كيف أباد الجيش العراقي كتيبة إيرانية كاملة بالكهرباء لصد هجومهم على جزر مجنون؟
جُزر مجنون، جزر صناعية، تقع في المستنقعات على الحدود العراقية الإيرانية، إلى الشمال الشرقي من مدينة البصرة. وتتربع الجزر على أحد أكبر حقول النفط في الإقليم، مما جعلها مسرحاً للعديد من العمليات العسكرية، خلال الحرب العراقية الإيرانية، التي اشتعلت في عام 1980، واستمرت لمدة ثمانية أعوام. فقد احتلتها إيران في مارس عام 1984، عندما تبدد الخلاف على السلطة في طهران، واستطاعت أن تستخدم سياسة ما يعرف بالأمواج البشرية؛ حيث زجت الآلاف من جنود الحرس الجمهوري، وأفراد من خارج الجيش النظامي، شديدي الولاء للثورة الإيرانية، لكنهم قليلو الخبرة والتدريب، إلى جبهات القتال مع العراق.
وفي أواخر يناير عام 1985، شنت العراق هجوماً برياً كبيراً مؤلفاً من حوالي 40 ألف جندي لتحرير جزر مجنون من الإيرانيين، لكنها لم تنجح في التحرير؛ إنما استطاع سلاح المهندسين العراقيين من إقامة حاجز مائي بطول 19 ميلاً، إلى الغرب من جزر مجنون، أوقف الزحف الإيراني داخل الأراضي العراقية. وفي أبريل من عام 1986، حاول العراق تحرير الجزر مرة أخرى، لكنه لم ينجح إلا في تحرير أجزاء منها، ولم يتمكن من تحرير الجزر إلا في يونيه 1988، بعد أن مكثت تحت السيطرة الإيرانية أكثر من أربعة أعوام.