أرض-أرض) في حرب أكتوبر ؟

ماهو دور المدفعية الاستراتيجية (صواريخ أرض-أرض) في حرب أكتوبر ؟

 

لمحة تاريخية

 

في نهاية عام 1966 إتخذ سلاح المدفعية المصرية قراراه بإدخال صواريخ أرض-أرض ضمن منظوماتها، وضمن تسليح القوات المسلحة المصرية تمشيا مع التطور العالمي لاحدث جيوش العالم.

 

فبدأت مجموعات منتخبة من ضباط المدفعية دراسة الرياضيات العالية والفيزياء في دورة خاصة بمدرسة المدفعية في أواخر عام 66 لتأهيلهم للدراسة الفعلية لفن الصواريخ ولاستلامهم عملهم بمجرد وصول الأسلحة والخبراء والتي كان مقدر لها أن تكون في يوليو 1967 وكان الاسم الكودي للعملية هو ” العملية 57 “.

 

أدَّت ظُروف هزيمة يونيو وما بعدها إلى إعادة تنظيم وتسليح وتدريب سلاح المدفعية بأكلمه بجانب عبء الدفاع عن الدولة بريًا، والمشاركة في مهام مرحلة الصمود والردع في حرب الاستنزاف، مما أدى في النهاية إلى تأجيل وصول معدات وصواريخ وخبراء السلاح الجديد.

 

في أواخر عام 1969 تم الإعلان عن مسابقة بين فئة قليلة من ضباط المدفعية الأكفاء، لانتخاب المؤهلين منهم لحضور دورات دراسة في فرقة الصواريخ الجديدة وتم انتخاب الضباط المطلوبين.

 

في توقيت متزامن وصلت الأسلحة والمعدات الصاروخية لفرقة الصواريخ، وفي الخامس من يناير 1970 بدأت الدراسه والتدريب لتلك التشكيلات الجديدة في ظروف بالغة الصعوبة، وفي مواقع بعيدة عن نشاط العدو الجوي وطائرات استطلاعه، فقد تم وضع أعلى درجات السرية لتلك الوحدات الجديدة.

 

وفي النصف الثاني من عام 1970، وبعد جهود وصعوبات لا يمكن وصفها او التعبير عنها، وبعمل صامت مستمر ليل نهار، تمكنت قوة الضباط المُنتخبة من إتمام الدراسة والتدريب علي تشغيل تلك الصواريخ، تحت ستار كثيف من السرية والصمت وتحت الإشراف المباشر لمدير إدارة المدفعية.

 

وفي أكتوبر 1970 وبعد 10 اشهر من التدريب الشاق، شهدت صحاري مصر اول إطلاق لاول صاروخ ارض-ارض في منتهي السرية والحرص البالغ، وبذلك تكون مصر قد دخلت بمدفعيتها العريقة إلى عصر الصواريخ ارض ارض التعبوية.

 

الصواريخ أرض-أرض التي امتلكتها مصر واستخدمتها في ذلك الوقت كانت:

 

– صواريح Luna-M أو Frog-7 ويبلغ مداها 70 كم وتحمل رأس حربي ثقيل يزن 550 كج وهامش الخطأ 500 – 700 متر. دخل الخدمة في الإتحاد السوفييتي عام 1965.

– صواريخ Scud-B ويبلغ مداها 300 كم وتحمل رأس حربي ثقيل يزن 985 كج وهامش الخطأ 450 متر. دخل الخدمة في الإتحاد السوفييتي عام 1964.

– صواريخ القاهر والظافر، كانت توجد كمية منها مُخزّنة بعد أن توقف برنامجها بعد النكسة، وكان الإتحاد السوفييتي قد وافق على تزويدها بأجهزة التوجيه اللازمة، وتم إعادة تسميتها بالتين والزيتون.

 

تخطيط وتنفيذ خطة الخداع

 

أُعتبرت وحدات صواريخ أرض-ارض في مصر، فئة سرية للغاية وانطبق عليها كافة إجراءات الأمن وتدريب الأفراد علي الأمن الشخصي في كل التعاملات، مع فرض حظر شامل علي كافه المراسلات من والى وحدات الصواريخ، لدرجه أن ضباط كبار بالقوات المسلحة، كانوا يجهلون وجود تلك الوحدات في مصر حتى ساعه الحرب وكان ذلك من أحد وسائل الخداع للعدو والتي نجحت الى حد بعيد.

 

صدرت الاوامر بالتدريب الفني علي الصواريخ مثل التحميل والتجميع والإختبار للصواريخ داخل المخازن الحربية لضمان عدم إكتشافها بواسطة التصوير الجوي. فتم دفع وحدات فنية غير مُكلفه بالتدريب الى جميع المرابض الرئيسية والتبادلية للصواريخ، بهدف إبداء مظاهر الحياة في تلك المرابض، فإذا قام العدو بتصويرها من الجو ليتأكد بأن هناك قوات تشغلها طوال الوقت، ستظهر له كمخازن لمعدات العبور، فيتم خداعه بأن تلك المواقع الخالية من المخازن من الأساس، تنفي نية مصر في القيام بالحرب، في حين أنها في الحقيقة مرابض مموهة لإطلاق الصواريخ. وإبتلع العدو الطُّعم.

 

سجل عمل الصواريخ أرض-أرض في حرب أكتوبر

 

في الساعة 2:40 بعد الظهر من يوم 6 أكتوبر إنطلق اول صاروخ أرض – أرض مصري تجاه هدفه مُعلنا للعالم امتلاك مصر قدرات صاروخية متوسطة المدى. وفي تلك الضربه تم اطلاق 12 صاروخ ضد مايلي:

 

– مركز الاعاقة والشوشرة الرئيسي في أُم خشيب.

– مركز قيادة الجبهة في ام مرجم والمركز التبادلي في ام مخسه.

– مركز قيادة العدو في القطاع الشمالي في بالوظه ورمانه.

– مركز قيادة العدو في القطاع الاوسط في الطاسه.

– مركز قيادة العدو في القطاع الجنوبي في ممر متلا.

– مناطق الهبوط في الطاسة ومتلا وشعير.

 

في الساعة 10:20 مساء يوم 6 أكتوبر، تم إطلاق 6 صواريخ تجاه مركز قيادة العدو في ام مرجم.

 

في الساعة 10:30 مساء يوم 6 أكتوبر، تم إطلاص 6 صواريخ تجاه اهداف مدرعه للعدو في منطقة بالوظه ورمانه.

 

في الساعة 8:00 صباح يوم 8 أكتوبر، تم إطلاق 6 صواريخ تجاه مركز قيادة العدو في أم مرجم مرة اخري بعد أن إستعاد نشاطه بعد الضربة الاولي وتجاه مطار شعير شمال مطار المليز فتم تدمير 6 طائرات فانتوم على الارض طبقا لرواية طيار أسير تم أسره في اليوم التالي وكان شاهدا على مدى الدمار الذي حاق بالمطار التبادلي.

 

في الساعة 3:30 فجر يوم 9 أكتوبر، تم إطلاق 6 صواريخ تجاه مناطق تجمع للعدو في منطقة رمانة وبالوظة.

 

في الساعة 7:10 صباح يوم 12 اكتوبر، تم إطلاق 4 صواريخ تجاه مركز قياده العدو في ممر متلا بعد أن إستعاد نشاطه مره اخرى.

 

في الساعة 6:30 صباح بوم 14 اكتوبر، تم إطلاق 6 صواريخ ضد مركز قيادة العدو في منطقة أم مرجم وما حولها.

 

في الساعة 2:10 بعد ظهر يوم 14 اكتوبر، تم إطلاق 6 صواريخ على منطقة الطالية لستر إرتداد الفرقه 21 المدرعة بعد فشلها في تطوير الهجوم تجاه الطاسة.

 

في الساعة 2:15 بعد ظهر يوم 18 أكتوبر، تم إطلاق صاروخين ضد مركز قيادة العدو في القطاع الاوسط بمنطقه الطاسة.

 

في الساعة 5:30 مساء يوم 18 أكتوبر، تم إطلاق 6 صواريخ ضد تجمعات دبابات العدو في منطقه الدفرسوار.

 

في الساعة 3:15 فجر يوم 19 أكتوبر، تم إطلاق 4 صواريخ ضد تجمعات دبابات العدو في منطقه الدفرسوار.

 

في الساعة 3:15 عصر يوم 19 أكتوبر، تم إطلاق 4 صواريخ ضد تجمعات دبابات العدو في منطقه الدفرسوار.

 

في الساعة 5:30 مساء يوم 19 أكتوبر، تم إطلاق 4 صواريخ ضد تجمعات دبابات العدو في منطقه الدفرسوار.

 

في الساعة 2:00 بعد ظهر يوم 20 اكتوبر، تم توجيه إطلاق 4 صواريخ ضد تجمعات دبابات العدو في منطقه الدفرسوار.

 

في الساعة 7:00 مساء يوم 20 اكتوبر تم إطلاق 4 صواريخ ضد تجمعات دبابات العدو في منطقه الدفرسوار.

 

في الساعة 6:45 مساء يوم 22 اكتوبر تم تنفيذ ضربة صاروخية مُجمّعة بواسطه صواريخ سكود Scud في أول إستخدام لها في حرب أكتوبر ضد اهداف العدو في منطقه الثغره، لتعلن للعالم دخول مصر عصر الصواريخ التعبوية الإستراتيجية، وطبقا لروايات الاسرى الإسرائيليين والجنود المصريين، الذين كانوا متواجدين بالقرب من الإهداف، فقد أحالت الصواريخ المصرية المنطقة الى جحيم ودمار.

 

نتائج ضربات الصواريخ

 

نتيجه لبُعد الأهداف التي تم ضربها، عن القوات المصرية، وعن وسائل الإستطلاع المتوفرة في ذلك الوقت، كان يتم التأكد من نتائج الضرب بوسائل تقليدية وبدائية، وإستنتاجات منطقية وشهادات الاسرى فقط.

 

تمكنت الضربة الاولى من تدمير مراكز الإعاقة والشوشرة للعدو في ام خشيب. والدليل أنه خلال الفترة من بدء الحرب الساعة 2:05 بعد ظهر يوم أكتوبر وحتي وقت وصول الصواريخ لاهدافها ساعه 2:42 كان هناك تشويش مُستمر على كافة الإتصالات اللاسلكية للقوات المصرية خلال العبور، وبعد الساعه 2:42 توقف التشويش تماما.

 

تم تدمير موقع صواريخ دفاع جوي يحوي 5 بطاريات صواريخ هوك Hawk على المحور الشمالي طبقا لإذاعة لندن نقلاً عن مراسليها في الجبهة.

 

أثناء إستجواب طيار إسرائيلي تم أسره الساعة 9:00 صباح يوم 9 أكتوبر، أفاد بتدمير 6 طائرات فانتوم علي الارض، كانت ضمن 11 طائره فانتوم تستعد للاقلاع.

 

اعترف قادة العدو بفقدان السيطرة على قواتهم نتيجة ضرب مراكز قيادتهم بالطائرات تارة وبالصواريخ أرض-أرض تارة أخرى.

 

أفادت إحدى وحدات الصاعقة داخل منطقة الثغرة، بأن ضربة الصواريخ المصرية، أبادت كتيبة مشاة ميكانيكية إسرائيلية بأكملها في منطقة الدفرسوار.

 

المصدر: المجموعة 73 مؤرخين Group 73 Historians

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الجيش الصيني يكشف عن نظام دفاع جوي جديد ذاتي الحركة شبيه بنظام بانتسير الروسي

الجيش الصيني يكشف عن نظام دفاع جوي جديد ذاتي الحركة شبيه بنظام بانتسير الروسي

اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة أثناء وصوله إلى قطاع غزة بمرافقة قوات الـG.I.S

اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة أثناء وصوله إلى قطاع غزة بمرافقة قوات الـG.I.S