in

سبب إختبار مقر وزارة الدفاع الجديد الأوكتاجون داخل العاصمة الإدارية الجديدة ؟

سبب إختبار مقر وزارة الدفاع الجديد الأوكتاجون داخل العاصمة الإدارية الجديدة ؟

السبب ليس فيما تتمتع به العاصمة الجديدة من بنية تحتية هي الأحدث ، السبب الحقيقي هو موقع “العاصمة الإدارية الجديدة” تم إختياره بالأساس لخدمة هدف إستراتيجي غير معلن للأمن القومي المصري في منتهى الأهمية ، وهو كالتالي:

 

موقع العاصمة الإدارية الجديدة قريب جدًا من “الطريق الدائري الأقليمي” ، فهناك 7 محافظات تمثل “القوس الشمالي” وهي محافظات مدن القناة (السويس والإسماعيلية وبورسعيد) بالإضافة إلى محافظات المنوفية والغربية والشرقية كلها ستستخدم الطريق الدائري الإقليمي للوصول إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

 

في حين تستخدم محافظات القوس الجنوبي / الصعيد طريق بوابة حلوان للوصول الطريق الدائري الإقليمي ومنه إلى العاصمة الإدارية الجديدة.

 

إذن، ما هو الجديد في الموضوع ؟ الحقيقة الذي يحصل حاليًا يعتبر بمثابة “إنقلاب على قاعدة الدفاع عسكريًا على دلتا مصر المتعارف عليها منذ أن أعدها الإحتلال البريطاني لمصر سابقا وحتى يومنا هذا”

 

بمعنى كان خط الدفاع الرئيسي عن دلتا مصر هو مانع قناة السويس المائي بالتالي لو سقط ذاك الخط سقطت دلتا مصر بما فيها العاصمة القاهرة خاصة أن الظهير الخلفي لمحافظات قناة السويس وحتى الوصول إلى محافظات الدلتا ومنها إلى القاهرة كان صحراء جرداء أرض منبسطة مثالية لتحرك الأرتال المدرعة بمنتهى السلاسة وبأقصى سرعة.

 

ما فعلته الدولة المصرية أنها خلقت تجمع عمراني ضخم على مساحة 170 ألف فدان كبداية فقط فى منتصف تلك المسافة بين طريق القاهرة / السويس والقاهرة / الإسماعيلية يكون نواة للقفزة القادمة فى إتجاه قناة السويس لملىء الفراغ بين الظهير الخلفي لمدن قناة السويس ومحافظات دلتا مصر.

 

حيث ، ومنذ أن انتهينا رسميًا من تنفيذ عدد 6 أنفاق سيارات أسفل قناة السويس يكون خط الدفاع الرئيسي عن دلتا مصر هي: شبه جزيرة سيناء نفسها وليست قناة السويس كما السابق.

 

وما أهمية ذلك للمخطط العسكري المصري في النهاية؟ الدولة في جميع الأحوال لديها جيشيين ميدانيين في مدن القناة مع حدود لنطاق مسؤولية كلا منهم كامل شبه جزيرة سيناء نفسها بالكامل.

 

قناة السويس هي مانع عسكري مائي لذلك هي عقبه أمام نقل قوات الجيش الثاني الميداني من الإسماعيلية غرب قناة السويس ، أيضًا هي عقبة أمام نقل قوات الجيش الثالث الميداني من السويس غرب قناة السويس وإن كانت الإنفاق التي حفرت أسفل قناة السويس حلت جزء من المشكلة

 

لذلك قامت مصر ببناء كلا من مدينة السويس الجديدة ومدينة الإسماعيلية الجديدة ولكن شرق قناة السويس لتكون بمثابة إمتدادات لمحافظات القناه الأصلية كنقطة إنطلاق لباقي أراضي سيناء تربطهم كباري عائمة وعدد 6 أنفاق جديدة مع إزدواج نفق الشهيد أحمد حمدي أسفل قناة السويس.

 

مع ملىء الفراغ العمراني خلف تلك المدن عن طريق العاصمة الإدارية الجديدة وما سيتبعها من زحف عمراني إلى مدن قناة السويس.

 

وللعلم قامت الدولة المصرية بإنفاق حوالي 680 مليار جنيه تحت بند “الأمن القومي للدولة” في البنية التحتية والمشاريع والمدن الجديدة داخل شبه جزيرة سيناء خلال الـ 7 سنوات الماضية فقط ، لتجهيزها للقفزة التالية بحيث يبدء خط الدفاع الرئيسي عن دلتا مصر من خط الحدود الدولية المصرية مع إسرائيل وليس مانع قناة السويس المائي وهو لا تستطيع سبيلا بأي شكل.

 

وبذلك يتم ضرب في مقتل “نظرية الأمن الإسرائيلي” ، التى تعتمد على مبدء نقل المعركة إلى أرض الخصم وليس على أرض فلسطين لعدة أسباب أهمها إفتقارها إلى العمق الجغرافي من حيث المساحة وعدم قدرتها على الإستمرار فى حرب ممتدة لعدة أشهر متتالية وعدم قدرتها على تحمل أي معركة تحت أي حال من الأحوال على أرضها.

 

لذلك حرصت إسرائيل سابقًا في حروبها مع العرب نقل المعارك إلى أرض الخصم للأسباب المذكورة.

 

محمد زيدان

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقاتلة سوخوي الروسية ومعضلة التّسليح التّصديري

احتمال اشتعال حرب مدمرة؟ حشود عسكرية روسية ضخمة على الحدود مع أوكرانيا

روسيا تؤكد نشر قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية (فيديو)

روسيا تؤكد نشر قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية (فيديو)