in

لماذا لا تتسلح البحرية المصرية بفرقاطات وكورفيتات وغواصات شرقية رغم تبني القوات المسلحة سياسة تنويع مصادر السلاح؟

لماذا لا تتسلح البحرية المصرية بفرقاطات وكورفيتات وغواصات شرقية رغم تبني القوات المسلحة سياسة تنويع مصادر السلاح؟

يتسائل البعض لماذا لا تتعاقد البحرية المصرية مع الروس على قطع بحرية حيث تمتلك قطع بحرية كثيفة التسليح.

 

في البداية يجب علينا أن نعي جيدًا الفرق بين مصطلع التنويع في التسليح والتنويع في مصادر التسليح ، فالتنوع في السلاح هو وجود أكثر من نوعية في السلاح نفسه بحسب المهام الموكلة إليه، بمعنى عدم اعتماد البحرية المصرية على نوع واحد من القطع. مثلاً الفرقاطات فقط دون القطع الأصغر من الكورفيتات ولنشات الصواريخ وسفن الدورية الساحلية وهكذا حتى النوع الواحد نفسه يجب أن يتناسب تجهيزه مع متطلبات المهام المفروضة عليه والحالة الاقتصادية وبالنظر إلى البحرية نجد أن تنوع التسليح قائم يبقى التنوع في مصادر التسليح نفسه وهو قائم أيضًا. ستقول كيف ومصدرها في التسليح الغرب وكما نقول دول حلف الناتو نعم التنوع قائم وهو أنه على الرغم في تقارب المصالح بين حلف الناتو إلا أن سياسات كل دولة تختلف في إدارة ملفتها الخارجية ، وأكبر شاهد على ذلك هو إتمام الصفقات العسكرية مع الجانب الفرنسي رغم تمنع الجانب الأمريكي عن إتمام الصفقة ، فرنسا ، وإيطاليا ، وألمانيا ومن الممكن إسبانيا يعد أيضا تنوعًا.

 

وبالعودة إلى صلب الموضوع، البحرية المصرية تتجه لأن تكون بحرية المياه العميقة (بحرية عظمى) لحماية مصالح مصر في البحرية الأحمر والمتوسط وحماية ثروتها من الغاز وهكذا في ظل وجود توتر وتنامي لقدرات الجانب الآخر من البحر المتوسط وفي ظل وجود منافسين ليسوا بالهينين في البحر كالبحرية التركية والإسرائيلية ، إذن فالمهمة ليست بالسهلة وإذا ما نظرنا إلى مدى التطور الذي كان موجودا قبل ثورة الثلاثين من يونيو نجد أنه لم تكن البحرية المصرية في وضع يسمح لها بحماية أمنها المائي بكفاءة عالية في ظل وجود توتر في الشرق الأوسط ووجود منافسين لها أقوياء ، إذن يجب أن يكون التطوير سريعًا ورادعًا بالشكل المناسب اليوم وغدا.

 

وقد كان اختيار القوات المسلحة لسلاحها مذ أن انطلقت ثورة التطوير هو اختيارًا عظيمًا ينم عن علم وفهم سليم ودقيق لمجريات الأمور ، فنجد أنها وقد اختارت من المتاح أمامها في سوق السلاح الأفضل والأكثر قدرة بصفقات أقل ثمنًا ، لما نتحدث عن المقاتلات لما اختارات الرافال وهو اخيار دقيق لأن هذه المقاتلة تعطي قواتها دفعة هجومية عملياتية وتقنية فريدة جدًا وهي الأقرب في التصميم والمهام والمستوى التكنولوجي إلى الشبحية الأمريكية F-35 ثم سرعان ما اتجهت وتعاقدت على أفصل ما يمتلكه الروس وهي مقاتلة كالـ”ميج 29 أم” المعدلة والتي نالت إعجاب الروس أنفسهم بتضمنها تكنولوجي من الميج-35 وال29ك البحرية ثم تعاقدها على الSU-35 رغم أن السوق الشرقي كله كان مفتوحًا أمامها لكن كان الاختيار دقيق ومحسوب.

 

لماذا اتجهت مصر إلى دول أخرى لمّا البحرية الروسية عندها قطع بحرية ذات كثافة في التسليح والروس أيسر في التعامل وليس هناك أي قيود على تسليحهم وأقل في السلاح وكذا الصين ؟

 

الإجابة بكل بساطة أولاً: هو أن مستوى التطور والتكنولوجي الموجود داخل القطع البحرية لدي بحريات الناتو وخاصة فرقاطات الفريم سواء الإيطالي منها أو الفرنسي والغواصات الألمانية هم بمثابة أفضل قطع بحرية في العالم ، حتى أن الأمريكيين تعاقدوا مع الإيطاليين على عدد كبير من فرقاطات الفريم (سيتم تصنيعهم في أميركا) لأنهم يعرفون جيدًا التصميم المحترف لمثل هذا القطعة البحرية ، أما القطع البحرية الروسية لا ترتقي إلى هذا المستوى بكثير وما دام السوق الأوروبي مفتوح أمامك وتأخد قطع بحرية بكل أريحية بمعنى أنك تختار الأحسن وبسعر أقل والكل يريد أن يتعاون معك وهناك إمكانية لنقل التكنولوجيا وبما انك تريد بحرية تضاهي بحريات حلف الناتو يبقى هذا الاختيار سليم جدًا.

 

ثانيا: روسيا ليست لها القدرة الإقتصادية التي تمكنها من الإيفاء بمتطلبات البحرية المصرية الضخمة وتوفر لها القروض البنكية لدعم عمليات الشراء حيث أن تكلفة تصنيع قطع بحرية كبيرة كالفرقاطات يتطلب حجم كبير جدًا ووقت أطول من المتطلب للطائرات وهو ما لا تقدر عليه روسيا بجانب أنك متعاقد معاها على أسلحة تانية كثيرة. الدول الأوروبية تقدم تسهيلات أفضل واقتصادها يسمح لذلك، وهي بالفعل نوعت في مصدر التسليح نفسه فرنسا لها سياستها وعلاقتها المستقلة بمصر وإيطاليا وألمانيا كذلك ومادام الأفضل متاح إذن فما الهدف من التحول شرقا ، كما أن الروس يعتمدون على كثافة التسليح لأنهم يدركون جيدًا التفوق لدى بحرية الناتو وكونك ستتعاقد معهم على قطع بحرية فلن تأخد نفس كثافة التسليح التي تراها عندهم في قطعهم البحرية سيعطونك قطع أقل تسليحًا لكن الناتو يعطيك مباشرة ما يستخدمه (لا أتحدث عن المدمرات) مع تغير أنظمة الاتصالات التي تخص حلف الناتو فقط وتذكر الفرقاطتين طراز فريم بيرجاميني الايطاليتين.

 

يمكن التحول شرقًا في حالتين وهما:

 

– وجود توتر في العلاقات المصرية مع دول حلف الناتو بشكل بالغ وهذا لن يحدث بإذن الله

– احتياج البحرية المصرية لقطع بحرية تحمل صواريخ داخل عمق العدو وهو ما لا تسهله بحريات الناتو لمصر ولكن لكل شئ أوانه.

 

وفي الأخير هذا رأينا الشخصي الذي لا تحيط معرفتنا بشأن ما يجري داخل القوات المسلحة نفسها أو بين ما يخفيه المستقبل.

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مروحية أباتشي أمريكية تدمج صواريخ سبايك Spike NLOS الإسرائيلية ما يجعلها خارج مدى منظومات الدفاع الجوي قصيرة المدى

مروحية أباتشي أمريكية تدمج صواريخ سبايك Spike NLOS الإسرائيلية ما يجعلها خارج مدى منظومات الدفاع الجوي قصيرة المدى

أقوى نسخ السوخوي سو-30 في قارة أفريقيا

أقوى نسخ السوخوي سو-30 في قارة أفريقيا