in

الصين فعلتها.. هل اقترب العالم من صناعة الشمس؟

الصين فعلتها.. هل اقترب العالم من صناعة الشمس؟

غرام واحد من الوقود الذي تنتجه الشمس الصناعية، يعادل 8 أطنان من البترول، وسنصل إلى المريخ خلال شهر بدل 9 أشهر حاليا.

 

قليل من التفكير، كثير من العلم جعل من الصين التي تقلد كل شئ تفكر بتقليد صناعة الشمس فإن فيها طاقة لا تنظب إذا ما سخرناها ستنقلب مفاهيم الحياة برمتها.

 

الفكرة تقوم على أسس علمية بحثة والشمس التي نعرفها تولد طاقتها الهائلة من خلال عملية الإندماج النووي بين ذرات الهيدروجين التي تتحول إلى ذرات الهيليوم بمعدل 26 مليون طن في الثانية الواحدة وعنصر الهيدروجين هو الأكثر شيوعا في الكون ونملك منه في الأرض إلى ما لا نهاية. إذا ما الذي يمنعنا تقليد الشمس؟ فالبشر استطاعو بالفعل بناء مفاعلات نووية تعتمد على الانشطار الذري لتوليد الكهرباء وصناعة الأسلحة وما علينا القيام به فقط هو عكس هذه التقنية من الانشطار إلى الاندماج ببناء مفاعلات خاصةبذلك وحقنها بالهيدروجين ومن ثم تعريض هذا الهيدروجين إلى درجو حرارة تزيد عن 250 مليون درجة أي 10 أضعاف حرارة مركز الشمس حتى يتحقق الاندماج والذي يولد بدوره طاقة تزيد 8 أضعاف الطاقة النووية حتى أن غراما واحدا من البلازما الساخنة التي يتم إنتاجها يعادل ما تنتجه 8 أطنان من البترول.

 

وضع بعض العلماء تصورا لصناعة شمس تزود كل الأرض بكميات غير حدودة من الطاقة ووجدو أننا بحاجة إلى مساحة تعادل 60 ملعب كرة قدم لاستيعابها وستكون بوزن 3 أضعاف برج إيفل، كما أنها تحتاج إلى مجال مغناطيسي عملاق يقيها ثابتة ناهيك عن مستوعب يحتمل حرارة 150 مليون درجة المطلوبة لتحقيق اندماج نووي مستقر والطاقة الناجمة لا تحمل مخاطر وأضرار بل هي نضيفة جدا لاينتج عنها نفايات مشعة أو انبعاثات ما سيساعد على تحسين المناخ بشكل جذري وصناعة محركات اندماج لا تتوقف ويمكن السفر بالمركبات الفضائية إلى أماكن بعيدة وسيساعد وقود البلازما الساخن الصواريخ على الوصول إلى المريخ خلال شهر بدل 9 أشهر.

 

حاولت دول كثيرة بناء مفاعلات اندماج نووي صغيرة وتجريبية وكانت تجربة الصين هي الأبرز والتي استطاعت إنتاج كهرباء قبل أشهر من شمسها الصناعية ولكن بشكل محدود، فحتى اللحضة لم تستطع دولة تحقيق اندماج مستقر أكثر من 70 ثانية ويتطلب التشغيل والتجريب طاقة أكبر بكثير من التي يتم إنتاجها.

 

35 دولة اتحدوا في مشروع “إيتر” لبناء أضخم مفاعل انصهار ودمج نووي في جنوب فرنسا ووصلت تكلفة المشروع حتى اليوم إلى 22 مليار دولار ومن المتوقع أن ينتج وقود الاندماج نهاية عام 2025 ويصل إلى التشغيل الكلي عام 2035 مع توقع وصول تكلفته إلى 60 مليار دولار ولكن لا يرى المستثمرون في هذه المشاريع مشكلة بالتكلفة إذا ما تمت مقارنتها بالترليون دولار كلفة إنتاج الطاقة سنويا على الأرض، فيما يرى علماء آخرون أن هذا الأمر صعب التحقيق في المدى المنظور.

 

فهل تشرق الشمس الصناعية ويحقق العلم قفزة تنقل البشر إلى آفاق أخرى؟

 

المصدر:

 

Written by نور الدين

نور الدين من مواليد عام 1984، المغرب، هو كاتب وخبير في موقع الدفاع العربي، حاصل على ديبلوم المؤثرات الخاصة، ولديه اهتمام عميق بالقضايا المتعلقة بالدفاع والجغرافيا السياسية. وهو مهتم بتأثير التكنولوجيا على أهداف السياسة الخارجية بالإضافة إلى العمليات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إقرأ المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الصفقة الإسرائيلية الأضخم وتأثيرها على مصر

الصفقة الإسرائيلية الأضخم وتأثيرها على مصر

دولة الإمارات العربية المتحدة تُعلن إتمام صفقة طائرات F-35 الشبح

مورد الأسلحة رقم 1 في البنتاغون سيعرض قدراته الدفاعية المبتكرة في آيدكس 2021